الأحد 14 مايو
بيان حمامدة، خريجة كلية القانون من جامعة الخليل، وناشطة شبابية تشارك في مختلف الأنشطة المجتمعية التطوعية. اجتازت الامتحان النظري والشفوي والبحث الشرعي وحصلت على مزاولة مهنة المحاماة النظامية والشرعية وتخرجت من أكاديمية دراسات اللاجئين حاصلة على الدبلوم المكثف "فلسطين في القانون الدولي".
أسست مجموعة شبابية تشجع العمل التطوعي الخيري باسم "مشكاة" في الخليل. في العام 2014 بدأت الحكاية مع المناظرات، ودخلت بيان إلى عالم المناظرة ضمن فريق الجامعة، فأبدعت وخاضت العديد من التجارب. بعد ذلك كان الدخول الأقوى عام2016 في برنامج صوت الشباب المتوسط، الذي استمر تدريبه النظري لمدة 6 أشهر، ومن ثم بدأ الجانب العملي.
"أفضل مُناظرة على مستوى فلسطين لعام 2017". تلقت بيان خبر فوزها هذا، ومن ثم قالت لنفسها: (ها قد فعلتها... هذا العالم يناسبني تمامًا).
المناظرات بالنسبة لبيان أسلوب حياة ومنهج تسير عليه تقول: "كنت سابقًا مندفعة أثناء النقاش أثور وأغضب، مما يضعف رأيي، ولكن المناظرة أعطتني الدواء للسيطرة على نفسي فأصبح أسلوبي أكثر انضباطًا".
والمناظرة هي مواجهة بلاغية بين شخصين أو أكثر للنقاش، وإبداء الرأي في قضية معينة، بالحجج والبراهين، وتنتهي بتصويت من لجنة التحكيم أو الجمهور. من لقب مُناظرة إلى مدربة مناظرات، حصلت بيان عليه بعد جهد وعناء وتدريب مكثف، حيث تلقت العديد من تدريبات المناظرة على يد المدربة الدولية نجوان بيرقدار، تضيف بيان: "منذ اليوم الأول لي في المناظرة حلمت أن أكون مدربة يومًا ما، لأنني أحب أن يذكر اسمي من ضمن واهبي العلم والثقافة".
ظلت بيان في عالم المناظرات كمدربة ولكن حين جاءت جائحة "كورونا" تسببت تراجع في هذا العالم، تقول بيان: "الكورونا أثرت على عالم المناظرات مثلما أثرت على باقي مناحي الحياة إلا أن عالم المناظرة ما زال مستمر ودربت فن المناظرة السنة الماضية في نادي بيت الطفل الفلسطيني بالشراكة مع البيت الأمريكي، وأعطيت أيضا تدريب مع كُن سرمديًا، وحكمت في بطولات دولية وبطولات للدول الشقيقة مثل سوريا واليمن وليبيا والجزائر وما زلت أعطي ورشات العمل والتدريبات للمناظرة، كما أنني أعمل على ذلك عبر السوشال ميديا عن طريق صفحتي على الانستغرام وطرح حيثيات المناظرة بشكل كبير، ومؤخرًا أعطيت ورشة عمل للمناظرة في مركز أقحوان لثلة من طلبة الجامعات".
في العام ٢٠١٩ التحقت بيان بتدريب دولي للتيسير والتدريب في فن المناظرة في الأردن مع صوت شباب المتوسط وأصبحت ميسرة للمناظرات والحوارات بشهادة دولية. وفي ٢٠٢٠ وقت جائحة "كوورنا" التحقت في بطولة مناظرات كاملة مع برنامج صوت المتوسط أون لاين، وأصبحت بالإضافة لمدربة وميسرة ومحكمة مناظرات، تدرب من يخضون المناظرات وتؤهلهم لخوض المناظرات.
ما هو الموقف الذي لا تنساه بيان أثناء رحلتها في طريق المناظرات، تقول: "الصراحة مواقف كثيرة من ضمنها في أحد المناظرات في نهايات بطولة ما وصلتني رسالة أن جدتي متعبة جدًا وهي في المشفى، فقلقت عليها، وعندما بدأت المناظرة تحديت نفسي ووعدت جدتي بيني وبين نفسي أن أفوز وأذهب إلى المشفى حاملة درع الفوز معي والحمدلله حصلت على ذلك وقد كانت فرحتها كبيرة جدًا".
بيان تواجه صعوبة أحيانًا في بعد المكان الذي تُجري به بعض المناظرات وهذا يأخذ منها وقتًا طويلًا للوصول وجهدًا أيضًا، إضافة إلى استيعاب جميع الشخصيات المختلفة وطريقة تفكيرها ومشاركتها بالمناظرات.
تؤكد بيان أن المناظرة ليست فقط علم إنما أسلوب ونمط حياة كامل، تدرب المرء استيعاب الآراء المختلفة والتفكير خارج الصندوق واتساع حلقة المعرفة لدى الفرد والبحث بالطريقة الصحيحة والتحاور بطريقة علمية وأسلوب أخلاقي رفيع بعيد عن التعصب والشخصنة إضافة إلى تكوين علاقات صحية تزيد ثقافته من خلالها. تطمح بيان أن تكمل الدراسات العليا قريبًا، وأن يظل اسمها يعلو كمدربة مناظرات.