بنفسج

قصتي.. ميس فقهاء

الخميس 09 مارس

يا بابا بدي هاد الكتاب بس مش موجود عنا بفلسطين يلا ندور عليه هنا بعمان". دخلنا المكتبة الأولى فالثانية والثالثة والخامسة لم نجد الكتاب، يأست ولم أرد إزعاج والدي أكثر في رحلة البحث عن الكتاب المراد، فرفض والدي واستمر بالبحث حتى وصلنا للتاسعة فوجدناه، لا تتخيلوا فرحتي حينها، شكرت والدي وغادرنا المكان وأنا احتضن الكتاب.

أنا ميس فقهاء ١٧ عامًا، قارئة نهمة من الدرجة الأولى، منذ طفولتي وأخي مجد يهديني الكتب باستمرار، حتى أدمنت القراءة، الفضل يعود لله عزوجل الذي ثبتني على تطوير نفسي وتعزيز معرفتي ثم لمجد الذي زرع فيَّ حب القراءة، هو يصطحبني لمكتبة تنوين معه، ويجلب لي كل أنواع الكتب ويكافئني حين الإنجاز. 

أشعر حين اقرأ كأني عصفور يجوب الدنيا من شرقها لغربها دون حواجز أو قيود، أحب القراءة في الدين، والتاريخ، كبرت ونمى معي حب القراءة فأصبحت ألتحق بمسابقات القراءة، وحصدت مؤخرًا المركز الأول في مسابقة تحدي القراءة العربي علي مستوى محافظة رام الله والبيرة.

لأخبركم عن لحظة مناقشتي للكتب مع لجنة التحكيم، كان لزامًا في المسابقة أن اقرأ ٥٠ كتابًا في فترة معينة ثم أناقشهم مع اللجنة، وأنا بالأصل كنت قد قرأت هذه الكتب منذ زمن، أعدت قراءتهما لأتذكر وحفظت نبذة عن المؤلف ودار النشر وخلافه من هذه الأمور، وناقشت اللجنة بكل ما جاء في الكتاب. سعدت يومها جدًا. بعدها مر أسبوعين ولم يصلني رد أبدًا، اعتقدت أنني لم يحالفني الفوز، ولكن في يوم ما دخلت علينا المعلمة وهي تقول: "وين ميس فقهاء". فرفعت عيني أنظر لها وإذ بها تقول الأولى على محافظة رام الله والبيرة في مسابقة تحدي القراءة. فصرت أقفز من فرحي. 

ممتنة لله على توفيقه وكرمه في كل مرحلة من حياتي فالحمدلله على فضله العظيم، ثم حبي وامتناني لأخي مجد على الحب الذي نقشه في قلبي منذ الصغر، أتحمس للهدايا التي يجلبها لي من كتب في مختلف المجالات. أذكر في مرة أنه جلب لي ٦ كتب دفعة واحدة وبقيت أسبوعين لم أنهي غير نصف كتاب، فاتخذ موقفًا مني وهددني بسحب الكتب مني، ولكني وعدته أن أنهي القراءة في فترة قليلة، ولكنه عاد لي من جديد بعد حوالي عشر أيام، يسألني فضحكت ففهم أنني لم أنهي الكتب التي بحوزتي، فسحب الكتب مني عقابًا لي، فبدأت أُدخل الواسطات ليعيد الكتب لي.

أؤمن أن كل كتاب قرأته هو انتصار لي، القارئ لا يخسر كل كتاب جديد هو فوز له. وأطمح أن أترك أثرًا في حياتي، وأختم الكثير من الكتب.