الأربعاء 17 مايو
"ساجدة طلعي الرز وفلفليه واعملي الرز أنا رح اتأخر".. من هنا بدأت الحكاية كان عمري حينها ١٢ عامًا حين طلبت مني أمي تحضير الغذاء بدلًا منها لأنها سوف تتأخر بالمطار حيث كانت تستقبل زوج أختي. فقلت لنفسي لقد حانت الفرصة لأبدع فيما أحب ولأظهر مواهبي الكامنة. أتقنت طهو الطعام حينها كان الدجاج من يدي أمي والباقي كان ببصمتي. فانبهر كل من ذاق الطعام من أدائي. فسعدت جدًا. ومن حين ذاك الموقف توطدت علاقتي بالمطبخ وأصبحنا رفيقان لا يفترقان، أحبه ويحبني.
أنا ساجدة ماهر شيف أردنية وأم لطفلة، درست إدارة الأعمال ووازنت بين دراستي بالإدارة وحبي للمطبخ، فكان الطهو إدارتي التي لا أمل منها على الإطلاق، تطورنا معًا، وتعلمت الدقة على يديه، أحببته منذ الصغر ونمى هذا الحب بمرور الزمن.
دومًا أقول على المرء أن يفعل ما يحب، فلا شيء يعلو فوق صوت الإرادة، حين تكون مغرمًا بما تفعل سينعكس ذلك في رد فعل من حولك حين يرى نتاج عملك، لطالما انبهرت بردود الفعل من حولي على مذاق طعامي "يا أفخم شيف بالدنيا" هذه الجملة تمسح على قلبي برفق وتنسيني مجهود يوم كامل من وقوفي على قدمي لإعداد وليمة ما.
تربطني علاقة قوية بكل الأكلات التي أطهوها، فأحب إعداد سيدة الأكلات الفلسطينية "المقلوبة"، إضافة إلى طهو الخاروف. يسألونني أحيانًا عن سر الطعام الشهي؛ واختلاف الطعم من شيف لشيف بالرغم من أن المكونات ذاتها، فأقول: "النفس أساس الأكل". أنا علمتني جدتي رحمها الله إعداد الطعام إضافة لعماتي وأمي أيضًا فهن بارعات في الطهو.
ومن المواقف التي أضحكتني وأنا أعد سلطة الكولسلو وضعت بدلًا من السكر ملح الليمون. حين أعود بذاكرتي للوراء أذكر ساجدة الطفلة القيادية المشاكسة، وأضحك. ثم أرى الشيف ساجدة المعروفة في أوساطها، حقيقة لم أكن أتوقع أن أصبح شيف أبدًا. وإن سألتموني عن الشهرة كيف اجتمعنا سويًا أخبركم أنه كان إعلان عفوي لأحد المشاهير على "السوشال ميديا" ومن بعده فُتحت لي أبواب الرزق.
بدأت الطلبات تتوالي عليَّ وأكثر أكلات عليها طلب كتف الخاروف والخاروف المحشي واليلنجي، أما الطبق الذي أحب إعداده لنفسي فهو السلطات بأنواعها. وبالعموم أنا أحب المطبخ الشرقي وأفضله عن الغربي. نسيت أن أقول لكم بأنني كنت مشتركة وفائزة في برنامج ست النكهات 2018، الذي يعرض على قناة رؤيا. وأأمل أن أحصل على جوائز أكبر ويعلو اسمي في عالم الشيفات، وأطمح إلى تقديم برنامج تلفزيوني بالطبخ.