كنت أكتب آيات من القرآن الكريم وأعلقها على أطراف مكتبي الدراسي، وكلما شعرت باليأس قرأت إحداها أو بعضها. كانت إحدى الآيات "ولسوف يعطيك ربك فترضى"، وبالفعل أعطاني الله فوق توقعاتي ورضيت أكثر مما كنت أتمنى، والحمد لله، لأكون الأولى على فلسطين.

أنا حلا زيد الكيلاني من يعبد قضاء جنين، حصلت على معدل ٩٩.٧ في الفرع العلمي. لحظة تلقي النتيجة كانت فرحة لا يمكن للكلمات أن تصفها، شعوري لا يمكن التعبير عنه بأي جملة، فأنا أشعر بفرح لا حدود له والحمد لله، كنت أحسب أني سأكون ضمن العشرة الأوائل وجلسنا أنا وعائلتي نستمع إلى تقرير العشرة الاوائل على القناة الحكومية لتكون الصدمة والفرحة معًا لأكون الأولى مكرر على مستوى الوطن.

احتضنت أبي وأمي، وكان لهما الفضل الأكبر في تفوقي ونجاحي، بعد فضل الله، لم ينقصني شيء، كانا يوفران لي كل ما أحتاجه من الاحتياجات المادية والمعنوية فهم أحق مني بهذا النجاح. حتى إخوتي وكل أقاربي شاطروني الفرحة بكل حب وسعادة فاكتملت فرحتي بمعيتهم.

كنت حريصة على تنظيم الوقت الدراسي دون أن أجهد نفسي، فكان هناك وقت للنوم والراحة، ووقت آخر للسهر والجد والتعب، فلنفسك عليك حق، فالإنهاك الشديد يجعل كل الدراسة والتعب هباء ويمنع المرء من التركيز واسترجاع الدروس. 

سأدرس الطب، هذا حلمي من الصغر، فهو مهنة إنسانية، فيها إنقاذ للأرواح ومساعدة للناس عدا أنها مهنة تجمع بين عدد من المهارات والعلوم. اهنئ نفسي وجميع الخريجين في الثانوية العامة، وأقول لمن لم يحالفهم الحظ أن لا ييأسوا أبدًا، فمن سار على الدرب وصل وبالسعي والإصرار تتحقق الأحلام.

وأرسل رسالة إلى طلبة الثانوية العامة للعام القادم كونوا وسطين ولا تجهدوا أنفسكم من الآن عيشوا العطلة الصيفية براحتها وجمالها فللتعب وقت وللراحة وقت.