بنفسج

إتيكيت الزيارة: كيف تكون ضيفًا مُحبًا ومحبوبًا؟

الثلاثاء 16 اغسطس

أنظري من بالباب يا ابنتي.. "ماما.. ماما"،  نادتني مسرعة فأجبتها: "نعم يا ابنتي!".

 "سوف تزورنا اليوم صديقتك نورة".   

  "ولكن يا ابنتي ألا تعلمين بأنني سأخرج اليوم لزيارة جارتنا المريضة!".

"لكن صديقتك الخالة نورة قالت لي بأنها ستأتي اليوم". ويدق جرس المنزل."أهلًا وسهلًا يا خالة!". يا ترى ماذا كان عساك أن تفعل إذا كنت مكاني بخصوص هذه الزيارة المفاجئة؟! وكيف ستكون ردة الفعل؟ 

جميل جدًا أن يتزاور الناس، فإن ذلك يؤلف القلوب ويعزز التماسك، وخاصة في العلاقات الاجتماعية. ولكن لا بد أن يحكم هذا السلوك الاجتماعي مجموعة من الضوابط والأصول؛ نسميه "إتيكيت" زيارتنا للآخرين. بداية، يستحسن أن يحدد الزائر موعدًا مسبقًا للزيارة مع الشخص المزور، فلا يذهب فجأةً إليه، فلربما كان أصحاب المنزل غير مهيئين للزيارة أو مرتبطين بالتزامات أخرى، وهو الأمر الذي نجمع جميعنا على معرفته، ولكن يتجاهله البعض دائمًا، ولا نلتزم به نحن أحيانًا، ولهذا من الجيد أن نتذكر جميعًا ما يجدر بنا فعله أو الانتباه إليه عند الزيارة، أي كيف تلتزم بإتيكيت الزيارة. 

| إتيكيت الزيارة: كيف تكون ضيفًا مُحبًا ومحبوبًا؟ 

الزيارة.png
اطرق بلطف وإذا استخدمت جرس المنزل فيكون الضغط عليه مرة واحدة

| سأزورك غدًا: ستحسن أن يحدد الزائر موعدًا مسبقًا للزيارة مع الشخص المزور، فلا يذهب فجأةً إليه، فلربما كان أصحاب المنزل غير مهيئين للزيارة أو مرتبطين بالتزامات أخرى

| معرفة سبب الزيارة: من الأفضل الإعلان عن الغرض من الزيارة منذ البداية، مثل التهنئة أو العزاء أو مجرد السمر والدردشة، وفي جميع الأحوال يجب أن تكون مواعيد الزيارة بعيدة عن أي من فترات الراحة وتناول الطعام.

| اطرق بلطف: لا بد من الطرق الخفيف على باب المنزل، أو إذا استخدمت جرس المنزل، فيكون الضغط عليه مرة واحدة، ثم انتظر قليلًا، ولا يكون الضغط بشكل متواصل يزعج ويستثير أصحاب المنزل.

| عرف عن نفسك:  إذا سألك أصحاب المنزل: "من الطارق؟"، فلا تكون الإجابة: بـ "أنا"، وإنما لا بد من التعريف بنفسك، وذلك بذكر اسمك.

| لا تلتفت أثناء الدخول: على الضيف أو الزائر أن يسير بهدوء وبشكل طبيعي عند دخوله للمنزل، فلا يتلفت يمنة ويسرة.

| اختر مكانًا مناسبًا للجلوس: في حالة عدم تحديد المضيف مكان الجلوس، فاحرص على أن تختار مكانًا لا يكشف لك من في البيت، فتسبب إحراجًا لهم.

من الآداب كذلك التي يجب أن تتبع في الزيارة هي أنه في حالة وجود عدد من الضيوف، تجنب الحديث سرًا أو همسًا إلى أحد الموجودين لإخفاء الحديث عن الآخرين، أو حتى التحدث بلغة أجنبية لا يفهمها الآخرون، فإن ذلك يعد بعيدًا عن أصول اللياقة واللباقة والإتيكيت.

| كن محبًا في زيارتك: حثنا  ديننا الكريم على الزيارة، لما فيها من ترسيخ لمعاني الحب والتآلف بين الأفراد، فكما جاء في الحديث القدسي: "وجبت محبتي للمتزاورين فيّ"، فحينما تكون الزيارة بعيدة عن أي منفعة أو مصلحة دنيوية، فما أجملها بذلك كونها سببًا في استجلاب محبة الله!

| لا تطيل الزيارة:  على الزائر أن يكون خفيفًا في زيارته، فلا يطيل في الزيارة، حتى وإن أظهر المضيف ترحيبًا بالمكوث أو البقاء لفترة أطول.

| لا تكن فضوليًا مزعجًا: أي لا يجب الإخلال بنظام المنزل، وإبداء فضول زائد لمعرفة خبايا الأشياء، وعدم التحدث بصوت مرتفع كي لا تكون الزيارة مصدرًا للإزعاج لأصحاب المنزل.

الهدايا.png
من المهم أن تأخذ هدية حين تذهب في زيارة فهذا من إتيكيت الزيارة

| لا تطلب ضيافة صعبة التحضير: في حالة عرضت عليك عدة اختيارات لمشروب، اختر بثقة ما تريد، ولكن لا تطلب أنواعًا غريبة صعبة التجهيز، أو تسبب العناء في الإتيان بها.

| لا تنتقد صاحب المنزل: من اللباقة والذوق بأنه إذا وقعت عيناك على أمر تكرهه داخل منزل المضيف أن تكتمه ولا تتحدث به، ولا تنتقد، أو تحرج، أو تضايق صاحب المنزل بذكره له.

| لا تتحدث همسًا: من الآداب كذلك التي يجب أن تتبع في الزيارة هي أنه في حالة وجود عدد من الضيوف، تجنب الحديث سرًا أو همسًا إلى أحد الموجودين لإخفاء الحديث عن الآخرين، أو حتى التحدث بلغة أجنبية لا يفهمها الآخرون، فإن ذلك يعد بعيدًا عن أصول اللياقة واللباقة والإتيكيت.


اقرأ أيضًا: لطائف الزيارة للأمهات: وفّري نصائحك وكوني خفيفة الظلّ


| تقرّب إليهم بالهدايا: من أصول الإتيكيت أنه على الضيف حمل هدية للمضيف في ظروف معينة مثل المناسبات، أو بعد غياب فترة طويلة، أو في حالات المرض، أو عند الزيارة الأولى، فلا يدخل الزائر أو الضيف فارغ اليدين. كذلك لا يشترط أن تكون الهدية باهظة الثمن بقدر ما يجب أن تكون موافقة لرغبات المضيف.

| انصرف بهدوء: عندما تنتهي الزيارة فعلى الزائر أن ينصرف بهدوء، وأن يعبّر للمضيف عن امتنانه وسروره بما قضاه من وقت رائع وجميل معه، كما أنه ليس من اللائق التلكؤ عند الانصراف، والمكوث طويلًا أمام الباب، وإبداء ملاحظات كان يمكن الحديث عنها وقت الجلوس.

أرى أن كثير من الأمهات والآباء عند زيارتهم لبعض معارفهم يتركون أبناءهم يعبثون ويتصرفون تصرفات خاطئة من شأنها أن تزعج صاحب المنزل، حتى وإن تصنع بأن الوضع طبيعي وتحت السيطرة. إن هذا لا يليق، فلا بد من توجيه التعليمات قبل الزيارة.

| طفلك سفيرك: وأود التنويه إلى أنه يجب الانتباه لأطفالكم فالطفل هو سفيرك، فإذا اضطررت لاصطحاب أطفالك في الزيارات، فلا بد أن تعلمه الآداب والأصول والعادات الصحيحة، وأنت لن تستطيع أن تعلمه الأدب في بيوت الآخرين. أرى أن كثير من الأمهات والآباء عند زيارتهم لبعض معارفهم يتركون أبناءهم يعبثون ويتصرفون تصرفات خاطئة من شأنها أن تزعج صاحب المنزل، حتى وإن تصنع بأن الوضع طبيعي وتحت السيطرة. إن هذا لا يليق، فلا بد من توجيه التعليمات قبل الزيارة مما تراه ضروريًا لضبط الزيارة، كما لا ينبغي تجاهل ما يفعله الأبناء إذا كان الأمر يسبب إزعاجًا لأصحاب المنزل، فلا تتركهم مثلًا يتجولون في المنزل، ولكن اجعلهم بين يديك.

ودعوني أختم هنا بالسؤال التالي: هل هناك حالات يمكن أن تكون الزيارة من دون تحديد موعد مسبق؟ والإجابة هي نعم؛ ففي حالة العزاء حيث تحدد أيام للعزاء يمكن الزيارة في أي منها، كذلك المرض إلا إذا كان ممنوعًا من الزيارة بأوامر طبية، فإن الأمر يختلف، أيضًا إذا كان هناك موضوع هام وعاجل ويصعب تأجيله، وأخيرًا، في حالة الجار الجديد (أول مرة زيارة).