بنفسج

قصتي.. إيمان بدر

الثلاثاء 16 مايو

"بدي أجيبلك كرسي عشان تطوفي وأنتِ مرتاحة يا إمي"، هذا ما قاله لي مقداد قبل سنوات عديدة حين ذهبت لأداء العمرة وهو برفقتي، يحرص على راحتي مع أنني كنت بصحتي وشبابي، لكنه أصر على أنني هكذا سأرتاح أكثر، حنون، تقي، رقيق القلب، بدأ الاحتلال في مضايقاته لمقداد منذ أن كان عمره 14 عامًا، حين منعوه من السفر برفقتي للعلاج، وعاد لوحده وسافرت أنا، ثم اعتقل من جديد اعتقالات متفرقة بتهم واهية، ثم أعيد اعتقاله في عام 2015 لمدة عامين، احتفلنا بالتحرر، لكن سرعان ما نغص الاحتلال فرحتنا وأعاد اعتقاله من جديد، لم نره من بعد اعتقال العامين سوى أشهر قليلة بسبب التنغيص المتواصل علينا.

"بدي أجيبلك كرسي عشان تطوفي وأنتِ مرتاحة يا إمي"، هذا ما قاله لي مقداد قبل سنوات عديدة حين ذهبت لأداء العمرة وهو برفقتي، يحرص على راحتي مع أنني كنت بصحتي وشبابي، لكنه أصر على أنني هكذا سأرتاح أكثر، حنون، تقي، رقيق القلب، بدأ الاحتلال في مضايقاته لمقداد منذ أن كان عمره 14 عامًا، حين منعوه من السفر برفقتي للعلاج، وعاد لوحده وسافرت أنا، ثم اعتقل من جديد اعتقالات متفرقة بتهم واهية، ثم أعيد اعتقاله في عام 2015 لمدة عامين، احتفلنا بالتحرر، لكن سرعان ما نغص الاحتلال فرحتنا وأعاد اعتقاله من جديد، لم نره من بعد اعتقال العامين سوى أشهر قليلة بسبب التنغيص المتواصل علينا.

ومن جديد تم اعتقاله في يناير 2020 وظل محتجزًا دون وجه حق وحتى هذه اللحظة، يخوض ابني الآن إضرابًا عن الطعام بعد تجديد الاحتلال للاعتقال الإداري لمدة 6 أشهر، وما زال يتجدد حال انتهاء المدة، وهذا ما تسبب في إعلان مقداد إضرابه المفتوح عن الطعام منذ 32 يومًا، بغية نيل حقوقه المشروعة وإيقاف اعتقاله الظالم.

في اعتقالاته المتكررة قمت بزيارته مرات قليلة، في كل مرة كان سؤاله الأول "كيف ستي يا إمي؟"، يحرص على السؤال عن أحوال العائلة جميعها من كبيرها حتى صغيرها، يود أن يشعر وكأنه معنا. كان يتمنى أن يتزوج وينشأ عائلة، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، خطف الاحتلال فرحتنا به، تزوج شقيقه التوأم وتزوجت شقيقته وهو بالأسر يناضل لوحده، ونحن في الخارج ندعمه بما نستطيع، لم أره منذ مدة اشتقت له جدًا.

مقداد رجل قيادي بالفطرة منذ طفولته يتقدم كل الأماكن ويبادر بتقديم المساعدة لكل من يحتاجها، أما عن المنغصات التي نتجت عن اعتقال مقداد كثيرة، وخصوصًا في موضوع الزواج، حيث لاحظنا خلال رحلة البحث عن شريكة حياة له، تخوف العائلات والفتيات من الارتباط برجل له تاريخ سابق من الاعتقال، خوفًا من اعتقاله مستقبلًا، وهذا أزعجني جدًا، وكل أمل أن تنتهي هذه الظاهرة من المجتمع بشكل جذري.

أؤمن أن مقداد برغم كل ما يخوضه الآن من اضراب عن الطعام وضغط نفسي عليه، وتنكيل، وحرمان من أبسط مقومات الحياة، سيخرج يومًا من المعتقل بسلامة ومنتصر وسأفخر به كما كنت دائمًا. وسيكمل دراسته في جامعة الخضوري في تخصص الجرافيك وسنحتفل سويًا بتخرجه. فك الله كرب كل أسرانا.