بنفسج

قصتي.. بديعة عبدالله

الأربعاء 17 مايو

يا له من شعور جميل أن تضع أبناءك على طريق حفظ القرآن الكريم، كنت معهم خطوة بخطوة، ساندتهم لإتمام حفظ كتاب الله، فأتم أربعة منهم، من أصل خمسة، حفظه كاملًا، اثنان منهم حصلوا على السند الغيبي في الحفظ، واثنان في مرحلة الحصول على الاجازة بالسند. فيما بعد وصلتني همة الحفظ أكثر، حقيقة في البداية لم أكن أنو حينها حفظ القرآن كاملًا، بل حفظ ما تيسر من السور، وكان عمري حينها ٣٣ عامًا، توالت الأيام وقدر الله لي حفظ كتابه كاملًا بتوفيق ومنّة منه عز وجل. أنا بديعة عبدالله، سأخبركم عن بعض حكايتي هنا.

يا له من شعور جميل أن تضع أبناءك على طريق حفظ القرآن الكريم، كنت معهم خطوة بخطوة، ساندتهم لإتمام حفظ كتاب الله، فأتم أربعة منهم، من أصل خمسة، حفظه كاملًا، اثنان منهم حصلوا على السند الغيبي في الحفظ، واثنان في مرحلة الحصول على الاجازة بالسند. فيما بعد وصلتني همة الحفظ أكثر، حقيقة في البداية لم أكن أنو حينها حفظ القرآن كاملًا، بل حفظ ما تيسر من السور، وكان عمري حينها ٣٣ عامًا، توالت الأيام وقدر الله لي حفظ كتابه كاملًا بتوفيق ومنّة منه عز وجل. أنا بديعة عبدالله، سأخبركم عن بعض حكايتي هنا.

شعور جميل أن تشعر بأنك تفعل ما يُرضي الله، والأجمل النجاح في حفظ كتابه، شرعت بحفظ صفحة واحدة أسبوعيًا، حتى أتممت حفظ ١٦ جزءًا من القرآن، كانت سعادتي عارمة بما وصلت له، ثم أردت أن انضم بمركز للتحفيظ فاخترت أكاديمية الصفا للقرآن الكريم، ومعهم حفظت حوالي ١٢ صفحة أسبوعيًا، حتى ختمت حفظ القرآن في عام وثمانية شهور، بفضل الله تعالى.

لتنظيم الوقت جزء كبير في رحلة الحفظ، فكنت أُخصص ساعتين يوميًا من أجل الحفظ والمراجعة، وتحديدًا في فترة الصباح، ثم تضاعف الوقت بعد أن التحقت بالأكاديمية. سعدت للغاية حين أتممت الحفظ، وحينها روادني إحساس كبير بمسؤولية حمل القرآن والعمل به، وأن أكون على قدر هذه الأمانة.

لطالما تأملت في آيات كتاب الله، لامست قلبي الكثير من الآيات في كل سورة في القرآن ولا سيما آيات الرحمة، وأكثر آية في القرآن كانت سببًا في ثباتي أمام كل ما يشغلني عن القرآن من أمور الدنيا هي قول الله عز وجل: (قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍۢ مِّن ذَٰلِكُمْ ۚ لِلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّٰتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَٰجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَٰنٌ مِّنَ ٱللَّهِ ۗ وَٱللَّهُ بَصِيرٌۢ بِٱلْعِبَادِ). فكنت كلما هممت بتأجيل الحفظ أو المراجعة من أجل أمر أو انشغال دنيوي، أتذكر هذه الآية وأتذكر نعيم الآخرة، وبأن ما عند الله خير مما في هذه الدنيا، فأمنح كتاب الله الأولوية على الانشغالات الدنيوية.

أنا لا أكف عن تطوير نفسي أود أن أنال من العلم الكثير، فالتحقت في السنوات الأخيرة بالعديد من الدورات العلمية، والتي تطرحها أكاديمات مختلفة عن بعد مثل أكاديمية زاد، وأكاديمية الحسيني وأكاديمية الحياة مع القرآن وأكاديمية أساور وغيرها. وأطمح أن استمر فيها واتعلم أكثر واستزيد من العلوم الشرعية، وأنصح الجميع بالالتحاق بها لا سيما وأن الكثير منها مجانية، وتمتاز بمرونة أوقات الدراسة فيها، ويقوم عليها علماء من ذوي الاختصاص.

لكل طريق في هذه الحياة داعم يشجعك على السير قدمًا، كلما قلت الهمة يعطيك دفعة معنوية، لتعود كما أنت. أنا كان داعمي الأول والأهم في رحلتي مع حفظ القرآن الكريم ممن حولي هم زوجي وأولادي، أما الداعم المعنوي لي فكانت رغبتي في بر والديّ بإلباسهما تاج الوقار في الآخرة، إضافة إلى الآيات والأحاديث الشريفة التي تبين فضل القرآن الكريم على صاحبه في الدنيا والآخرة.

 وأخيرًا، نصيحتي لمن يرغب في حفظ كتاب الله، الاستعانة بالله أولًا، وإخلاص النية لله تعالى والدعاء دائمًا بأن يعينه على الحفظ وتثبيت المحفوظ، والأخذ بالأسباب، كالالتحاق بدورات تحفيظ تحفزه على الحفظ والالتزام بخطة واضحة تناسب وقته كخطة الحصون الخمسة للدكتور سعيد حمزة، وأن يكون الهدف من الحفظ العمل بما جاء فيه وأن نحرص طوال فترة الحفظ على تطبيق الآيات المحفوظة، وتقييم ذواتنا باستمرار حتى يكون ظاهرنا موافق لباطننا.