بنفسج

التوجيهي.. هل نقرأ الفاتحة عليه؟

السبت 11 مارس

شهاداتنا الفلسطينية كانت من أقوى الشهادات (التوجيهي ودرجتي البكالوريوس والماستر)، حتى أنني عندما صدقت شهاداتي لأجل الالتحاق بجامعة Münster، قال لي زميل: " كيف صدقت شهاداتك بهالسهولة بهالجامعة بالذات، هاي الجامعة Monster  الأجانب وشهاداتهم". مع أن تصديقي كان وزاريًا على مستوى ألمانيا وليس هذه الجامعة بحد ذاتها.

في المسيرة التعليمية المتعلقة بأبنائنا واجهتنا صعاب لانهائية، الأمر بقي أشبه بصراع حتى اللحظة، وما حفظنا جهدًا في الاستخارة والاستشارة بحال التنقل بين هولندا وألمانيا. كنا نضع نصب أعيننا اندماج أولادنا في المجتمع وتحدثهم للغته، لكن مع الحفاظ بإصرار على هويتنا العربية والإسلامية.

في النهاية، استقرينا على تسجيل الأولاد في المدارس البريطانية المُعتمدة على نظام IGCSE، والذي بدوره يعتمد على امتحان السنتين الحادية عشرة والثانية عشرة (AS و A2)، والمؤدي بمجموعهِ إلى A level، لربما عدنا إلى فلسطين فسنحتاج اللغة الإنجليزية ونشتغل مع أولادنا على اللغة العربية.

شهاداتنا الفلسطينية كانت من أقوى الشهادات (التوجيهي ودرجتي البكالوريوس والماستر)، حتى أنني عندما صدقت شهاداتي لأجل الالتحاق بجامعة Münster، قال لي زميل: " كيف صدقت شهاداتك بهالسهولة بهالجامعة بالذات، هاي الجامعة Monster  الأجانب وشهاداتهم".

البرنامج كان حديثًا جدًا على مدينة صغيرة وغير مركزية كمدينتنا، حتى أن الأولاد كانوا بالفعل حقل تجارب، لكن عزمنا وتوكلنا على الله.  الحقيقة أن النظام أعطى قوة لأبنائنا أينما ما توجهوا، حتى أنه مُفَضَل على النظام الأمريكي والمعتَمِد على شهادة السات SAT. النظام تطور إلى ال IB International bachelore، وهو أعقد وأعلى درجة وقوة، لكنه أقل مرونة من سابقه IG.

سُنحت الفرصة لأبنائي للبقاء في النظام السابق A levels، دون الالتحاق ب approach ال IB. وهو النظام يعطي قوة للطالب في التقديم لكافة الجامعات العالمية. لدرجة أنك تحصل على قبول رسمي من الجامعة بناءً على ال predicted marks، والقائمة على الموك أو الامتحانات التجريبية للنظام، وهذا بحد ذاته تقدير لجهد الطالب على مدى العامين وخلال فترة التجريبي، وليس الاعتماد فقط على عدة أيام من الامتحانات الرئيسة. أتحدث هنا على مستوى أوروبا، ولا أعلم عن كندا وأميركا، لكن أعتقد أن الأمر سواء.


اقرأ أيضًا: لتعليم وطني حر: نضال مقدسي لعرقلة أسرلة التعليم


المهم في الموضوع أنه ما حفزني لمشاركة التجربة هو أمر مؤسف علمته بالأمس من طالب هنا في ألمانيا، وهو أنه من العام الماضي تقرر عدم الاعتراف في أوروبا بشهادة التوجيهي الفلسطيني الحكومي (حاله حال توجيهي الأردن كما عرفت). 

شهاداتنا الفلسطينية كانت من أقوى الشهادات (التوجيهي ودرجتي البكالوريوس والماستر)، حتى أنني عندما صدقت شهاداتي لأجل الالتحاق بجامعة Münster، قال لي زميل: " كيف صدقت شهاداتك بهالسهولة بهالجامعة بالذات، هاي الجامعة Monster  الأجانب وشهاداتهم". مع أن تصديقي كان وزاريًا على مستوى ألمانيا وليس هذه الجامعة بحد ذاتها.

ربما المبالغة في ارتفاع العلامات الهائلة، وعدد لا يستهان به من النسبة المئوية ٩٩، مع الأسف، أفقد الثانوية العامة مصداقيتها كما يبدو، علمًا بأنه حتى تحصل على B +. في نظام التدريس البريطاني تبذل جهودًا كبيرة. 

من تجربتي الشخصية، أنصح وبشدة، لمن يعيش أو يقطن في بلد أجنبي، أن يُلحق أبناؤه في مدارسها ويعلمهم ويتعلم لغتها في حال أرادوا الاستقرار فيها، لأن النظام البريطاني مكلف وفي كثير من الأحيان غير متوفر. وبالطبع، إذا كنت تتحدث الألمانية أو الهولندية، ففرصة العمل في المستقبل عالية، وهكذا نسدد ونقارب.

لا أعلم ما الذي حدث بالضبط ليصل المستوى التعليمي في فلسطين لهذا الحد؟ هل هي سياسية تجهيل مقصودة؟ هل لنا يد في تصحيح المسيرة؟ هل هذا دور الأهل أم دور وزارة التربية وحدها؟ أم كلاهما؟ إن الأمر أكبر بتفرعاته من أن يُناقش في نص قصير بحد ذاته، لكني أحببت أن أشارك تجربتي.

من تجربتي الشخصية، أنصح وبشدة، لمن يعيش أو يقطن في بلد أجنبي، أن يُلحق أبناؤه في مدارسها ويعلمهم ويتعلم لغتها في حال أرادوا الاستقرار فيها، لأن النظام البريطاني مكلف وفي كثير من الأحيان غير متوفر. وبالطبع، إذا كنت تتحدث الألمانية أو الهولندية، ففرصة العمل في المستقبل عالية، وهكذا نسدد ونقارب.

أتوقع أن المسؤولية الكُبرى واقعة على كاهل الوالدين، ومطلوب منهم، في رحلة التربية والتعليم، زرع الأخلاق، وجعل الابن أو الابنة صالحين ومخلصين في أعمالهم مهما كان (سواء انخرط في المنظومة الأكاديمية، وكان طبيبًا أو مهندسًا أو معلمًا أو محاميًا، أو توجه للمجال التقني المطلوب بشدة في كل العالم وليس على الصعيد الفلسطيني فقط). 

مع الأسف، الأهل (ولا أعمم، لكن النسبة كبيرة للأسف)، من لحظة دخول ابنهم للمدرسة وهم يعلقون الآمال على اكتافه، بأنك تذهب إلى المدرسة حتى تصبح دكتورًا.  الناحية الثانية، أن الأبناء يتوقعون المدد المادي والصرف عليهم من ساعة دخول المدرسة إلى التخرج من الجامعات، الأمر الذي أصبح مرهقًا جدًا وغير محتمل حتى عند الوالدين عاملين.