الثلاثاء 16 مايو
إنك لا تعمل عملاً - ولو كان صغيرًا بحجم الذرّة - إلا ويكافئك الله الشكور عليه في الدنيا قبل الآخرة.. فلا تحقرن من المعروف شيئًا. حقيقة إيمانية.. ما من أحد منا إلا وقد لمس أثرها في حياته.. بل وفي حياة من حوله.. أساس هام نرفع به إيماننا وإيمان أبنائنا.. ليبدد القيم الواهية التي تنشر شباكها على مجتمعاتنا التي مرضت بالأنانية واللؤم والعمل للمصلحة الشخصية دون الالتفات إلى الرحمة والحرص على الآخرين..
يقول المثل "اعمل خير وارميه في البحر".. أعتقد أننا يجب أن نكمل هذا المثل قائلين: "والله سيخرج لك من البحر درراً وجواهر لأنه الشكور".. قد تكون الجواهر حفظًا أو بركة أو كف أذى أو شفاء أو تيسير أو توفيق أو رزق أو محبة أو نصر أو بر الأبناء أو فتح أو علم أو هداية أو انشراح.. إلخ ما لا يحصى من النعم..
أنت مع الله في ربح دائم.. فافعل الخير من أجله وثق أنه سيكرمك.. حقيقة يجب أن نتغنّى بها مع أنفسنا وأمام أبنائنا في كل يوم ليقبلوا على الخير ويقدّروا فعل الخير مهما كان صغيرًا.. التفكر في اسم الله الشكور وبركته في حياتنا ينشر الطمأنينة ويطلق بواعث الخير فينا بمحبة وطيبة.. كل مكافأة من الله الشكور تجعلنا نذوق السعادة والحياة الطيبة.
"مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" يجب أن نغرس في أبنائنا أن كل خير نقوم به لوجه الله سيعود إلينا أضعافاً في الدنيا.. وكل عمل سوء سيعود علينا بسوء أيضاً.. "مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا".. والله هو الغني ونحن الفقراء.