بنفسج

قصتي.. الأسيرة إسراء جعابيص

الثلاثاء 16 مايو

هل سيراني معتصم وحشًا أم غولًا"؟ كنت أتساؤل عديدًا عن ردة فعل ابني معتصم بعد رؤية وجهي المشوه بعد الحروق التي أصابته بسبب احتلال لا يعرف الرحمة، أدخلني للسجن وأنا موجوعة جدًا، اعتنت بي الأسيرى عالية العباسي، وكنت حين أسأل عن رأي معتصم فيَّ كانت زميلاتي الأسيرات يهونن عليَّ "معتصم أحبكِ لأنك ِأمه ولقلبكِ الطيب، وليس لشكلك، أيقني أنه سيحبكِ كيفما كنت"، وفعلًا حين رآني لأول مرة قال لي: "أنتِ حلوة يا ماما"، حينها بكيت وبكين معي كل الأسيرات.

هل سيراني معتصم وحشًا أم غولًا"؟ كنت أتساؤل عديدًا عن ردة فعل ابني معتصم بعد رؤية وجهي المشوه بعد الحروق التي أصابته بسبب احتلال لا يعرف الرحمة، أدخلني للسجن وأنا موجوعة جدًا، اعتنت بي الأسيرى عالية العباسي، وكنت حين أسأل عن رأي معتصم فيَّ كانت زميلاتي الأسيرات يهونن عليَّ "معتصم أحبكِ لأنك ِأمه ولقلبكِ الطيب، وليس لشكلك، أيقني أنه سيحبكِ كيفما كنت"، وفعلًا حين رآني لأول مرة قال لي: "أنتِ حلوة يا ماما"، حينها بكيت وبكين معي كل الأسيرات.

كيف سيتأقلم مع غيابي في السجن؟ كان هذا ما يشغلني وكنت أوصيه دائمًا أن يهتم بدراسته. حاولت أن أشغل وقتي داخل السجن بالرغم من كل آلامي، يداي كانتا محترقتان وأعاني من التشنج بهما ومع ذلك كنت أعمل في الأشغال اليدوية، أحيك القطع بحب، أذكر أنني في أول قطعة قمت بحياكتها سالت من بين أصباعي بقعة دم، وثبتت فيها، كنت سأغسلها ولكن صديقتي بالأسر شيرين العيساوي أخبرتني أنها ستكون بشكلها الحالي أجمل كي يعرف أحبتي أن فقدان أناملي لم يمنعني من فعل ما أحب.

وحين سألتني شيرين كيف استطعت أن تطرزي أجبتها بأنني لست عاجزة، أذكر مشاكسات شيرين لي وسؤالها الدائم عن ما يؤلمني، تستمع بنكش شعري، ترتب سريري وتفتح لي الراديو ليصدح صوت ابني الذي يرد الروح لي، تناولني زجاجة العصير مفتوحة خوفًا من أجرح نفسي أثناء فتحها، ألصقت لي صورة معتصم على البرش، كانت نعمة من نعم الله التي تهون عليَّ مرارة الألم.

أنا أحس بالإهانة وأشعر بالخجل، وتعزّ علي نفسي لأنني بحاجة دائمة للآخرين، كل يوم أنظر إلى المرآة وأتألم بصمت وتتحطم روحي، أنا لست أسيرةً عاديةً تتحمل فقط همّ الأسر، بالإضافة لظلم السجان، حالتي المرضية الصعبة على أيّ مريض بين أهله، فكيف بحالتي أنا؟

أحب أن أفعل كل شيء بنفسي كانت شيرين قبل دخولي للاستحمام تحضر لي الشامبو وملابسي وكل ما احتاجه، ولأن الحمام صغير جدًا كنت أترك ملابسي في الخارج لتناولني إياها، كنت أرفض أن تدخل لمساعدتي، لأن الجميع سيتحرر يومًا ما، لذلك كان لزامًا عليَّ أن أعتمد على نفسي مهما كنت أعاني من جروح.