الأربعاء 17 مايو
"شيرين أبو عاقلة- الجزيرة- فلسطين".. أنا أحب النساء، أتحيز لهنّ دائمًا وأشعر أن ثمة رابط حقيقي بيني وبين كل واحدة منهن. أحب النساء الناجحات في الواقع، يستهوينني وأرى في كل منهن أمل ورسالة بممارسة العمل والنجاح، أحب أمي وبائعة الخضار وعاملة المشغل المجاور لبيتي، أحب صديقاتي الكاتبات وأحب رضوى عاشور، أحب معلمة ابنتي في الحضانة وأحب بنات خالي المثابرات، أحب شيرين أبو عاقلة.
أعود بالذاكرة لبيت أبي فأراني في مراهقتي، أجلس أشاهد الجرائم الوحشية للعصابات الصهيونية في أرض فلسطين مع مراسلة تعلن نفسها بأنها شيرين أبو عاقلة، أحب صوتها، وحاجبيها المعقودين، ولون بشرتها، أحبها لأنها امرأة تشبهني، فأنا أرى أن كل بنات حواء يتشابهن بخيوط دقيقة لا يراها سواهن.
أحب شيرين لأنها ناجحة، تقدم قضية أصيلة في عقلي وروحي "القدس عربية وإسرائيل هي العدو".. عندما تزوجت منذ أربعة سنوات، قررت أن آخذ بعض الأشياء القليلة من بيت أبي وأن أترك الأكثر، أخذت ملاعق أمي الموجودة في كراتين منذ ماتت، وتركت العديد من العادات السيئة، أخذت بعضًا من ملابسي المريحة علني ألبسها في أوقات الضيق بملابس العروسة المهندمة، وتركت أوراقًا وكتبًا رديئة لم أعرف لماذا اشتريتها. أخذت ذكرياتي مع الجيران وتركت خيباتي وفشلي في الدراسة الجامعية، أخذت معي صوت شيرين أبو عاقلة.
استيقظت اليوم لأنهي بعضًا من مهام عملي المؤجل والتي أوشكت بسببه على الفصل من عملي، أعددت كوبًا من الشاي وفتحت الفيسبوك لأجد خبرًا عن إصابة شيرين أبو عاقلة إصابة خطيرة. يالله ألم تكن ترتدي سترة الصحافة؟ كيف حدث ذلك؟ أعرف أن قوات الاحتلال في وحشيتها لن تفكر في ما أفكر فيه، كيف تقتل مراسلًا صحفيًا؟ يدور في عقلي أنهم "هيخافوا من المجتمع الدولي وغيره من الحجج الخايبة".
دقائق وينشر الخبر" استشهاد مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة بعد إصابتها برصاصة متعمدة في رأسها من جيش الاحتلال الصهيوني بالرغم من ارتدائها سترتها الخاصة والتي توضح هويتها". خبر كالصاعقة، لا أعرف كيف أوصفه؟ خسارة... يجوز. نكبة... ربما. فاجعة... أكيد.