الثلاثاء 16 مايو
الدكتورة هدى الغرباوي؛ حاصلة على بكالوريوس في العلوم، تخصص ميكروبيولوجي من جامعة دمياط، وحاصلة على الماجستير في ذات التخصص، والدكتوراه أيضًا. وهي نائب مدير وحدة التصنيفات الأكاديمية بالمكتب الدولي في جامعة دمياط. حازت في الجامعة على المرتبة الأولى على دفعتها، وعُينت في الجامعة في عام 2008. وبعدها في العام 2012 انتهت لدراسة الماجستير وكانت رسالتها بعنوان "تأثير الأشعة فوق البنفسجية على الأنشطة الفسيولوجية لفطريات عيش الغراب المحاري.
أما رسالة الدكتوراه فكانت منحة إشراف مشترك بين جامعة دمياط بإشراف أ.د. أميرة الفلال، وجامعة إبريستويث البريطانية بإشراف رئيس قسم الميكروبيولوجي أ.د جارث جريفيت، وكانت بعنوان "تحلل خشب الأشجار بواسطة الفطريات البازيدية في منطقة شمال شرق الدلتا".
تقول د.هدى عن فكرة رسالتها الدكتوراه: "لاحظنا وجود شكاوي من المزارعين في منطقة الدلتا بتحلل الأشجار سواء أشجار الفواكه أو النخيل، بسبب ظهور أجسام غريبة مثل فطريات عيش الغراب على الأشجار تسببت في القضاء عليها ومن هنا خطرت لي الفكرة، وانطلقنا لرحلات للأماكن التي يظهر بها الفطر لأخذ عينات منه، وأخذته لمعامل الجامعة في بريطانيا لفحصه بإشراف دكتوري حيث الأجهزة الأحدث".
توصلت أيضًا أن الفطريات ليس لها جانب سيء فقط، بل لها أهمية اقتصادية لأنها تمتلك مجموعة إنزيمات لتحليل مخلفات الأشجار وقد تستخدم في صناعة الورق، والخشب المضغوط، ومعالجة مياه الصرف الصحي والتصبغات، ولها قيمة طبية عالية لعلاج الأورام والأمراض المختلفة. درست هدى أهم العوامل التي تسببت في انتشار الفطريات بين الأشجار، ووضعت حلولًا للتقليل منها.
واجهت تحديات في بداية حياتها، أبرزها السفر بمفردها لأول مرة لإكمال بحوثها في بريطانيا عام 2014، واجهت عقبات عدة ككل مغترب، منها اختلاف الثقافة واللغة والبيئة. تأقلمت بعد فترة على وجودها لوحدها، وانكبت على أبحاثها برغم الضغط النفسي الذي واجهته أثناء دراستها.
منذ طفولتها وهي تلتحق بالمسابقات؛ في المدرسة مسابقات لحفظ القرآن الكريم ونالت الجوائز، وفي الجامعة حصلت على جوائز النشر العلمي المتميز من جامعة دمياط في مجال الميكروبيولوجي. تؤمن دومًا بأن لكل مجتهد نصيب، تدرجت في المناصب؛ من معيدة في كلية العلوم 2008، إلى مدرس مساعد 2012، ثم مدرس 2016، وقريبا ستنال لقب أستاذ مساعد.
تضيف لبنفسج: "اخترت دراسة فطريات "عيش الغراب" لأنه لم يكن هناك تركيزًا عليه كباقي الفطريات، فانجذبت لاكتشافه ودراسته، وأنا بشكل عام كنت مهتمة بدراسة الكائنات الدقيقة".
ظلت د. هدى تجري بحوثًا على الفطريات منذ عام 2013 وحتى 2020، ومؤخرًا اكتشفت فطرًا جديدًا غير مسجلًا ضمن السلالات العالمية للفطريات يتسبب في القضاء على أشجار النخيل، فأخذت العينة وأجرت الأبحاث التشريحية خلال مهمتها العلمية خارج مصر التي استمرت لعام، حتى أثبتت أنه سلالة جديدة غير مدرجة ضمن الفطريات، وأُطلق عليه اسم جامعة دمياط نسبة لمكان اكتشافه. كما تم نشر الدراسة الأخيرة بمجلة (Q1 ranked) Fungal Biology بالاشتراك والتعاون العلمي مع باحثي الفطريات بجامعات بريطانيا والدنمارك.
أوصت دراستها بأن يتم استغلال هذا النوع من الفطريات اقتصاديًا، وقدمت حلولًا للتقليل من حدة انتشاره على أشجار النخيل. وعن تجربة التدريس تقول: "في البداية لم أكن مغرمة بالتدريس، البحوث كانت أولى اهتماماتي، فيما بعد بدأت بالاندماج بين طلابي فأحببته، أحاول أن أكون مختلفة وابتعد عن نظام التلقين، بدمج الطلاب في المحاضرات بطريقة التفاعل وتكليفهم بالبحوث".
حكمت أكثر من مرة ضمن لجان البحث لمشاريع التخرج لطلاب العلوم، كانت تجربة صعبة عليها، كونها تحاول أن تكون حيادية مع طلابها وتعطي كل ذي حق حقه، فيما بعد بدأت تستمع أكثر بالتحكيم وبدلًا من إعطاء الدرجة للطلاب، أصبحت تساعدهم أكثر وتقدم لهم النصائح. حكّمت أيضًا في مجلات دولية علمية، وشاركت في مؤتمرات بحثية عديدة، كما فازت بمشروع بحثي ممول من أكاديمية البحث ومكتبة الإسكندرية لمدة عامين لإنتاج فطريات جديدة من فطر عيش الغراب المحلي.
تطمح هدى أن تكون صاحبة أثر في البحث العلمي، وأن تكتشف ما يفيد البشرية أجمع، وتدعو الطلاب إلى المثابرة والاجتهاد للوصول إلى الهدف المرجو مهما كان مستحيلًا.