بنفسج

لصيام آمن للحوامل ومرضى السكري: إليكم هذه النصائح

السبت 25 مارس

تحدّثنا في المقال السابق عن العادات الصحية والعادات الخاطئة في رمضان، واليوم سنتحدث عن حالات خاصة في رمضان، وتأثير الصيام عليها، ومنها مريض السكري، والمرأة الحامل، والمرأة المرضعة، وصوم الأطفال. بداية، سنتحدث عن صوم مريض السكري: ما هو السكري؟ وما هي وأنواعه؟ هل يمكن لمريض السكري الصوم؟ أي الحالات التي يمنع صيامها، وفي حالة الصوم ما النصائح الصحية التي يجب اتباعها لمرور الصيام بشكل آمن وسليم. فيما يلي شرح مفصل لذلك.

مريض السكري والصيام

السكري.jpg
السكري هو حالة صحية تكون مستويات السكر في الدم أعلى من معدلها الطبيعي

السكري هو حالة صحية تكون مستويات السكر في الدم أعلى من معدلها الطبيعي، يحدث المرض عندما لا يستطيع الجسم تصنيع الأنسولين الخاص به، أو استخدامه بشكل فعّال. الأنسولين هو هرمون يصنع في البنكرياس يعمل على إدخال السكر لخلايا الجسم من الطعام المتناول، ليستخدم في ما بعد لإنتاج الطاقة. ويتراوح عدد المصابين عالميًا في مرض السكري ما يقارب 422 مليون شخص. ينقسم السكري لأنواع عدة، منها:

| سكري النوع الأول: ويحدث نتيجة عدم قدرة الشخص على إنتاج الأنسولين، وذلك بسبب مهاجمة الجهاز المناعي الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس وتدميرها، والسبب غير معروف للآن، وأكثر فئة مصابة به هم الأطفال والمراهقين. وبالتالي، يُعالج عن طريق حقنهم بالأنسولين.

| سكري النوع الثاني: وهم الأكثر انتشارًا بنسبة 90% من مرضى السكري، وعادة يصيب الأشخاص البالغين فوق عمر 35 من الذين يعانون من السمنة، أو الذين يمارسون نمط حياة غير صحي. وفي هذه الحالة يقوم الجسم، إما بإنتاج كميات من الأنسولين غير كافية، أو لا يعمل الأنسولين بالشكل الصحيح، بحيث تقاوم خلايا الجسم دخول الأنسولين إليها، وهذا ما يُسمي ب insulin resistance. ويكمن العلاج في تغيير نمط الحياة غير الصحي، باتباع نظام غذائي، وممارسة الرياضة، والنزول بالوزن، وفي الحالات المتقدمة تستخدم الأدوية والأنسولين.

| سكري الحمل: ويصيب النساء خلال فترة الحمل، وتكون الأم المصابة به عرضة للإصابة بالنوع الثاني من السكري مع التقدم بالعمر.


اقرأ أيضًا: سكري الحمل: المرض الخفيّ المؤقت


وهل يمكن لمريض السكري الصوم؟ هناك بعض الحالات يمكن للأشخاص الصيام بها، وأخرى يمنع منعا باتًا صيامهم: الأشخاص الذين يمكن صيامهم هم المصابين بالنوع الثاني من السكري الذين يعتمدون على تغير نمط الحياة، أو على تناول الأدوية للعلاج، أو على العلاج عن طريق الأنسولين طويل المدى.

أما الأشخاص الذين يمنع صيامهم: مريض سكري من النوع الثاني لديهم السكر غير منضبط، أو يعتمد على حقن متعددة من الأنسولين خلال اليوم، وليس على الأنسولين طويل المدى. مريض السكري من النوع الأول. مريضة سكري حمل. مريض سكري يعاني من مضاعفات السكري أو أمراض مزمنة مثل الكلى. مريض سكري يعاني من هبوط في معدلات السكر بشكل متكرر، أو يمارس نشاط بدني عالي خلال النهار.

 نصائح لمرضى السكري لصيام آمن

inbound7663554111376807028.jpg
نصائح لمرضى السكري في رمضان

| المتابعة مع طبيب: من الضروري المتابعة مع الطبيب لتغير جرع الأدوية والأنسولين، والتقليل منها حسب الحالة الصحية للمريض.

| تناول كربوهيدرات معقدة: المحافظة على تناول وجبة السحور، والتي يجب أن تتضمن كربوهيدرات معقدة، مثل الخبز الأسمر والشوفان وبروتين، مثل الألبان أو البقوليات والخضار والفاكهة.

| متابعة معدل السكر: فحص معدل السكر في الدم بشكل متكرر خلال النهار.

| تقسيم الوجبة: عند الإفطار، البدء بحبة التمر والشوربة، ثم القيام للصلاة، ثم تناول الوجبة بكميات قليلة، والابتعاد عن الأطعمة العالية بالدهون، وتجنب الحلويات والمشروبات الرمضانية بعد الإفطار.

| الإكثار من السوائل: تعويض السوائل المفقودة خلال الصوم من خلال شرب 10 -12 كوب من الماء، وتناول الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من السوائل والابتعاد عن المشروبات العالية بالكافيين.


اقرأ أيضًا: "صُوموا تصحّوا": كيف يكون رمضانك صحيًا؟


| ممارسة الرياضة: صلاة التراويح هي أيضًا نشاط جسدي لتجنب الإصابة بالجفاف أو انخفاض في مستويات السكر، تناول الأطعمة النشوية على الإفطار، وشرب الماء، واحرص على وجود الماء وعلاج الجلوكوز بجانبك في الصلاة.

أخيرًا، عند الشعور بالجفاف في الفم، تغير في لون البول، تشويش في الرؤية، هبوط، إغماء توقف عن الصوم، وتناول طعام عالي بالسكر على الفور. هذا كان في ما يخص مرضى السكري، وفي ما بعد سنتحدث عن صوم المرأة الحامل، صوم المرأة المرضعة، صوم الأطفال.

 صوم الحامل في رمضان

تختلف الدراسات حول صوم الحامل في رمضان، منها من وجد أنها تؤثر على مشيمة الأم وعلى نمو الجنين، بحيث يولد بوزن أقل، ومنها اختلف تمامًا، ولم يجد أي فروق بين الأم التي صامت، ولم تصم وما زالت الأبحاث قائمة. 

كما وتختلف حالة الصوم تبعًا لصحة الأم العامة، (مثال الأم التي تعاني من سكري الحمل، ضغط الحمل، فقر الدم يمنع صومها. والطقس إن كان حارًا جدًا، وعدد ساعات الصوم، وفي أي مرحلة من مراحل الحمل هي الأم، فلا يُنصح بالصوم في الأشهر الأولى بسبب أهمية الغذاء لنمو أعصاب الجنين.

تختلف الدراسات حول صوم الحامل في رمضان، منها من وجد أنها تؤثر على مشيمة الأم وعلى نمو الجنين، بحيث يولد بوزن أقل، ومنها اختلف تمامًا، ولم يجد أي فروق بين الأم التي صامت، ولم تصم وما زالت الأبحاث قائمة. وفي دراسة أجريت في The Journal of Nutrition، وجدت أن الأمهات اللواتي صمن في المرحلة الثانية من الحمل وخاصة في الأسابيع بين 22 - 27 أسبوعًا، أنجبن أطفالًا بحجم صغير بنسبة أعلى بـ 35% من اللواتي لم يصمن.

كما وتختلف حالة الصوم تبعًا لصحة الأم العامة، (مثال الأم التي تعاني من سكري الحمل، ضغط الحمل، فقر الدم يمنع صومها. وتبعًا لوضع الجنين الصحي، والطقس إن كان حارًا جدًا، وعدد ساعات الصوم، وفي أي مرحلة من مراحل الحمل هي الأم، فلا يُنصح بالصوم في الأشهر الأولى بسبب أهمية الغذاء لنمو أعصاب الجنين، وأيضًا أن أغلب النساء قد يتعرضن للغثيان والدوار والصداع بسبب تغير الهرمونات في هذه الفترة من الحمل. وكذلك الأمر في الأشهر الأخيرة من الحمل لا ينصح بصوم الحامل، لأنها أشهر مهمة لزيادة وزن الجديد، وبالتالي، تؤثر التغذية في هذه المرحلة على صحة الجنين.

يجب أن لا تهمل وجبة السحور، وأن تكون حريصة على تناول جميع العناصر الغذائية من كربوهيدرات معقدة، بروتين، دهون جيدة، خضار، وحصة فاكهة. وأن تتضمن وجبة الإفطار على شوربات لمنع الجفاف، وخضروات خضراء إضافة إلى الكربوهيدرات والبروتين، والمحافظة على شرب الكافية من السوائل بين الإفطار والسحور.

وفي حال قررت الأم تجربة الصيام، فكما ذُكر سابقًا، كل حالة تختلف عن الأخرى، يجب استشارة الطبيب النسائي المتابع لحالة الأم والجنين، وفي حال موافقة الطبيب على الصوم، ينصح بعدم صيام كل الشهر، وإنما تجربة أيام ليست متتالية، ومراقبة حالة الأم الصحية، إذا اشتكت من الصداع، الدوخة، جفاف الفم، لون البول إذا كان غامقًا جدًا، تعب شديد، فينبغي عليها الإفطار فورًا.


اقرأ أيضًا: تناولي ولا تتناولي... ماذا تأكل الحامل؟


كما يجب أن لا تهمل وجبة السحور، وأن تكون حريصة على تناول جميع العناصر الغذائية من كربوهيدرات معقدة، بروتين، دهون جيدة، خضار، وحصة فاكهة. وأن تتضمن وجبة الإفطار على شوربات لمنع الجفاف، وخضروات خضراء إضافة إلى الكربوهيدرات والبروتين، والمحافظة على شرب الكافية من السوائل بين الإفطار والسحور.

صوم المرضعة في رمضان

الام.webp
لا يُنصح بصوم المرأة المرضعة التي لديها رضيع يعتمد اعتماد كلي على حليبها

أثبتت الدراسات أن الرضع قبل 6 الشهور، اللواتي صامت أمهاتهم رمضان، في وقت قصير من السنة، وفي طقس ليس حارًا، لم يؤثر على حليب الأم، ولا على صحة الجنين، ولا على مكونات الحليب. ولكن في دراسات أخرى وجدوا أن العناصر الغذائية الرئيسة لم تتأثر بينما العناصر الغذائية الثانوية، مثل الفيتامينات والمعادن قل تركيزها في حليب الأم مثل الزنك، الكالسيوم، فيتامينات ب.


اقرأ أيضًا: الرضاعة الطبيعية: دليلك لمعرفة فوائدها لك ولطفلك


لذلك، لا يُنصح بصوم المرأة المرضعة التي لديها رضيع يعتمد اعتماد كلي على حليبها، وبالأخص في حالات الصوم الطويلة، والطقس الحار، فقد وجد أن بعض الأمهات تعاني من جفاف خلال الصوم يؤدي لفقدانها حليبها، وتكمن علامات الجفاف، كما ذكر سابقًا، من جفاف الفم، دوخة، تعب شديد، صداع، وجوع الطفل المتكرر مع البكاء المستمر، علامات توضح انخفاض معدل الحليب والحاجة للطعام. بينما الأطفال فوق 6 أشهر، من الذين بدؤوا يتناولون وجبات طعام، فيمكن لأمهاتهم الصوم، والدراسات لم تجد أي تأثير الصوم على الأطفال والأمهات.

صوم الأطفال

الصيام.webp
لا يُنصح بصوم الأطفال دون سن البلوغ، وإنما بتعليمهم الصوم بشكل تدريج


كثير من الأشخاص يشجعون أطفالهم على الصوم في سن صغير من دون إدراك حجم الأضرار المرافقة لصيامهم، رغم أن الله، سبحانه وتعالى، فرض على عباده الصوم في سن البلوغ، ومع ذلك نرى أشخاص يتفاخرون بصوم طفلهم الصغير. ويكمن الضرر في ذلك أن الطفل في مرحلة نمو وبناء خلايا وأنسجة الجسم، لذلك فهم بحاجة ماسة للفيتامينات والعناصر الغذائية لإتمام عملية النمو بالشكل المناسب.

لذلك لا يُنصح بصوم الأطفال دون سن البلوغ، وإنما بتعليمهم الصوم بشكل تدريجي، فمثلًا الطفل الذي يبلغ 7 سنوات يمكن تعويده على صيام يومين من الأسبوع لصلاة الظهر، ثم في العام القادم ثلاثة أيام لصلاة العصر، وهكذا حتى تكتمل أيام الصوم ومواعيدها، وهذا التدرج يساعد الجسم على التعود على الحرمان من العناصر الغذائية تدريجيًا، من دون حدوث خلل في وظائف الجسم بشكل مفاجئ عند الصوم بشكل كامل في سن البلوغ. وإذا وُجدت علامات على الأطفال مثل: التعب، والإرهاق، وفقدان الحيوية، والعطش الشديد، وجفاف الفم، فلا يُنصح بإتمام صومهم حتى لو كانوا في مرحلة التعود البسيط.