الخميس 09 مارس
بينما أنا أدرس لتقديم امتحان الفيزياء وصلني خبر مفاده اس.تشهاد يوسف صلاح، لم أستوعب الخبر تمامًا. أخي لقد ذهبت بلا رجعة، يا الله! ظللت لأيام أنتظر عودته، ولكنه لم يعد، تمنى الشهادة فنالها، تركنا قاصدًا أخينا سعد الذي قتله الاحتلال قبل خمس سنوات. سعد الذي تمنى أن يراني في الثانوية العامة، ليفرح بكل قوة، وليطلق الألعاب النارية كما كان يفعل لأصدقائه من الناجحين. يفرح من كل قلبه، تخيلت مرارًا ردة فعله حين أنجح.
جاءني وأنا بالصف السابع وقال: أنا شايف فيك أمل لما توصلي توجيهي.. بدي أفرح وأكيف يومها". ولكن شاءت الأقدار أن يغادرنا قبل أن أصل، ولا اعتراض على حكم الله. أهديه هو وأخي الشهيد يوسف نجاحي.
أنا تالا صلاح، يلقبونني بأخت الشهيدين ولا أعظم من ذلك. حصلت على معدل ٩٢.٧. تربطني علاقة قوية بأشقائي ولكنهم غادروا قبل أن يعايشوا معي عامي الصعب هذا، ونجاحي، تمنيت أن أرى الفخر بعيونهم. رحمة الله عليهم.
يوسف كان يرفع من معنوياتي في كل مناسبة "يلا هانت رح أخلي كل الحارة تعرف بنجاحك أنا فخور فيكِ". أهداني هدية التفوق قبل رحيله، كان لديه هاتف آيفون فور اقتنائه اعتقل في سجون الاحتلال لمدة ثلاثة شهور، وحين عاد قال لي: "رح أعطيك التلفون وهاد هديتك لأنك جدعة ومجتهدة يختي".
ها قد مر العام بمره وذكرياته، وبقيت الورقة التي كتبتها وأنظر إليها بين الفينة والأخرى: "أدرسي لعيون أخوكي الشهيد سعد". وبعد استشه.اد يوسف ضفت اسمه بالورقة. فكانا زادي وسندي في الطريق الطويل الذي تفوقت به بدعاء أبي وأمي الذين قدموا كل أشكال الدعم لي.
لدي أيضًا أخ أسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي سمعت صوته عبر الهاتف كان سعيدًا بي للغاية، متحمسًا جدًا، لو أن الأسوار تُقلع سيركض نحونا ليحتفل بي ومعي.
لو تسألونني هل توقعت؟ سأجيب، نعم، توقعت وكنت أتمنى أن أحصد الدرجات الأعلى ولكن الظروف كانت قاهرة. أقول لكل من سيمر بظروف صعبة مستقبلًا وخصوصًا أن الكل الفلسطيني معرض لخوض نفسي تجربتي "لا تستسلموا أنت باستسلامك تخدم الاحتلال".
أسأل الله أن يوفقنا جميعًا ونختار التخصص الأفضل لنا، سأقرر لاحقًا بماذا سألتحق وبإذن الله يكون قد فك أسر أخي ليحتفل معنا بتخرجي من الجامعة.