بنفسج

قصتي.. دلال عواودة

السبت 11 مارس

تحدثنا وأخبرته عن بناتنا تولين وماريا ولورين ومريم، لم يتذكر أيًا منهن، صُعقت حينها ولكن لم أظهر. ذكرته بمريم وأنها أصبحت سنة وتسعة شهور وتمشي، تفاجئ وقال: "عنجد بتمشي"! أجبته برفق:"اه يا خليل من قبل اعتقالك وهي بتمشي". حاولت تذكيره قدر استطاعتي ولكن أغلب الأشياء سقطت منه، يصاحب نوبات نسيانه فقدان للوعي، ولكنه صابر مؤمنًا. 

يا الله ما أشد وطأة الحزن والقهر، حين رأيت رفيق دربي وأب بناتي، في حالة تُبكي كل من يراه إلا الذين لا يملكون في قلوبهم الرحمة، يتفننون في عذاباتنا وقهرنا، فهل نُقهر؟ أبدًا والله! هو صامد شامخ الرأس بالرغم من هزلان جسده الذي لم يتبق منه سوى عظام.

أنا زوجة الأسير خليل عواودة المضرب عن الطعام منذ حوالي ١٥٠ يومًا، أكلني الهم، صابرة راضية ولكني أنتظر فرج الله بشوق جارف، ألتقيت خليل أمس وكان في حالة يُرثي لها، شكله تغير تمامًا، عرفته بقلبي وعرفني بقلبه رغم تذبذب ذاكرته. لأصف لكم شكله عظام العين بارزة، في وجهه جلد فقط على عظام، ترهلات الرقبة والصدر كثيفة، رفعت بيدي الشاش الطبي عن ساقه فلم أجد سوى العظم، نوبات النسيان تجتاحه بشدة، لم يفقد الذاكرة بشكل كلي، ولكنه ينسى بعنف.

تحدثنا وأخبرته عن بناتنا تولين وماريا ولورين ومريم، لم يتذكر أيًا منهن، صُعقت حينها ولكن لم أظهر. ذكرته بمريم وأنها أصبحت سنة وتسعة شهور وتمشي، تفاجئ وقال: "عنجد بتمشي"! أجبته برفق:"اه يا خليل من قبل اعتقالك وهي بتمشي". حاولت تذكيره قدر استطاعتي ولكن أغلب الأشياء سقطت منه، يصاحب نوبات نسيانه فقدان للوعي، ولكنه صابر مؤمنًا. 

الزيارة كانت ساعة ونصف الساعة ولكنهم أخرجوني بعد النصف ساعة، ثم عدت من جديد، وجدته قد نسي ما حدثته به، فظللت أذكره من جديد بكل ما قلت وببناتنا، تولين أصابتها صدمة حين علمت أن والدها قد نسيها، فظلت تبكي وأنا أواسيها وأخبرها أنه سيعود قريبًا بصحة تامة. فرج الله كربنا وأسر خليل.

في الصورة المرفقة بنات الأسير خليل عواودة تولين وماريا ولورين ومريم.