الخميس 09 مارس
وعَلِمتُ أن الطَّريق مُوحِش، وليسَ مَعي أنيس فَحفِظتُ القُرآن". طفلة في عمر الثالثة عشر بدأت حكايتها مع حفظ القرآن الكريم، كانت أجمل لحظاتها وقت الحفظ والترتيل والتسميع، حفظت ٧ أجزاء ثم انقطع حبل الوصل بينهما، وفور دخولها الجامعة عاد الحبل متينًا للغاية، فأخذت العهد على نفسها أن تواصل المسير حتى الختام.
أنا سوار يحيي أبو بشارة وهذه قصتي، أدرس الفقه والتشريع في جامعة النجاح الوطنية، وأنا من محافظة طوباس. عند دخولي للجامعة التحقت مباشرة بملتقى القرآن الكريم مع صديقتي التي تعرفت عليها في الجامعة وبدأنا سويًا هذه الرحلة التي لم تكن يسيرة ولكن تخطينا الصعب بفضل الله.
بتشجيع من مشرفتي أتممنا حفظ ١٧ جزءًا خلال السنة الأولى لنا، واستغلينا فترة كورونا والدراسة الإلكترونية ففي كل محنة هناك منحة، كنا نقوم بالتسميع بكل وقت حتى نتمم الخطة التي وضعناها للحفظ.
ثم بدأت مرحلة جديدة ما بعد الحفظ، وهي التثبيت الذي كان صعبًا لحد ما، ولكن بفضل الله ومشرفتي تيسر الأمر عليَّ، ومما بث روح الدافعية فيَّ أجواء ملتقى القرآن الكريم التي كانت تعطيني الأمل حيث كانت مشجعة بالنسبة لي.
لأخبركم قليلًا عن الإنجاز في عملية الحفظ، خلال أوقات الدراسة كان الإنجاز قليلًا، وكنت أستغل العطلات للحفظ، وبالعموم كان نظامي اليومي يبدأ بالاستماع للصفحة التي أود حفظها من شيخ متقن، ابدأ بعد الفجر ثم أراجع ما حفظت في الطريق وبين المحاضرات، ثم ليلًا أراجع ما حفظته.
كان القرآن زادي في طريقي الطويل فلم أمل أو أكل من المواصلة، كنت بعد الانتهاء من كل جزء أثبت تراكمي بمعنى أنني أراجع صفحة وأثبتها بعدها انتقل للذي يليها أحفظها وأثبتها ثم أعاود مراجعتها وهكذا.
كان الحفظ يستغرق معي من ١٥_٢٠ دقيقة للصفحة الواحدة. أما عدد ساعات الحفظ كانت باليوم المزدحم بالمهام ساعة واحدة، في الإجازات تصل لست ساعات.
وحين أُسأل عن أقرب سورة بالقرآن لقلبي؟ أقول: "القرآن كله يحتل قلبي لكن أحب الاستماع كثيرًا لسورة طه، والآية التي أرددها دائمًا وأحبها جدًا قوله تعالى (قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى آلله خير أم ما يشركون).
وعن السورة الأسرع حفظًا هي سورة مريم.
لا تسير الحياة بدون من يشد على يديك ويشجعك دومًا، أنا عائلتي وأصدقائي كانوا الداعم لي، وأخص بالذكر صديقتي التي بدأت معها مشوار الحفظ منذ بدايته، وأصبحت في ما بعد مشرفتي التي أنهيت معها تسميع كتاب الله كاملًا.
تصيبني لحظات فتور أحيانًا وأنا في الطريق نحو الهدف، لكن برنامج وسام القرآن يشحذ همة قلبي ويدفعني للأمام.
لحفظ القرآن الكريم لذة لا تضاهيها لذة، أقول لكل من بدأ طريق حفظ كتاب الله أن لا يبرحوا هذا الثغر الذي اصطفاهم الله ليكونوا جنودًا فيه، وأن يواصلوا الحفظ فطريق القرآن جميل بعقباته وصعوبته يكفي العيش مع القرآن الكريم وأن تشعر دائمًا أن مصحفك هو الرفيق في كل وقت.
وأدعوهم لتنظيم الوقت باختيار الوقت المناسب للحفظ بداية وكذلك المكان، وعند الفتور أوصي بمشاهدة سلسلة تتحدث عن فضل حفظ القرآن الكريم وقصص الحفاظ مثل برنامج وسام القرآن.
أخيرًا، أود القول إنني أتمنى من الله عز وجل دائمًا أن يجعل نيتي خالصةً له، أطمح الحصول على السند المتصل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غيبًا بالإضافة إلى تدبر وتفسير القرآن كاملًا.
كما آمل بتحفيظ عدد كبير من الأشخاص لكتاب الله تعالى، وأسأله تعالى أن يثبتني على هذا الطريق حتى الممات فطريق القرآن لا ينتهي طوال الحياة، وبختمتي الأولى أقول ما زلت في بداية الطريق وفي الخطوة الأولى.