بنفسج

ماذا بعد نتائج التوجيهي؟

السبت 11 مارس

أنتم مصدر الأمان لأبنائكم، افرحوا لنجاحه وعظموه وإن لم تكن النتيجة مرضية لكم، لا تقسوا عليه، فإن لم ينجح فما حدث قد حدث، لا داعي للومهم أول الأيام، ففي هذه الأيام الاحتواء والحنان والحماية هو الاحتياج الأول. طالبكم يعرف خطأه، يحزن لنتيجته فلا توصلوه لمرحلة من التوتر والحزن العودة منها يصبح صعبًا، وإن لاحظتم أي عرض أقلقكم أو كان غير طبيعي في نظركم فلا تترددوا بطلب النصح والمشورة من مختصين، فصحته أهم من كل النتائج، وفي هذه المرحلة لا شيء قد فات الأوان عليه. 

مع اقتراب النتائج تبرز مشاعر الترقب والخوف، حتى في بعض الأحيان، من أشخاص ليس لديهم أي أقارب في التوجيهي. تستمر لحظة تذكر النتائج لسنوات بعد إعلانها، وكأنها الحدث الأهم في الحياة. يستمر تذكر الصور والمشاعر والأصوات وردات الفعل، تذكر كل شيء يخص هذه المرحلة.

لا يمكن إنكار أهميتها، إنها لحظة حاسمة في مجتمعنا، وبناء عليها تُتخذ عدد كبير من قرارات حياتية مصيرية، بناء عليها يتم التصنيف المجتمعي، العديد من الاشخاص يتم تحديد شريك الحياة بالاعتماد عليها، الوضع الإقتصادي يتأثر بهذه النتيجة، حتى وأن حالة الفرد النفسية تتأثر بهذه اللحظة، ففي الغالب لدى العديد من الطلاب تعتبر الضغط والتوتر الأول في الحياة، والعديد من الأخصائيين يعتقدون أن التوجيهي يخلّف أعراضًا من الصدمة عند بعض الطلاب. 

إن كنت من الدائرة الأكبر في هذا المجتمع والمشاهد من بعيد، لا تمتلك ابنا أو أخا أو قريبا من الدرجة الأولى في مرحلة التوجيهي، لكنك على الأقل تعرف أحدهم مثل أبناء الأعمام أو الأصدقاء أو الجيران. فهذا يضعك في مرحلة التأثير الخارجي، هوّن عليهم الضغط أو النتيجة. افرح بفرحهم ولا تلمهم على حزنهم، قلل من أهمية التوجيهي في حوارك.

ماذا يمكن أن نفعل؟  إن كنت من الدائرة الأكبر في هذا المجتمع والمشاهد من بعيد، لا تمتلك ابنا أو أخا أو قريبا من الدرجة الأولى في مرحلة التوجيهي، لكنك على الأقل تعرف أحدهم مثل أبناء الأعمام أو الأصدقاء أو الجيران. فهذا يضعك في مرحلة التأثير الخارجي، هوّن عليهم الضغط أو النتيجة. افرح بفرحهم ولا تلمهم على حزنهم، قلل من أهمية التوجيهي في حوارك وارفع من أهمية النضج واتخاذ القرارات الصحيحة في الحياة.

حتى في الحوار مع أشخاص من غير التوجيهي، لنعمل معًا لرفع مستوى الوعي المجتمعي، لنقلل الضغط المحيط على الطلاب، إن لم تلمس نتيجتك الآن ستلمسها بعد سنوات، هذا النظام في حالة تحسن سنة عن أخرى، والتغيير يبدأ منك.  إن كنت من الدائرة الأصغر، ولديك عزيز مر بسنة التوجيهي والنتائج على وشك الصدور أو صدرت، فأنتم الدرع الحامي والنواة الأساس.


اقرأ أيضًا: تفريغ الضغط النفسي: من يطرق باب الخزان؟


أنتم مصدر الأمان لأبنائكم، افرحوا لنجاحه وعظموه وإن لم تكن النتيجة مرضية لكم، لا تقسوا عليه، فإن لم ينجح فما حدث قد حدث، لا داعي للومهم أول الأيام، ففي هذه الأيام الاحتواء والحنان والحماية هو الاحتياج الأول. طالبكم يعرف خطأه، يحزن لنتيجته فلا توصلوه لمرحلة من التوتر والحزن العودة منها يصبح صعبًا، وإن لاحظتم أي عرض أقلقكم أو كان غير طبيعي في نظركم فلا تترددوا بطلب النصح والمشورة من مختصين، فصحته أهم من كل النتائج، وفي هذه المرحلة لا شيء قد فات الأوان عليه. 

إن كنت من الدائرة المقصودة في هذه المرحلة، طلاب التوجيهي بشكل مباشر، فاسمعوا هذه الكلمات؛ مرت المرحلة الأصعب وتجاوزتم الضغط الأكبر، وعلى الرغم من النتيجة فأهلكم فخورون بكم ويحبونكم فلا علامة تحدد ذلك ولا اختبار يزيله، من نجح منكم فألف مبارك له. فخورون بفوزكم أولى المعارك في حياتكم. 

ومن نجح ولكن النتيجة لم تكن مرضية، فلا تخف التأقلم مع النتائج ليس سيئًا، من الممكن تعديلها، أو اختيار طريق مغاير عن أحلامك قد تبدع فيه أكثر. ومن لم ينجح، فهون عليك نفسك، فلكل جواد كبوة، انهض مرة أخرى ستجد نفسك لم يضع عليك الكثير لكنها بحاجة لإرادة وعزيمة للاستمرار حتى الوصول، فانهض وستجد العديد معك.