بنفسج

الحماية الزائدة للأبناء: كله تحت السيطرة؟

الأحد 05 مارس

واحدةٌ من الأشياء التي تسترعي انتباهي في عملي وفي حواري مع بعض الأمهات، خارج غرفة العلاج النفسي، رغبة الوالدين، الواعية، أو غير الواعية، بالسيطرة على ما يتعرضُ له الأبناء من مؤثراتٍ خارجيّة. ومن خلال خبرتي بالعمل مع المراهقين كنت أجدُ أن المراهقين بالذات، والأبناء عمومًا، يجدون طريقهم لما مُنع عنهم من دون علم أهاليهم، فتراهم يمثلون أمام الأهل بما يعجبهم، ويحيك في صدرهم سرًّا ما لا يُعجب الأهل، وكأن حياتهم مقسمومةٌ إلى نصفين!

| دائرة تربوية معقدة

في حياتنا العديد من الأمور التي لا تقع تحت دائرة ضبطنا مهما حاولنا، ومنها ما يُسمى بمساحة الضبط المشتركة بيننا وبين الآخر ومنهم الأبناء، وما يعنيه وجود مساحةٍ للضبط المشترك، أنّ هذه المساحة هي تحت سيطرتي وتحت سيطرة الآخرين أيضًا؛ لذا أستطيع التأثير بالجزء الخاص بي، ولكن للآخر تأثيره أيضًا، وهذا مما تعنيه التربية.
 
يمكن النظر إلى التربية على أنها تشكيلٌ مطلقٌ للطفل يتحكم فيها الآباء فقط، مما يجعل الأمر أكثر إرهاقًا، ولكن تقبل أنّ هذا الطفل هو كائن مستقل، يمكن أن يؤثر أيضًا في عملية التربية، وهذا ما يجعلنا نفكر؛ كيف نهذب  هذه الصفات والطباع، وكيف نؤثر ببنائه بناءً نفسيًّا وعلميًّا ودينيًّا وتربويًّا بشكلٍ متوازن.

أتفهم كثيرًا خوف الأهل ورغبتهم بحماية أبنائهم، فَمن أحبُّ للأهل منهم؟ يعيشُ الإنسان لنفسه حتى يغدو أمًّا أو أبًا، ويدركُ حينها معنى أن تعيش وتجتهدَ لأجل غيرك وأنت مسرورٌ أيّما سرور لذلك! غير أنّ الرغبة بالسيطرة، للأسف، هي رغبةٌ غير واقعيّة. ومما أتفق فيه مع الكثير من الأهل، هو أنّ التربية اليوم باتت أعقد وأكثر إرباكًا، وفيها تياراتٌ عديدة ومؤثرات كثيرة تشارك الأهل في عملية تربية أبنائهم، مما يُشكّلُ ضغطًا شديدًا على الوالدين في البحث عن مصادر جديدة للمعلومات، وأساليب جديدة للتربية، إضافةً للموروث الذي تربوا عليه، والذي قد لا يجدي نفعًا في كثيرٍ من الأحيان! 

في حياتنا العديد من الأمور التي لا تقع تحت دائرة ضبطنا مهما حاولنا، ومنها ما يُسمى بمساحة الضبط المشتركة بيننا وبين الآخر ومنهم الأبناء، وما يعنيه وجود مساحةٍ للضبط المشترك أنّ هذه المساحة هي تحت سيطرتي وتحت سيطرة الآخرين أيضًا؛ لذا أستطيع التأثير بالجزء الخاص بي، ولكن للآخر تأثيره أيضًا، وهذا مما تعنيه التربية، فيمكن النظر إلى التربية على أنها تشكيلٌ مطلقٌ للطفل يتحكم فيها الآباء فقط، مما يجعل الأمر أكثر إرهاقًا، ولكن تقبل أنّ هذا الطفل هو كائن مستقل لديه صفاتٌ تميزه، يمكن أن يؤثر أيضًا في عملية التربية، وهذا ما يجعلنا نفكر؛ كيف نهذب ونقوّم هذه الصفات والطباع، وكيف نؤثر ببنائه بناءً نفسيًّا وعلميًّا ودينيًّا وتربويًّا بشكلٍ متوازن.

| كيف تتصرف مع طفلك؟

حماية.png
ابقَ بالقرب من طفلك دومًا وكن موجودًا في حال حدوث الأخطاء


| قدم إجابات وافية: احرص على بناء جسور الثقة مع طفلك منذ الصغر، وذلك من خلال تقديم الإجابات الصحيحة لأسئلته الكثيرة، والمحرج منها بالنسبة لك تعامل معه بشكلٍّ خاص، وذلك من خلال البحث عن إجاباتٍ مقنعة تحترم ذكاءه وتناسب عمره.

| افهم مقصده من السؤال: لا تتعامل مع فضول طفلك أو ابنك المراهق على أنهُ "قلة أدب"، بل افهم مقصده من السؤال، واحرص على معرفة المعلومات التي لديه عن موضوعٍ بعينه.

| كن واضحًا في الأسئلة الحساسة: في الأمور الحساسة المتعلقة بالتربية الجنسيّة كن شفافًا واضحًا، وتحدّث بلطفٍ ودفء، وقدّم معلوماتٍ صحيحة دومًا مع مراعاة العمر.

| صحح معرفته: لا تخشى من تعرض طفلك لكمٍ هائل من المعلومات، فذلك من الأمور غير الخاضعة للسيطرة، وإنما صحح هذه المعرفة وراجعها معه بدل منعها عنه.


اقرأ أيضًا: الأبوة المفرطة: هليكوبتر تدور فوق رؤوس الأبناء


| لا تُقصي طفلك: ابقَ بالقرب وكن موجودًا في حال حدوث الأخطاء، وضع قوانينًا منزليّة توضح الحدود وتبيّن المسموح والممنوع، وجزاء كلّ فعل، بالاتفاق سويًّا على ذلك، حتى يدرك الطفل أنّ لكلِّ فعلٍ نتائج إيجابيّة أو سلبية، ولكن تجنب إقصاء طفلك لخطأ ما، ففي حال نفيك له كن متأكدًا أنَّ أحدًا غيرك سيحتويه مما قد يعود بضررٍ أكبر عليه وعليك وعلى تماسك أسرتك.

| لا تخشى من المعرفة: المعرفة ليست مخيفة، ما يُخيف هو الجهل والتغاضي عن وجود المشكلات من أساسها واعتبارها غير موجودة!

| استعن بالخبراء والمختصين: في حال واجهت بعض الصعوبات التربوية، وابتعد عن المعلومات الجاهزة، لأنّ ما تمرّ به مع طفلك قد يكون وضعًا خاصًا تحتاج فيه توجيهًا خاصًا.

| لا تكن مسيطرًا: مهمتنا في الحياة هي مرافقة أبنائنا في رحلتهم وتوجيههم عبر الوسائل الممكنة ليختاروا طريقهم حينما يصبحون راشدين بالغين في المجتمع الكامل، لا السيطرة المطلقة عليهم، مما يشعرنا بالإرباك أو الانزعاج جراء فقدان السيطرة في العديد من المواقف.