السبت 11 مارس
"ونجحت بعد ٢٢ سنة بعد عن التعليم وابني الشهيد حمزة حاضر في فرحتنا". منذ عامين باغتتني الرغبة بشكل مفاجئ لتذوق طعم النجاح بالثانوية العامة بعدما رأيت ابنتي سميرة وفرحتنا بها وبنجاحها، ظللت طوال العامين أفكر: هل أفعلها يا تُرى؟ فكان زوجي أبو حمزة سندي ومشجعي وملهمي الأول، فخطوت الخطوة وأنا بكامل ثقتي.
أنا صابرين شلدان، أو كما أحب أن يُقال لي أم حمزة، نجحت بمعدل ٧٦.٦ الفرع الأدبي. كان قرار العودة لا شك صعبًا والتنفيذ مرهقًا ولا سيما أنني ربة منزل ومسؤولة عن عائلة، ولكني فعلتها ووازنت بين كل مسؤولياتي، نظمت جدولًًا يوميًا لنفسي وسرت عليه بوافر الأمل، يبدأ يومي فجرًا بالدراسة ثم بأعمال المنزل والطهو، ثم أخرج يوميًا للمدرسة، فكنت أدرس دراسات خاصة، وفي المساء احتضن الكتب وأدرس.
الخوف هو أكبر عدو للإنسان، حاربته بيقيني بالله بأنه لن يُضيعني، وثقت بنفسي وشددت الأحزمة وبدأت خطواتي نحو النجاح، فنلته. حين يعلم البعض أنني أدرس بعد انقطاع دام ٢٢ عامًا تصيبهم صدمة "أووف ٢٢ سنة كيف استرجعتي العلم". إضافة إلى ههمهات القائلين "شو بدك فيها التوجيهي"، لم يهمني أي أحد يكفيني أني أريد ذلك، وحقيقة لم أكن منقطعة عن التعليم بل كنت ألتحق بدورات لتحفيظ القرآن الكريم وحصدت دورة في تأهيل السند. وهذا فادني في الدراسة.
لنا أحبة فارقونا وتظل ذاكرهم حاضرة معنا في كل مناسباتنا، أنا أم شهيد، وددت أن يكون ابني معنا في كل نجاح للعائلة، وتمنيت أن أفرح بنجاحه بالثانوية العامة، ولكن رصاص الاحتلال الغادر كان أقوى منا جميعًا، الحمدلله على كل حال. رحمة الله عليه وعلى كل الشهداء.
"يا تُرى معقول أنجح!". مرت فترة الامتحانات صعبة، ولكن تجاوزتها، بفضل الله أولًا ثم زوجي الذي لم يتوان عن تقديم كامل حبه ودعمه المادي والمعنوي لي، شكرًا له على كل ما فعله لأجلي، والشكر لأبنائي الذين دعموني أيضًا.
لم أقرر بعد ماذا سأدرس بالجامعة، سأرى وأفكر بهدوء واختار، واسأل الله أن يوفقني لما يحب ويرضى.