إذا كنت تمتلك وعاء سكر وملحًا ، قد تتساءل عما إذا كان يجب عليك ملأهما مرة أخرى؟!. يعتمد الكثير من الأشخاص على إضافة الملح للطعام لإضافة النكهة اللذيذة للطعام، وغيرهم يشرع لتحلية الطعام والمشروبات بالسكر أو حتى بدائل السكر ظنا أنها صحية من سكر بني وغيرها ، ولكن هل هذه العادات لها تأثير على أجسامنا؟ الامتناع عن السكر والملح هل هو خيار صعب؟
هل هناك ضرر حقيقي من هذه الإضافات القليلة؟ هل نقوم بالإضافة من الملح والسكر ضمن المنحنى الموصى به ؟ هل يمكن حقا أن نتوقف عن هذه العادات وتقبل الطعام بدون سكر وبكمية قليلة جدا من الملح؟ يجيبنا المقال التالي على جميع هذه الأسئلة:
أضرار الأبيض "الملح"
شدد المشاركون في صياغة المبادئ التوجيهية الغذائية لعام 2015-2020 للأمريكيين على أن استهلاك السكر والملح عال لدرجة أكثر مما هو صحي لأجسامنا. ومع ذلك، فقد أقروا بأن وعاءا السكر والملح ليسا الشريرين الرئيسين على مائدة الطعام. يضاف حوالي 80٪ من السكر والملح الذي نأكله إلى الأطعمة المعبأة والمحضرة تجاريًاـ، فليس من السهل الامتناع عن السكر والملح بشكل كامل.
ويعرّف الملح على أنه مكون من 40 % من الصوديوم و60% من الكلورايد، ويستخدم لإضافة نكهة للطعام، ولحفظ الطعام من نمو البكتيريا عند إضافته لبعض المنتجات، مما يساعد على المحافظة على جودة الطعام لمدة أطول. يحتاج جسم الإنسان إلى كمية صغيرة من الصوديوم لإيصال النبضات العصبية، وتقلص العضلات وارتخائها، والحفاظ على التوازن الصحيح للماء والمعادن، والحقيقة أن الكمية التي يحتاجها الجسم من الملح للقيام بالوظائف على الشكل الصحيح هي 500 ملغم ملح.
ويُنصح بعدم تجاوز 2300 ملغم من الملح المتناول يوميًا، أي ما يعادل ملعقة صغيرة من الملح، ويفضل أن يقلل إلى 1500 ملغم خاصة الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع في ضغط الدم، والأشخاص الذين تبلغ أعمارهم فوق 50 عامًا. ومضاعفات الإكثار من تناول الملح كثيرة، منها:
| ارتفاع ضغط الدم: وهو زيادة في قوة دفع الدم من القلب على شرايين ضيقة كما، والذي يسبب مشاكل صحية خطيرة، مثل نوبات قلبية وسكتات دماغية مفاجئة.
| احتباس سوائل الجسم ومشاكل في الكلى: بحيث تعمل الكلى على التخلص من الكمية الزائدة من الصوديوم عن طريق البول، ومع كثرة الضغط عليها تعمل على المحافظة على السوائل في الجسم لتقليل من نسبة الصوديوم في الدم، مما يؤدي إلى احتباس السوائل في الجسم. وهذه الزيادة في السوائل تعمل على زيادة حجم الدم، وبالتالي، زيادة الضغط على الشرايين والقلب، مما يؤدي مع مرور الوقت إلى فشل في عمل القلب.
اقرأ أيضًا: أدخليها لروتينك اليومي: [ 10 ] أصناف تساعد على حرق الدهون
| هشاشة العظام: إن ارتفاع الصوديوم في الجسم يعمل على خروج الكالسيوم من العظام، ومع مرور الوقت يؤدي لحدوث هشاشة عظام.
| تأثير على السكري: وصحيح أنه غير مرتبط ارتباط مباشر في السكري، إلا أن كثرة تناوله لمرضى السكري تساعد على التسريع من حدوث مضاعفات السكري.
| سرطان المعدة: تظهر الأبحاث أن تناول كميات أكبر من الملح أو الصوديوم أو الأطعمة المالحة يرتبط بزيادة الإصابة بسرطان المعدة. خلص الصندوق العالمي لأبحاث السرطان والمعهد الأمريكي لأبحاث السرطان إلى أن الملح، وكذلك الأطعمة المملحة والمالحة، هي "سبب محتمل للإصابة بسرطان المعدة.
كيف تقنن من استخدام الملح؟
| أولًا: التقليل من تناول المخللات، المعلبات، صلصة الصويا، صلصات السلطة، الكاتشب، الأملاح المتبلة.
| ثانيًا: الابتعاد، قدر المستطاع، عن إضافة الملح لوجبات الطعام والتعويض عن ذلك بالتوابل والليمون وغيرها من المنكهات.
| ثالثًا: قراءة الملصقات الغذائية والانتباه إلى كمية الملح المضافة إلى المنتج.
| رابعًا: تجنب تناول اللحوم المصنعة لاحتوائها على كمية عالية من الأملاح.
| خامسًا: تناول الفاكهة والخضروات الطازجة.
ماذا عن السكر المضاف إلى الطعام؟
السكر على شكل جلوكوز، يمد الجسم بالطاقة. ومع ذلك، لا نحتاج إلى تناول أي سكر، لأن أجسامنا يمكنها تحويل الكربوهيدرات - وحتى الدهون والبروتين، إذا لزم الأمر - إلى الجلوكوز. على الرغم من أن الفواكه والخضروات ومنتجات الألبان تحتوي بشكل طبيعي على بعض السكريات، إلا أن هذه السكريات "معبأة" بالفيتامينات والمعادن والألياف ويطلق ببطء في الدم.
وقد اعتمدت وزارة الزراعة الأمريكية عام 2000 عبارة "السكريات المضافة" added sugar لتمييز السكريات التي توضع أثناء المعالجة والتحضير للأطعمة على الملصقات الغذائية، وهي تعتبر سعرات حرارية فارغة "empty calories"، أي أنها غير مرتبطة بأي عناصر غذائية أخرى، ويتم إضافتها إلى المشروبات الغازية، العصائر، الحلويات، والمخبوزات، السكاكر، الألبان المحلية، الشوربات، الصلصات، والأغذية المصنعة.
يتناول الرجال البالغون ما معدله 24 ملعقة صغيرة من السكر المضاف يوميًا، وفقًا للمعهد الوطني للسرطان.National Cancer Institute هذا يساوي 384 سعرة حرارية. وهنا نتحدث عن السكريات المضافة للأغذية، فكيف سيكون الحال عند إضافة المزيد من السكر إلى المشروبات الساخنة والباردة المتناولة يوميا!
اقرأ أيضًا: الرضاعة الطبيعية: دليلك لمعرفة فوائدها لك ولطفلك
ويسبب كثرة تناول السكر المضاف السمنة، السكري، سرعة حدوث الالتهابات، دهون الكبد، وأمراض القلب؛لذلك عليك الامتناع عن السكر والملح. في دراسة نُشرت في عام 2014 في JAMA Internal Medicine، وجد ارتباطًا بين اتباع نظام غذائي عالي السكر، وزيادة خطر الوفاة بسبب أمراض القلب. على مدار الدراسة التي استمرت 15 عامًا، كان الأشخاص الذين حصلوا على 17٪ إلى 21٪ من سعراتهم الحرارية من السكر المضاف أكثر عرضة للوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 38٪ مقارنة بأولئك الذين استهلكوا 8٪ من سعراتهم الحرارية كسكر مضاف.
ماذا تفعل للتخفيف من السكر؟
| أولًا: لا تقم بإضافة السكر إلى أي من المشروبات المتناولة خلال النهار من الشاي والقهوة والحليب وغيرها، وإذا كنت من الأشخاص الذين اعتادوا على كميات عالية من السكر في مشروباتهم، فقم بالتقليل من الكمية المضافة تدريجيًا.
| ثانيا: اقرأ الملصقات الغذائية جيدًا، وابحث عن كلمة "السكر المضاف" "added sugar" أو أي كلمة تنتهي ب "ose" مثل مالتوز، سكروز، فركتوز maltose sucrose and fructose. أو السكر البني أو العسل.
| ثالثا: عدل كمية السكر المضافة إلى الوصفات الغذائية تدريجيًا، واعتمد التحلية بطرق صحية أخرى، كإضافة الفاكهة والتمر والزبيب للوصفات المصنوعة بيتيًا، وابتعد عن الحلويات الصناعية نهائيًا.
| رابعًا: ابتعد عن المشروبات الغازية وعن العصائر المحلية، وتناول الفاكهة طازجة بدلًا من العصائر.
اقرأ أيضًا: نقص فيتامين دال عند النساء: الشمس صديقة لا تعوّض
خلاصة، عليك الامتناع عن السكر والملح لحياة صحية أفضل لك ولأسرتك، إن عملية ضبط الملح المستهلك خلال النهار تساعد في المحافظة على صحة القلب وضغط دم جيد، والتقليل من السكر أو حتى الابتعاد عنه بشكل نهائي يساعد على منع زيادة الوزن العشوائية والمحافظة على معدل سكر (جلوكوز) طبيعي في الدم. والأخبار الجيدة أن بمجرد اعتيادك على إضافة التوابل والمنكهات والحبوب الكاملة إلى طعامك، والتوقف عن إضافة السكر إلى طعامك ستعتاد المذاق وتحبه وتستغرب الأطعمة العالية بالملح أو السكر، ولا تصدق أنك في يوم من الأيام كنت تتناول طعامك بهذه الطريقة.
