الخميس 09 مارس
ميسون الرمحي، حاصلة على بكالوريوس في الكيمياء بعدما ألقت بها الدنيا نحوه بعدما كانت في كلية الهندسة الميكانيكية، ولكن الكيمياء كانت شغفها. عملت في مدارس دبي الخاصة للمنهج البريطاني والأمريكي والإماراتي. درست في غربتها القرآن الكريم وتفسيره. ثم انتقلت إلى الوطن لتعمل في القدس كمديرة في مدرسة الإيمان للإناث التابعة إلى "لجنة العلوم والتكنولوجيا"، ومديرة لمدرسة النجاح الأمريكية في رام الله. وحاليًا تعمل مديرة لجمعية الخنساء التي أسستها بجانب المدرسة الخاصة بها.
تُرجع ميسون تفوقها في مجالها إلى والديها اللذين زرعا فيها منذ الصغر حب العلم والوطن، والدها رجل محب للإناث، حنون لا يفرق بينها وبين أشقائها، تزوجت رجل يشبه والدها فأكمل معها مسيرة الدعم حتى أصبح لها اسمًا في الأوساط النسوية.
تقول ميسون: "خلال غربتي في دبي التي استمرت تسع سنوات درست تفسير القرآن الكريم والسيرة النبوية، والقضايا الإسلامية والتاريخية دراسة ذاتية متبحرة بفضل الله لأصيغ على ما أكرمني الله بفهمه منهجيتي في الحياة والعمل وتحقيق الاستخلاف".
عادت ميسون للبلاد فدرست في القدس في باب الرحمة بشكل تطوعي، وبعد عامين ومع فصل القدس عن الضفة ولأن بطاقتها الشخصية "ضفاوية" واجهت صعوبة بالدخول للقدس، فانتقلت إلى مدينة رام الله. بعد فترة فكرت بالتفكير في تأسيس جمعية هدفها التنمية المستدامة من خلال مؤسسة تعليمية تربوية بعيدًا عن عمل الجمعيات التقليدي والمقتصر على العمل الخيري.
تضيف ميسون: "أردت أن يكون مشروعي يدعم منهجية الإسلام في الاستخلاف والعمل، وبالتالي بناء مدرسة مميزة تحمل رسالة خاصة ورؤية مختلفة في الجانب الأكاديمي تقوم على الخلق والإبداع في العملية التعليمية لا على الاستنساخ والحفظ، فنحن بحاجة إلى رفد المجتمع بلبنات صالحة فاعلة مفكرة ذات بصمة وأثر ولا نطمح إلى تعليم تقليدي يؤدي إلى علامات باهرة ومحتوى ومضمون فارغ، وكانت رؤيتنا بالجمعية منطلقة من رسالتنا الحضارية وإرثنا الزاخر وتجمع بين ما هو أصيل ومعاصر فكان شعارنا أصالة ومعاصرة".
دعمني زوجي جدًا وشجعني في طريقي وأيضًا شجعني كل الزميلات، حتى أسست جميعة الخنساء في عام ١٩٩٧، تقول: "تقوم على الجمعية نساء من مدينة البيرة اللواتي
يطمحن إلى خدمة مجتمعهن والنهوض به وقد كان زوجي سامر نمر هو الأب الروحي لهذه الجمعية".
شاركت ميسون في العديد من المؤتمرات والأيام الدراسية، وقامت بأبحاث والكثير منها ضُمن في كتب أو صحف أو مجلات منها المرأة بين المنظومة الإسلامية ومنظمة الأمم المتحدة "اتفاقية سيداو" ومنظومة منهحية الأسلمة، المرأة بين الموروث والمشروع، العمل الخيري وأثره بالمشاريع السياسية،المرأة في فكر الشعراوي.
وقدمت ورقة بحثية في "فينا" بعنوان: "الداعمين للمشاريع الخيرية في فلسطين واشتراطاتهم السياسية." ومُنعت من السفر وقدمت ورقتها من خلال تسجيل صوتي.
وعن الصعوبات التي واجهتها تقول: "التقليل من جهودي كامرأة ممن لديهم نظرة سلبية تجاه المرأة وقدرتها على صنع القرار، إضافة للأحداث السياسية التي ألمت بالوطن والتي أدت لتعرقل مشروع المدرسة، كما أنها كانت تحتاج لحوالي مليون دولار للتمويل، ولكني كنت مؤمنة بحلمي بغض النظر عن أي صعوبة، وبدعم العائلة تحقق الحلم عام 2007 م واستمر من نجاح إلى نجاح".
تكمل عن المدرسة التي أسستها بدعم الزوج والزميلات: "الكادر البشري العامل لدينا بفضل الله هو من حيث المؤهلات والتدريب والجوهزية والدافعية والرغبة، وفهمهم للعملية التعليمة كرسالة ومهنة وليس وظيفة هم الجنود الذين نخوض بهم غمار الصعاب ونتجاوزها ولا نبالي لتحقيق ما نصبو إليه".
وعن طلاب مدرسة أكاديمية قمم تضيف ميسون: "حصل طلابنا على براءات اختراع لمشاريع متعددة ووصلوا لوكالة ناسا، كما تفوق طلابنا في الثانوية العامة، وهذا أدى لإقبال على المدرسة، كما تميزنا بمسابقات حفظ القرآن وتحدي القراءة ومشاريع التكنولوجيا والرسم والغناء والموسيقى والدبكة على مستوى مديرة التربية والتعليم لمحافظة رام الله والبيرة".
ميسون أم لخمس أبناء وهذا تعتبره الإنجاز الأهم في حياتها، حيث أسست بيت نجاح مبني على الشراكة، نحجت باختبار الأمومة رفقة زوجها الذي لطالما كان السند لها. والآن أصبحت جدة لثماني حفيد. تعلمت الكثير الكثير في رحلة الحياة وتجاوزت الصعب والأصعب، وتؤمن أن من معايير النجاح وتحقيق الأحلام هو حسن الظن بالله، والعدل أساس كل عمل وإن من عدل نجح.
في نهاية حديثنا تضيف عن خطوتها القادمة: "ما زال العمل الدؤوب وتحقيق مزيد من الإنجازات هو البوصلة لنا، لذا وبفضل الله قمنا بشراء 7 دونمات من أجل إنجاز مشروعنا القادم ومساحته 16000 م٢ من المباني التعليمية الذكية والتي توفر البنى التحتية اللازمة لشهادات محلية ودولية والتعليم المهني، وكل ما يلزم من تجهيزات لتخريج أفواج جديدة من أبنائنا مبدعة منتجة خلاقة بعيدة عن التقليد والاستنساخ رسالتها واضحة ورؤيتها لا لبس فيها ولا غموض لبنات صالحة منتمية لوطنها معتزة بدينها فخورة بذاتها وأمتها لها دورها البناء في بناء الحضارة البشرية".