مربية أجيال، مناضلة من الزمن القديم، أثبتت وجودها وصنعت لها اسما فريدًا وسط النساء الرائدات في فلسطين، من جبل النار، أو ما تُسمى عش العلماء ودمشق الصغرى ، لم تطاوعها نفسها في عام النكسة أن تظل خارج البلاد التي تحب فعكفت بكل ما أوتيت من قوة أن تعود لتمارس عملها النضالي في الضفة الغربية، فعادت في العام ذاته، لتبدأ رحلة جديدة.
في طفولتها وكونها أكبر أشقائها كانت ترافق والدها أثناء ثورة الثلاثينيات لشراء مستلزمات البيت، فيذهبان على الفرس ويعودان معًا ،على الرغم من صغر سنها إلا أن ثورة عام 1936 شكّلت وعيها؛ كانت تلاحظ جيدًا ما يجري على أرض الواقع، وتساند الثوار مع أطفال المنطقة، فكلما شاهدوا دورية للإنجليز قالوا: العباية؛ ليحذروا الثوار، فكانت كلمة السر آنذاك بين الصغار والثوار. وشهدت على المشاركة السياسية للنساء في ذلك الوقت؛ فكن يمددن المناضلين بالطعام وبكل المستلزمات التي يحتاجونها.
لواحظ عبد الهادي: سيرة ذاتية
السيدة والمربية لواحظ عوني عبد الهادي، عرفتها مدينة نابلس، وكل ميدان هناك يشهد بتأثيرها وعملها النضالي، ولدت عام 1927، ثم شهدت في عامها التاسع انطلاق الثورة الفلسطينية الكبري 1936-1939 التي قام بها الفلسطينيون ضد المحتل الإنجليزي.
درست المرحلة الابتدائية في المدرسة العائشية، والمرحلة الثانوية في كلية دار المعلمات في القدس، ثم حصلت على "المترك" الذي يؤهلها لإكمال الدارسة عام 1945، ودبلوم التربية من دار المعلمات عام 1946.
أكملت لواحظ مسيرتها الأكاديمية حتى نالت شهادة البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة بيرزيت عام 1981 بتقدير امتياز. وسبق ذلك رحلة طويلة من العمل كمعلمة.
السيدة والمربية لواحظ عوني عبد الهادي، عرفتها مدينة نابلس، وكل ميدان هناك يشهد بتأثيرها وعملها النضالي، ولدت عام 1927، ثم شهدت في عامها التاسع انطلاق الثورة الفلسطينية الكبري 1936-1939 التي قام بها الفلسطينيون ضد المحتل الإنجليزي.
درست المرحلة الابتدائية في المدرسة العائشية، والمرحلة الثانوية في كلية دار المعلمات في القدس، ثم حصلت على "المترك" الذي يؤهلها لإكمال الدارسة عام 1945، ودبلوم التربية من دار المعلمات عام 1946.
أكملت لواحظ مسيرتها الأكاديمية حتى نالت شهادة البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة بيرزيت عام 1981 بتقدير امتياز. وسبق ذلك رحلة طويلة من العمل كمعلمة.
. انتقلت المربية إلى العمل في المدرسة العائشية الثانوية في الفترة 1946-1957، لم تقتصر لواحظ على العمل في الوطن فقط بل انتقلت إلى عدد من الدول العربية، فقد عملت معلمة للغة العربية في كلية البنات في عدن باليمن خلال الفترة 1957-1960. وعملت معلمة في كلية تدريب المعلمات في عدن لتدريس اللغة العربية.
عادت إلى الوطن وتدرجت بالأعمال حتى وصلت للعمل موجهة لمدارس وكالة الغوث الدولية "أونروا" في الخليل وبيت لحم خلال الفترة 1962 – 1964، ثم أصبحت مديرة التربية والتعليم لذات المنطقة خلال الفترة 1964 – 1967.
في غمرة الاستقرار العملي التي كانت تعايشه لواحظ، نزحت فجأة مع آلاف من نزحوا من فلسطين في 7 حزيران/ يونيو 1967، إثر سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على الضفة الغربية. كانت وجهتها نحو الأردن، فعملت هناك مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين لتقديم العون للنازحين في المخيمات.
اقرأ أيضًا: وديعة خرطبيل: 60 عامًا من النضال لأجل فلسطين
بعد شهر من النزوح إلى عمّان نظمت التربية والتعليم عملها؛ ونُظّم تسجيل الطلاب في مدارس وكالة الغوث ، وعُرض على المربية الرائدة أن تعمل بوظيفة عليا لدى الوكالة، لكنها رفضت العرض القائم، بغية العودة إلى الضفة الغربية، في تشرين الأول/ أكتوبر من العام نفسه عادت مع الصليب الأحمر لتمارس عملها الذي تركته في الخليل، بعدها بفترة وجيزة انتقلت إلى العمل في مسقط رأسها نابلس مديرةً للتربية والتعليم في وكالة الغوث عام 1968.
كانت تعكف على تطوير نفسها باستمرار، وشق طريقها بنفسها للوصول إلى مكانة رفيعة في المجتمع ففي عام 1972 أنهت دورة للتوجيه التربوي، بتنظيم من معهد التأهيل التابع لليونسكو والتي نُفذت تحديدًا لموجهي وكالة الغوث الدولية.
شاهدة على ثورة 1936
"كنت أذهب برفقة أشقائي لبلدة عرابة حيث بيت جدي، ألاحظ هناك تجمع الرجال في الديوان ، وفجأة تتحرك البلدة ونرى نساءها يحملن الصواني على رؤوسهن ويتحدثن بهمس وهنّ ذاهبات إلى الثوار لمدهم بالطعام".
منذ طفولتها وهي شاهدة على مشاركة النساء في الحياة السياسية ، ففي الثورة الفلسطينية الكبري 1936، تقول في حوار صحافي سابق: "كنت أذهب برفقة أشقائي لبلدة عرابة حيث بيت جدي، ألحظ هناك تجمع الرجال في الديوان ، وفجأة تتحرك البلدة ونرى نساءها يحملن الصواني على رؤوسهن ويتحدثن بهمس وهنّ ذاهبات إلى الثوار لمدهم بالطعام".
الحسّ التضامني بين الناس كان آنذاك كبيرًا للغاية، من يستشهد وقتها، يصلون عليه صلاة الجنازة في المسجد دون التعريف عن اسمه ومن عائلته، خشية أن يعتقلهم الاحتلال وينكل بهم ،و خلال إضراب الستة شهور، لم يكن سهلًا على الناس التعايش مع الإضراب، فكل شيء ممنوع، والخروج مغامرة كبيرة؛ فالإنجليز في كل الشوارع.
اقرأ أيضًا: زكية شموط : الزنزانة والمخاض وحكايات أخرى
كان لها حضوراً لافتاً في الأنشطة الاجتماعية والسياسية، بجانب عملها في الجانب التربوي، إذ ترأست جمعية الاتحاد النسائي العربي في نابلس خلال الفترة 1992-2000، وعملت مديرةً لفرع الشمال في اتحاد المرأة الفلسطينية خلال الفترة 1987-1993.
عايشت نساء رائدات في دار المعلمات، منهن: طرب عبد الهادي، وسلمى الخضرا، وتودد عبد الهادي، كما انخرطت في سلك العمل التطوعي وهي معلمة في مدرسة العائشية بنابلس.
بعد قرار التقسيم لجأ العديد من الناس إلى مدينة نابلس، فعكفت النساء في المدينة إلى تقديم كافة أشكال المساندة لهن سواء معنويًا أو ماديًا، في مدرستها عملت المعلمات والطالبات على تأمين الطعام والأغراض المهمة للمنزل.
حضور مجتمعي لافت
نالت لواحظ عبد الهادي عضوية العديد من المؤسسات الرائدة على المستوى الفلسطيني العربي منذ عمر مبكر، فالتحقت في عمر السابعة عشر بصفتها عضوًا في جمعية التضامن الاجتماعي التي أسستها لولو أبو الهدى في القدس عام 1944. ثم انتسبت إلى جمعية الاتحاد النسائي العربي في نابلس عام 1951.
نالت لواحظ عبد الهادي عضوية العديد من المؤسسات الرائدة على المستوى الفلسطيني العربي منذ عمر مبكر، فالتحقت في عمر السابعة عشر بصفتها عضوًا في جمعية التضامن الاجتماعي التي أسستها لولو أبو الهدى في القدس عام 1944. ثم انتسبت إلى جمعية الاتحاد النسائي العربي في نابلس عام 1951.
وكانت سكرتيرة منتخبة للنادي الثقافي الرياضي التابع لجمعية الاتحاد النسائي في نابلس في الفترة 1955-1957 ، وهي أيضًا عضو في الهيئة الاستشارية لجمعية الدفاع عن الأسرة في نابلس ، وعضوٌ مؤسسٌ في جمعية الرعاية الاجتماعية الخيرية في مخيمات شمال الضفة الغربية ، وعضوٌ مؤسسٌ في لجنة أصدقاء مرضى السرطان التابعة لجمعية حماية وتنظيم الأسرة ، إضافة إلى عضويتها في العديد من المؤسسات الفلسطينية.
اقرأ أيضًا: أسمى طوبى.. قافية الناصرة وصوت القدس
شاركت لواحظ عبد الهادي أيضًا في المؤتمرات الدولية والعربية، أبرزها: مؤتمر جنيف الدولي حول فلسطين عام 1990، والمؤتمر التأسيسي للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية عام 1965، ومؤتمر المرأة في صنعاء لنصرة الشعب العربي في العراق عام 1990 .
بقيت لواحظ في وظيفتها مديرة للتربية والتعليم بنابلس حتى تقاعدها عام 1987، واستمر عطاؤها بعد ذلك حيث نشطت في مدينة نابلس في العمل التربوي والمجتمعي، ومُنحت درع بلدية نابلس في الثامن من آذار/ مارس 1997، ودرع الجمعيات الخيرية عام 1998 ،
في 15 حزيران/ يونيو من العام 2017، انتقلت روح الرائدة الفلسطينية لواحظ عبد الهادي إلى بارئها، لتطوى سيرة حياتية زاخرة بالإنجازات.