تاكو مكسيكسي! شو هاد بالضبط؟ "دوق وأنت تعرف وتحكم". من أروقة جامعة أبو ديس في تخصص القانون الدولي إلى مشروع عربة طعام، لربما يكن الأمر للسامع غريبًا ولكنه حدث، وانتقالي لعمل الشيف لا يتعارض أبدًا مع دراستي، فأنا في السنة الأخيرة بالجامعة.

"شو حلو طعمه يا دانا" سنوات وأنا أخوض التجارب في المطبخ، أنجح وأفشل، أجرب أطعمة عدة بلدان، فأغرمت بالطعام المكسيكي، نلت الإشادة بهذا النوع من الأكل من العائلة والأصدقاء، فكان التاكو المكسيكي نقطة التحول في حياتي حين فكرت بخوض تجربة حياتية جديدة، فافتتحت عربة طعام تقدم التاكو في رام الله، اخترت موقعًا حيويًا خلف سلطة النقد وانطلقت.

عربتي صديقتي الأولى، أعتني بها وتعتني بي. أصنع الطعام بحب، فشعاري الأبدي في الحياة أفعل ما تحب، وأنا أحببت دور الشيف فأتقنته، خيارات الطعام في العربة محدودة، لأنني أردت التميز بأصنافي، لدي التاكو المكسيكي بالدجاج أو باللحمة، وعصير البينا كولادا المكون من الأناناس وجوز الهند، في البداية كنت أطهو كل شيء بنفسي ولكن فور عودة الجامعة تركت الأمر لفريق شباب يساعدونني، وقد أثبتوا تميزهم بالطهو بشهادة رواد العربة.

وعن خلطات بهارات اللحمة والدجاج وخلطة البينا كولادا، السر في الوصفات وفي الخبز الطازج المخبوز خصيصًا لنا من مخبز نتعامل معه، فجميع مكوناتنا طازجة. لم أتلق منذ بدء المشروع أي تعليق سلبي، الردود كانت إيجابية للغاية، من الأقارب والأصدقاء والمعارف، وأبي وأمي دعموني وشجعوا قراري جدًا. لم يكن الأمر سهلًا في البداية، توجهت لعدة جهات لسؤالهم عن كيفية السير بالمشروع، والآلية المتبعة لتجهيز العربة، ونفذت النصائح التي قيلت لها، فكان tacolada.

م Tacolada لا يقتصر على فئة الشباب والطلاب بل يجمع الناس من مختلف الأعمار والمجالات، فيأتي إلي زبائن من القدس ونابلس وبيت لحم، ولكن المعظم من رام الله، أذكر في ليلة صيفية تجمع الزبائن وتبادلوا أطراف الحديث، متحدثين عن الغلاء الأقتصادي والأضرار التي تسببت بها الجائحة على الشعب، وسمعت قصصًا حينها لم تخطر على بالي قبل ذلك الوقت.

وفي مرة أتت لدينا فتاة من أمريكا اللاتينية لتتذوق التاكو الخاص بنا، وإذ بها تخبرني فور الانتهاء من الأكل بأن التاكو عندي ألذ من الذي تأكله في أمريكا، حينها شعرت بفرحة لا توصف، وبانشراحة صدر غير عادية. يتفاجئ الزبائن بالعادة حين يعلمون بأنني صاحبة المقطورة، ولكن أنال التشجيع دائمًا منهم، وأؤمن دائمًا بأنه لو اجتمع الناس كلها على إفشالك، لن يقفوا بوجه قدر الله ومشيئته لإنجاحك. أتمنى أن نكبر سويًا أنا ومشروعي، وننجح أكثر، لأتمكن من إدخار المال لافتتاح مشروع أكبر في المستقبل بإذن الله.