الخميس 09 مارس
ابتهال فايز أبو هيكل، من مدينة الخليل. معلمة رياضيات في مدرسة بنات الخليل الأساسية التابعة لوكالة الغوث منذ عام 2000، تسعى لتطوير نفسها لتقديم الفائدة لطلابها. وعن أهدافها التي تسعى لتحقيقها تقول لبنفسج: "أسعى لإزالة النظرة السلبية نحو مادة الرياضيات، ودمج طالباتي بالمجتمع، وتدريبهن على المهارات القيادية والحياتية والمهنية، وتنمية مواهبهن الكامنة".
أحبت الرياضيات منذ طفولتها وتفوقت فيه، بدأت رحلة تعليمها مبكرًا جدًا، فقد لبست ثوب المعلمة في الصف الرابع الابتدائي وبسبب الانقطاع عن المدارس لفترة طويلة إثر الانتفاضة الأولى، عكفت على التدريس في منزلها، فكانت تُحضر لوح من الخشب وتبدأ رحلة التدريس لطلابها من جيرانها، وتذكر لنا أنها كانت تحل مكان المعلمة في المدرسة، فأقصى أمنية لها أن تقف تشرح لزملائها وتكون في موضع المعلمة.
أنهت ابتهال الثانوية العامة والتحقت بكلية العلوم التربوية "كلية مجتمع المرأة" التابعة لوكالة الغوث، لتحقق حلم الطفلة الصغيرة التي لطالما حلمت به، درست الرياضيات. حلمت بأن أصبح معلمة رياضيات، وتخرجت في عام 2000 وتعينت في مدارس وكالة الغوث الدولية في منطقة الخليل.
تضيف لبنفسج: "كنت فرحة للغاية كوني وضعت قدمي في أول طريق حلمي، لكن ما لبث أن تحول حلمي إلى كابوس بسبب ما رأيت من كره لمادة الرياضيات وتدني التحصيل، حتى أن هناك طالبة قالت لي بالحرف الواحد (مس الرياضيات كتير صعبة وأنا ما بحبها وعمري ما راح أفهمها). منذ ذلك الوقت وقبل عشرين عامًا أخذت على نفسي عهدًا أن أجعل الرياضيات سهلة ممتعة بعون الله ورفعت شعار الرياضيات سهلة ممتعة".
تكمل: "فكرت وبحثت عن كل ما هو جديد في التدريس، فقمت بتنفيذ العديد من المبادرات المتنوعة وابتكار أساليب جديدة في التعليم وإشراك الطالبات في العملية التعليمية من خلال الأنشطة المبتكرة التي جعلت الطالبات يعشقن مادة الرياضيات، وينتظرن الحصة بشغف، مما أدى إلى ارتفاع التحصيل بفضل الله تعالى".
المواقف التي لا تُنسى من ذاكرة ابتهال كثيرة، ولكن الموقف الذي ظل بقلبها حاضرًا لسنوات هو حب طالباتها وشغفهن بالعلم تقول: "عدنا في يوم ماطر إلى المدرسة، فوجدت غرفة الرياضيات والتي قمت بتأسيسها في عام 2007 أي منذ 15 عامًا قد تعرضت بعض محتوياتها للتلف بسبب الأمطار الشديدة، وكانت طالبات الصف الرابع معي في تلك اللحظة، فحزنت حزنًا شديدًا وقد رأيت حزن طالباتي وبكاء بعضهن، وما كان منهن إلا أن قمن بتجميع مصروفهن في ذلك اليوم وأعطوني إياه لتصليح التلف. لقد تأثرت في ذلك اليوم كثيرًا حتى أنني بكيت وكل محاولاتي لإعادة النقود لم تفلح مقابل إصرارهن على المساهمة لشديد حبهن للتعلم في تلك الغرفة وما يتبعه من تعلم قائم على الأنشطة واستخدام الوسائل المبتكرة".
نفذت المعلمة ابتهال العديد من المبادرات في عام 2007 ومنها إنشاء معمل رياضيات يضم جميع الوسائل التعليمية التي قامت بإعدادها بنفسها ،إضافة إلى توفير جهاز كمبيوتر وجهاز عرض.
تؤمن أن إشراك أولياء الأمور في العملية التعليمية ضروري ومهم جدًا في رفع التحصيل ودافعية الطالبات نحو التعلم، لذا تقوم بالتواصل معهم باستمرار بكل الطرق المتاحة.
وأهم مبادرة نفذتها مع أولياء الأمور مبادرة أسرتي في ضيافة الرياضيات حيث كان لنا لقاء بداية كل وحدة لمناقشة أهداف الوحدة والطرق الصحيحة لمتابعة تحصيل بناتهن وتدريبهن على إعداد بعض الوسائل المعينة كما دربت مجموعة من الأمهات على استخدام بعض المواقع الإلكترونية المفيدة لهن في متابعة التحصيل.
لدى ابتهال العديد من المبادرات التي لا يتسع ذكرها كلها هنا، منها إنتاج حقيبة وسائل رياضيات تحتوي على أكثر من أربعين وسيلة ولعبة تربوية خاصة بمادة الرياضيات للمرحلة الأساسية، وقد عُممت بفضل الله على أكثر من 30 مدرسة. وصاحبة فكرة أول مخيم إلكتروني افتراضي للاستمتاع والاستفادة من العطلة الصيفية.
أما الجوائز التي حصدتها فهي عديدة، منها: جائزة المعلم المتميز في كالة الغوث عام 2012، جائزة التميز المهني التابع لمؤسسة النيزك، جائزة إلهام فلسطين، جائزة صندوق الإنجاز والتميز فئة أ.
تتبع المعلمة ابتهال أسلوب التعلم النشط في تدريس الرياضيات، وتفعّل التكنولوجيا وتراعي أنماط التعلم والفروق الفردية بين الطالبات، تقول: "أعتمد على نقل الرياضيات من المجرد إلى المحسوس، وذلك باستخدام الأدوات ومجموعة الوسائل من حقيبة الرياضيات التي أعددتها، كما أنني اعتمدت للتقييم والمتابعة أساليب حديثة ومتنوعة، أهمها استخدام موقع "كلاس دوجو" للإدارة الصفية والمتابعة، كما أنني أسعى لإزالة النظرة السلبية عن مادة الرياضيات بجعلها سهلة وممتعة بتنويع أساليب التدريس والتواصل مع الطالبات على مجموعة معًا وسويًا لرفع الدافعية نحو التعلم".
أقول دومًا لطالباتي اتبعن شغفكن دومًا، واعملن ما تحببن، وطورن من مهاراتكن باستمرار.