بنفسج

هيفاء العطعوط

الأربعاء 17 مايو

هيفاء العطعوط، من رام الله، مواليد الأردن، مؤسسة نادي اقرأ فلسطين، وهو مشروع نسائي توعوي يشجع النساء على القراءة. بعد إنهاء الثانوية العامة درست هيفاء في مدارس عمان، تزوجت بعد انتهاء الثانوية العامة، والتحقت لدراسة القانون بالانتساب في جامعة بيروت، ولكن في سنة التخرج ألغت الجامعة الانتساب؛ ولم تكمل السنة الرابعة لتعذر ذهابها لبيروت في ذلك الوقت، وتوالت الأيام وانشغلت في تربية الأبناء وكرست حياتها لهم، ولكنها كانت حريصة على تعزيز معرفتها وتثقيف نفسها بالقراءة، خاضت في معترك الحياة تجارب حياتية كانت تعطيها درس في نهاية كل منها. أقسمت أن تتحدى كل التحديات التي واجهتها في حياتها.

هيفاء العطعوط، من رام الله، مواليد الأردن، مؤسسة نادي اقرأ فلسطين، وهو مشروع نسائي توعوي يشجع النساء على القراءة. بعد إنهاء الثانوية العامة درست هيفاء في مدارس عمان، تزوجت بعد انتهاء الثانوية العامة، والتحقت لدراسة القانون بالانتساب في جامعة بيروت، ولكن في سنة التخرج ألغت الجامعة الانتساب؛ ولم تكمل السنة الرابعة لتعذر ذهابها لبيروت في ذلك الوقت، وتوالت الأيام وانشغلت في تربية الأبناء وكرست حياتها لهم، ولكنها كانت حريصة على تعزيز معرفتها وتثقيف نفسها بالقراءة، خاضت في معترك الحياة تجارب حياتية كانت تعطيها درس في نهاية كل منها. أقسمت أن تتحدى كل التحديات التي واجهتها في حياتها.

العائلة كان في بداية حياتها محور الاهتمام، تقول: "أهم تحدي بالنسبة لي كان تربية أولادي وبناتي على القيم والأخلاق، وبعد هذا العمر استطيع القول بأنني نجحت فيه بجدارة، أنا أقول دائمًا أن من أهم وظائف المرأة في الحياة وأعظم مهمة لها تربية أبناء بنفسيات سوية".

أحبت القراءة وأحبتها؛ بها استطاعت أن تجول العالم من خلف مكتبها الصغير الذي تتناثر الكتب عليه، منذ طفولتها كانت قارئة نهمة. رفقة صديقة الطفولة كانت تجول معارض الكتب، يتناقشا سويًا فيما تقرآن، حتى فرقتهما السبل، ولكن حب القراءة ظلّ يرافق هيفاء طوال حياتها، تضيف: "حين عدت إلى فلسطين افتقدت صديقتي التي كانت تناقشني في ما نقرأ، ولكني من حسن حظي التقيت صدفة بالصديقة أروى فضة التي أعادت الذكريات لي، ظللنا أصدقاء لسنوات، وطوال فترة صداقتنا كانت فكرة تأسيس مشروع ثقافي توعوي نسائي لا تفارقنا، لم تكن الظروف والإمكانات تقف لصالحنا، حتى قررنا التنفيذ بغض النظر عن أي معيق."

تكمل: "بدأنا بفكرة إنشاء نادي قراءة للسيدات، أردنا أن ننشر الوعي بأهمية القراءة. بداية اقترحت صديقتي أن نبدأ لقاءاتنا في منزلها وكنا فقط ٣ نساء، ثم اتفقنا أن نختار مكان أنسب لاجتماعنا، فانتقلنا لمكتبة دار الشروق في رام الله، وبدأ التوسع رويدًا رويدًا. دعونا كل النساء اللواتي يحببن القراءة. في البداية واجهنا صعوبات كون بعض السيدات لا يلتزمن بحضور الاجتماعات الخاصة بنا بالرغم من إعجابهم بالفكرة، ولكن بعد إنشاء صفحة خاصة بالنادي عبر الفيسبوك انضمت لنا الكثيرات، ننتقي الكتب سويًا، نتناقش بعد إنهاء كل كتاب."

لطالما كانت مهمة اختيار الكتب من أصعب المهمات، انتهجت هيفاء ورفيقاتها مبدأ التنوع وعدم التقيد بتوجه أو نوعية كتب معنية، قرأن في السياسة والأدب والفكر والتاريخ والسياسة، كانت الكتب الأدبية في بداية تأسيس النادي الأكثر اختيارًا بعد ذلك بدأت الخيارات تتوسع.

قيل: "غالبًا ما يدور الحديث عن سحرِ الكتب، ولا يُقال بما فيه الكفاية إنَّ هذا السّحر مزدوج؛ فهناك سحر قراءتها وهناك سحر الحديث عنها". وهذا ما تفعله هيفاء ورفاقها في نادي اقرأ فلسطين. هيفاء تحب قراءة الروايات الأدبية التاريخية والسير الذاتية، في ما بعد أحبت الكتب الفكرية أكثر، فهي برأيها تحاكي العقل وتوسع آفاق التفكير، وتزيد الوعي بكل ما يجري حولنا في هذا العالم، تردف: "كلما عرفنا أكثر أصبحنا أعلم بمواطن جهلنا أكثر، وهذه المعرفة الأهم بالنسبة إليَّ."

"ولا أعظم من أن يشعر المرء بإنجازه وحلمه الذي يكبر أمام عينيه، في كل جلسة من تجمعات النادي أشعر بسعادة، فلقاء الفكر والحوار الراقي والاختلاف المحبب له زاوية خاصة في قلبي. لأصف لكم لقاء لنا.. نبدأ جلسة النقاش بالحديث عن الكاتب عن سيرته وأعماله وأسلوبه في الكتابة، لنكون صورة واضحة عنه وبعد ذلك نتناول الكتاب حسب نوعيته، وإذا كانت رواية أدبية، فكل واحدة تحدثنا عن تصورها الذي كونته عن الرواية الشخصيات الأحداث أسلوب الكاتب عنوان الرواية حتى صورة الغلاف لا تهمل، أما أن كان الكتاب الفكري تختلف طبيعة النقاش، وهنا تختار كل واحدة فصل معين لتتكلم عنه، حتى نستطيع أن نغطي كامل الكتاب. أحيانًا نتفق في الرؤية وأحيانًا نختلف؛ ولكل واحدة لها نظرتها وفكرتها ورأيها الخاص بها، وهنا تكمن الاستفادة والمتعة بشكل أكبر"، تقول هيفاء.

أودّ إخباركم أننا لا نقتصر على وجود أعضاء النادي، بل أحيانًا نستضيف كاتب ما يشارك معنا اللقاء، وهذا من باب التغيير بالاجتماعات وإضفاء جو على الجلسة، والاستفادة من خبرات الضيف. وبالرغم أنه لا مقر دائم لنا، لكننا نجحنا في تحقيق تغيير ولو بسيطًا، فخورة بكل النساء اللواتي انضممن لنا، وبنجاح النادي.

قرأت هيفاء خلال أعوام الكثير من الكتب، ولكن ما أثّر في نفسها هو كتاب هروبي إلى الحرية للمفكر علي عزت بيجوفيتش، وكتاب رحلتي الفكري للمفكر عبد الوهاب المسيري. لرائحة الورق عبق مميز تحبها هيفاء، ولكنها تجد سهولة في القراءة الإلكترونية وتعتمد عليها، بالرغم من غنى مكتبتها الخاصة بالكتب. تقول عن القراءة: "هي الفسحة التي اقتنصتها من دوامة الحياة الروتينية التي فرضت علينا، وهي السكون الذي ألجأ إليه من صخب ما نعيش، هي نزهتي في العقول، ورحلتي لأماكن لم تطأها قدمي وعيشي في زمن لم أعشه".

وعن العائلة تخبرنا هيفاء: "الحمدلله، بناتي يحبين القراءة، وأخص ابنتي هبة، فهي تشبهني كثيرًا في حب الكتب، واختياراتنا غالبًا متوافقة." أين ترين نادي اقرأ بعد سنوات من الآن؟ تجيب:أتمنى أن نستطيع أن نقوم بدورنا كمثقفات في مجتمعنا، أن نحدث تغييرًا ولو بسيطًا على أرض الواقع في محيطنا، بالقراءة والوعي والتخلص من كل ما علق في أذهاننا من أفكار وسلوكيات وعادات تسيء لنا قبل غيرنا."