بنفسج

الخجل عند الأطفال: أنواعه وأسبابه وطرق علاجه

الخميس 07 يوليو

كيف أتعامل مع الطفل الخجول والانطوائي؟
كيف أتعامل مع الطفل الخجول والانطوائي؟

تعتبر مرحلة الطفولة من أهم المراحل في حياة الطفل، والتي تؤثر على جميع جوانب حياته إيجابًا أو سلبًا، ويمر الطفل بالعديد من المراحل في طفولته حتى النمو، إما يتخطاها بسلام، وإما يمر ببعض المشكلات السلوكية أو النفسية التي قد يغفل الأهل عنها، وعن كيفية التعامل معها بشكل صحيح، فتؤدي إلى عواقب وخيمة ويبقى ضررها على شخصية الطفل طوال عمره، ومنها الخجل، فـــ كيف أتعامل مع الطفل الخجول والانطوائي؟

الخجل من أشكال القلق الاجتماعي وهو واسع الانتشار، ويعتبره مختصوا التربية عاملاً مهما في تكوين شخصية الطفل مثل أي شعور آخر، ولكنه يمثل عقبة إذا زاد عن حده. وقد يعتبر بعض الأهالي حدوث الخجل شعوراً طبيعيًا لدى الطفل، بل قد يستهويهم اختباء الطفل خلف أهله خجلًا من الحديث مع الكبار أو الغرباء وكأنها "لعبة الغميضة"، ولا يدركون مدى الضرر الذي سيلحق به جراء ذلك!  فيا ترى هل علينا القلق من خجل الطفل؟ وهل يعد الخجل مشكلة تستلزم التدخل؟ هل الخجل شعور فطري أم مكتسب؟ وما الفرق بينه وبين الحياء؟ وكيف أتعامل مع الطفل الخجول والانطوائي؟ وكيف أساعد طفلي في التغلب على الخجل؟ كل تلك الأسئلة وأكثر سنجيب عليها بشكل مفصل في مقالنا الحالي. 

 الخجل شعور معقد من أشكال القلق الاجتماعي وينتج عنه توتر نفسي قد يصاحبه أعراض جسمية: كاحمرار الوجه وتقطع الأنفاس والشعور بالغثيان أو الرجفان، أو سلوكية: كالتلعثم والتأتأة في الحديث ونقص المهارات الاجتماعية والثقة بالنفس، والالتصاق بالوالدين والاعتماد عليهما في أبسط الأمور، والانسحاب من المواقف الاجتماعية لتجنب التعليقات والهرب من أنظار الناس، وخاصة إن كان عمر الطفل صغيرًا، بينما لا تحدث نفس الأعراض لدى أقرانه، فهذا ببساطة هو الخجل لدى الطفل.

 هل الخجل والحياء سيّان! 

كيف أتعامل مع الطفل الخجول والانطوائي؟
هناك فرق كبير بين الخجل والحياء؛ فالخجل هو تقوقع الطفل وانطوائه على نفسه، وإحجامه عن ملاقاة الآخرين، ورفض مشاركة الطفل من في نفس عمره في اللعب، وعدم القدرة على الأخذ والعطاء مع أقرانه في المحيط الذي يعيش فيه، وقد يرجع إلى فقدان الثقة بالنفس والشعور بالنقص.
 
بينما الحياء هو التزام الطفل بمنهاج الفضيلة والآداب الحميدة، كما أشار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في كثير من الأحاديث إلى أهمية الحياء وأنه من الإيمان.

هناك فرق كبير بين الخجل والحياء فـــ كيف أتعامل مع الطفل الخجول والانطوائي؟ فالخجل هو تقوقع الطفل وانطوائه على نفسه، وإحجامه عن ملاقاة الآخرين، ورفض مشاركة الطفل من في نفس عمره في اللعب، وعدم القدرة على الأخذ والعطاء مع أقرانه في المحيط الذي يعيش فيه، وقد يرجع إلى فقدان الثقة بالنفس والشعور بالنقص، مع توقّع الخطر والنقد الدائم له، ويستمر مع الطفل لسنوات. 

بينما الحياء هو التزام الطفل بمنهاج الفضيلة والآداب الحميدة، كما أشار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في كثير من الأحاديث إلى أهمية الحياء وأنه من الإيمان، وقال الحياء خير كله، وأن لكل دين خلق وخلق الإسلام الحياء. 

والحياء هو فعل كل ما هو جميل وترك كل قبيح يغضب الله، ومنه ما هو فطري يولد به المرء، وما هو مكتسب من خلال معرفة الله ودين الإسلام والتخلق بالأخلاق الحميدة، ولا ينطوي الإنسان الحيي على نفسه، أو يرفض الحديث معهم ومشاركتهم مثل الخجل، فالفرق بينهما كبير جدًا؛ فالحياء صفة حميدة نأمل أن نتحلى بها عكس الخجل الذي نود تقويمه وعلاجه، ووضعه في إطار متزن وصحي. 

 هل الخجل فطري أم مكتسب؟! 

كيف أتعامل مع الطفل الخجول والانطوائي؟
شخصية الأطفال تختلف من طفل لآخر فهناك عدة أسباب للخجل منها الوارثية وأساليب التنشئة الخاطئة

يعد الخجل شعورًا مكتسبًا،  فالطفل لا يولد خجولًا، لكنه "يتعلم" من تجربته الخاصة، ومن خلال ملاحظة سلوكيات وتصرفات الآخرين، وهي من العوامل الرئيسية لاكتساب الخجل. تختلف أسباب الخجل بحسب شخصية كل طفل والظروف البيئية التي يعيش بها، وهناك أسباب متعددة، منها: 

| الأسباب الجينية (الوراثة): تحمل الجينات سمات الوالدين أو أحدهما، وأحيانًا تكون السمات للأقارب، فالطفل الذي لديه جينات وراثية يكون أكثر استعدادًا لأن تلازمه صفة الخجل، ويُمكن أن تستمر معه هذه الصفة في حالة تواجد في أجواء لا تُشجعه على تغييرها، إذ يزداد الخجل عند الطفل مع تقدمه في العمر بدلًا من حدوث العكس.

| أساليب التنشئة والتربية الخاطئة: لا شك أن تساؤل كيف أتعامل مع الطفل الخجول والانطوائي؟ يحتاج لكثير من البحث، فعليك أن تعلم أولًا  أن القسوة الزائدة أو الإهمال الزائد، أو عدم الثبات والتأرجح في التربية، إضافة إلى الإفراط في توجيه الطفل وتأنيبه لأتفه الأسباب، والسخرية منه أمام الناس، فذلك يشعره بضعف الثقة بالنفس وعدم قدرته على القيام بشيء، فتزداد مشاعر القلق والخوف عنده، إضافة إلى أن الطفل المدلل يتوقع من الآخرين أن يعاملوه المعاملة المميزة نفسها، التي يتمتع بها داخل منزله، وإذا لم يحدث، فإنه يهرب منهم وينكفئ على نفسه.

كيف أتعامل مع الطفل الخجول والانطوائي؟

 

| الإعاقة: وجود عاهة لدى الطفل تدفعه للخجل من مواجهة الآخرين، وهو أمر يؤدي إلى انفعال الطفل وتردده وعدم القدرة على اتخاذ القرار، وبسبب ذلك يعتزل الآخرين، وذلك مثل الإعاقة جسدية، أو مشاكل في النطق، كالتلعثم أو التهتهة.

| التدليل الزائد: وهو إفراط الأم في العناية بطفلها، واعتماده عليها في المأكل والمشرب، وعدم السماح له بالاختلاط مع الأصدقاء بحجة الخوف عليه من الأذى، كل ذلك يجعله طفلًا اتكاليًا ويعزز شعوره بالخجل.

| العزلة المجتمعية: وذلك عندما يكون موقع السكن في مكان بعيد يجعل الاحتكاك بالناس ضعيفًا جدًا.

التقليد: فعندما يكون الوالدين أو أحدهما خجولًا يقوم الطفل بتقليده فيصبح خجولًا أيضًا.

| الأسباب العضوية: وتتمثل في ضعف بنية جسم الطفل أو زيادة وزنه، وبالتالي حب الانعزال خاصة وسط مجتمع الأطفال، وهو أمر قد يؤدي بالطفل إلى الخجل من نفسه وكره الحياة.


اقرأ أيضًا: متى يتوجب على طفلي أن يكون أنانيًا؟


| أسباب نفسية: وتتمثل في الحساسية الزائدة؛ بمعنى أن يبالغ الطفل في تفسيره للأمور؛ فهو يفرط في تفسير ردود فعل الآخرين تخوفاً من أن يجرحوا مشاعره، والحقيقة أنهم لا يفكرون فيه، وبسبب خيال الطفل الواسع فإنه يتأثر بما حدث له من تجارب وكلمات وجمل سلبية قيلت عنه وسمعها أو شاهدها من قبل، فيجترها ويتذكرها مرارًا وتكراراً.

| قلق الانفصال: يُمكن أن يحدث الخجل بشكل مفاجئ بعد أن كان الطفل طبيعيًا، وهذا ما يُسمى بقلق الانفصال، فالتعرّض لبعض الظروف، مثل الانتقال من البيت لبيت آخر، أو فقدان الأصدقاء القريبين منه، أو انفصال الوالدين، أو وفاة أحد أفراد العائلة، أو عندما يبدأ الطفل في الابتعاد عن والدته كأن ينام في غرفة بمفرده أو يذهب إلى الحضانة، فيزداد في هذه الحالة خجله وقد يحاول الانعزال  عن الأشخاص من حوله.عادة ما تظهر هذه الحالة  عند الأطفال منذ عمر 6 أشهر وحتى 3 سنوات تقريبًا. 

 أطفالنا مختلفون، وكذلك الخجل لديهم، فما أنواعه؟!

كيف أتعامل مع الطفل الخجول والانطوائي؟
بعض الأطفال يخجلون من الحديث مع الكبار ويختبئون خلف آبائهم 

| خجل الحديث مع الكبار: ويتمثل في استخدام الطفل "الإيماءات"، أو الإجابات القصيرة مثل "نعم ولا"، إذ يتحاشى النظر إلى عين المتحدث، ويسترق النظر لمحدثه عندما يصرف نظره لكي يتعرف على ملامح وجهه.  كما أنه لا يجيد الحديث، وإذا تكلم يكون مرتبكاً وقلقاً أو متلعثماً في كلامه، وهنا على الوالدين والمعلمين والمعلمات عدم دفع الطفل للحديث، كي لا تتحول الحالة من حالة خجل إلى حالة تلعثم.

| خجل التفاعل مع الكبار: ويظهر هذا النوع بمرحلة المراهقة، خاصة عندما تظهر على الطفل تغيرات المراهقة الخارجية، فنجده يخجل من مواجهة الكبار من معلمين وجيران وضيوف، وعلى الوالدين تجنب إجبار ابنهم الخجول على السلام أو الحديث إذا لم يرغب في ذلك، ويفضل أن يستخدم الآباء التشجيع، بإعطائه مقابل محبب لنفسه كهدية أو ما شابه ذلك.

إذا اتسم طفلك بتلك الصفات فأعلم أنه خجول! عندما يلجأ الطفل للاختباء خلف والديه عند حديث الآخرين معه، أو حديثه بصوت خافت جداً، أو التصاقه بوالديه طوال الوقت ورفض الابتعاد عنهما، إضافة إلى رفض الحديث والتزام السكوت، التلعثم، التوتر، احمرار الوجه.

| الخجل الاجتماعي: في هذه الحالة ينفر الطفل من زملائه وأقاربه، ويتجنب الحديث مع الآخرين وينعزل لوحده مع لعبته المفضلة، وغالبًا ما يفضل الجلوس والحديث مع أطفال أصغر منه سنًا، مما يسبب القلق لوالديه اعتقادًا بأن الأمر له علاقة بنقص في الذكاء، إضافة إلى أن الأطفال الخجولين يفضلون التعرف على الأطفال الذين يشابهونهم في الشخصية، ويستمرون معهم حتى يصلوا إلى عالم الرشد لتتغير شخصيته تدريجياً.

| الخجل المجتمعي: ويظهر عند ارتداء ملابس جديدة، أو بعد تغيير تسريحة، أو قصة الشعر، فيخجل الطفل ويفضل الانعزال والوحدة.

إذا اتسم طفلك بتلك الصفات فأعلم أنه خجول! عندما يلجأ الطفل للاختباء خلف والديه عند حديث الآخرين معه، أو حديثه بصوت خافت جداً، أو التصاقه بوالديه طوال الوقت ورفض الابتعاد عنهما، إضافة إلى رفض الحديث والتزام السكوت، التلعثم، التوتر، احمرار الوجه، تحاشي النظر إلى وجه المتكلم، الجلوس أمام التلفاز لفترات طويلة حيث يُفضل الأنشطة التي لا تتطلب التعامل مع أشخاص، وهذه الأعراض هي أبرز صفات الطفل الخجول. 

| ما علاج الخجل؟ وكيف أساعد طفلي في التغلب عليه؟! 
كيف أتعامل مع الطفل الخجول والانطوائي؟
جميع الأطفال من عمر 18 شهرًا إلى ثلاث سنوات، يشعرون بالقلق إزاء أي إنسان غريب، أو أي موقف جديد حتى وإن كان لديهم ثقة عالية بالنفس، ‏فالخجل طبيعي حتى عمر 3 سنوات، أما إذا استمر أكثر من ذلك، فيصبح مشكلة تحتاج لعلاج، وأكثر ما تظهر مشكلة الخجل في مرحلة المدرسة، فإذا استمرت لمرحلة طويلة قد تتفاقم وتحول دون تقدم الطفل ونجاحه.

جميع الأطفال من عمر 18 شهرًا إلى ثلاث سنوات، يشعرون بالقلق إزاء أي إنسان غريب، أو أي موقف جديد حتى وإن كان لديهم ثقة عالية بالنفس، ‏فالخجل طبيعي حتى عمر 3 سنوات، أما إذا استمر أكثر من ذلك، فيصبح مشكلة تحتاج لعلاج، وأكثر ما تظهر مشكلة الخجل في مرحلة المدرسة، فإذا استمرت لمرحلة طويلة قد تتفاقم وتحول دون تقدم الطفل ونجاحه، وتعيق قدرته على التعلم واللعب، وعلى بناء علاقات مع الجنس الآخر وأي اختبار للتقدم في الحياة. يقولون إذا عرف السبب بطل العجب، وبالفعل، فمعرفة السبب الذي يؤدي إلى خجل الطفل هو نصف طريق العلاج، وتطبيقه هو النصف الآخر، ومن أهم الاستراتيجيات التي تساعدك عزيزي المربي في تقليل وعلاج الحجل لدى طفلك ما يلي: 

| الحوار مع الطفل: عدم إحراج الطفل أو تأنيبه بشكل مبالغ فيه، واحذر مقارنته بالآخرين، وعليك بالحوار مع الطفل وتدريبه على المواجهة. 

| لا تصفه بالخجل: تجنب وصف الطفل بالخجول، فتكرار هذه الكلمة أمامه يغذي شعوره بالخجل. يجب استبدال ذلك بعبارات إيجابية، وكافئه في كل مرة ينجح فيها بالاندماج مع من حوله. 

| لا تفصل طفلك عنك مباشرة: قم بالتدريج في انفصال طفلك عنك بشرط ألا يكون مفاجئا أو في سن مبكر للطفل؛ وعليك باحتضانه دائما وقت الانفصال وبعده.

كيف أتعامل مع الطفل الخجول والانطوائي؟
شجع طفلك الخجول على الاكتشاف والتجريب ليشعر بالأمان 

| شجع طفلك على الاكتشاف: ابق مع طفلك في الأماكن المزدحمة وشجعه على الاكتشاف والتجارب ليشعر بالأمان ويكمل لعبه.

| لا تبالغ في تهدئة طفلك: إذا حدث شيء ما، فلا تبالغ في تهدئة طفلك لأن هذا يشعره بأن الموقف مخيف جدًا ويستحق كل هذه التهدئة، فبذلك يزداد لديه الخوف بدلًا من القضاء عليه.

| تناول الطعام الصحي: تناول الغذاء الذي يساعد على التخلص من الإجهاد، والأطعمة التي تحتوي على فيتامين C، كذلك المكسرات والسمك والدواجن والفيتامينات المتعددة.

| امدح طفلك: واثني عليه وشجعه، فالمدح والثناء يُساعدان في زيادة الجرأة عند الطفل الخجول، كما يُمكن إلفات نظره بأن الناس تُحبه وتسعد به لكي يطمئن لهم.

كيف أتعامل مع الطفل الخجول والانطوائي؟
 
| اخلق فرصًا للتنشئة الاجتماعية: ولكن لا تجبره على مواجهة مواقف اجتماعية جديدة، بل عزز مواقف تكون مريحة للطفل، ولا تجبره على القيام بأنشطة جماعية إذا لم يكن مستعدًا لذلك، وساعده على التأقلم مع المواقف الجديدة  وحاول خفض مستوى القلق لجعل الطفل يشعر بالراحة.
 
| ادعو أصدقاء طفلك: قم بدعوة أصدقائه لتناول وجبة خفيفة في المنزل أو للّعب لبضع ساعات حتى يتمكن من الاستمتاع والشعور بالأمان في محيطه.

| توجه للتجمعات باكرًا: اذهب باكراً إلى المناسبات مع طفلك قبل قدوم الآخرين، وذلك حتى يأخذ وقته للشعور بالاستقرار والطمأنينة، لأنه إذا جاء ووَجد الأطفال من حوله يلعبون ويتحركون، فسوف يشعر بالخجل ويبقى جالسًا في مكانه.

| ركز على سلوكياته البسيطة: مثل بدء محادثات قصيرة وطرح أسئلة بسيطة وجذابة، وتشجيعه على التعبير عن رأي معين ومساعدته على التعبير عن مشاعر الغضب والفرح والغضب من خلال التعبير اللفظي المفيد اجتماعيا.

| ابدأ بـ "رفيق اللعب": ساعده على مضاعفة عدد أصدقائه شيئًا فشيئًا، خلال القيام بالأنشطة المختلفة. ستكون المشاركة في المسرحيات أو لعب الأدوار استراتيجية رائعة.

وختامًا .. أجبنا عن سؤال الأم الدائم كيف أتعامل مع الطفل الخجول والانطوائي؟ أقول لك إذا كانت حالة طفلك متطورة، فقم باستشارة مختص تربوي ونفسي في علاج مشكلة الخجل لدى طفلك، ولا تيأس، بل اسع واعلم أنك راع ومسؤول عن رعيتك، ورعيتك هو طفلك، دمتم بخير.