بنفسج

قصتي.. يمان موسى

الأربعاء 17 مايو

"أنت بنت، وهاي اللعبة كلها دفاشة وعنف ومش مناسبة إلك، برأيي تدوري على إشي ثاني...!"، لطالما سمعت هذه العبارات عندما بدأت برياضة الجيوجتسو، ولكني مؤمنة أن الجنس الناعم عليه أن يحظى بقوة تؤهله للدفاع عن النفس طالما أن هذا لن ينتقص من أنوثتي وشخصيتي بل سيعززها.  أنا يمان موسى ٣١ سنه من رام الله، خريجة بكالوريوس محاسبة وماجستير اقتصاد. وأعمل بشكل رئيس حاليًا في شركة توريدات هندسية بمنصب مدير مالي. هواياتي تدور حول حب الرياضة من سباحة وجري، ولدي حب كبير للمغامرة والاستكشاف. منذ كنت صغيرة، كان لديّ حب كبير لأي نشاط بدني ورياضي، كنت أمثّل مدرستي في مراحل دراسية مختلفة في الأنشطة الرياضة وبالأخص ألعاب القوى.

"أنت بنت، وهاي اللعبة كلها دفاشة وعنف ومش مناسبة إلك، برأيي تدوري على إشي ثاني...!"، لطالما سمعت هذه العبارات عندما بدأت برياضة الجيوجتسو، ولكني مؤمنة أن الجنس الناعم عليه أن يحظى بقوة تؤهله للدفاع عن النفس طالما أن هذا لن ينتقص من أنوثتي وشخصيتي بل سيعززها.

 أنا يمان موسى ٣١ سنه من رام الله، خريجة بكالوريوس محاسبة وماجستير اقتصاد. وأعمل بشكل رئيس حاليًا في شركة توريدات هندسية بمنصب مدير مالي. هواياتي تدور حول حب الرياضة من سباحة وجري، ولدي حب كبير للمغامرة والاستكشاف. منذ كنت صغيرة، كان لديّ حب كبير لأي نشاط بدني ورياضي، كنت أمثّل مدرستي في مراحل دراسية مختلفة في الأنشطة الرياضة وبالأخص ألعاب القوى.

درست التخصص العلمي، لذلك كانت المعلمات دائمًا يحاولن اقتناص حصة الرياضة لتعويض مادة علمية أخرى، ولكني كنت دائمًا أقف في وجههن، فحصة الرياضة هي أهم حصة بالنسبة لنا. كان ميولي دائمًا لألعاب القوى والألعاب القتالية على رأسها الجمباز. كنت في بداية الأمر أتدرب لوحدي في الساحات إذا رأيت حركة أحاول تطبيقها، وبعد ذلك صار بتدريب من معلمات المدرسة، كذلك كانت الكورسات الصغيرة التي أحظى بها خلال المخيمات الصيفية في الفنون القتالية تشبع بعض من شغفي الذي كان دائمًا حول الألعاب القتالية، والذي ميزني حتى أني كنت أشعر أن أي رياضة أمارسها لن تفرغ طاقتي الكبيرة مثل ما تفعل رياضة الكاراتيه.

عندما أصبحت بالجامعة بت أبحث عن شغفي أكثر، ولكن لقلة المراكز المتخصصة والمحترفة في رياضة الكاراتية والفنون القتالية تلك الفترة وتخصيصها للرجال أكثر بدأ الامر يخفت في داخلي مع خيبة أمل كبيرة. وقتها فقط كنت أحاول أن أشترك في الأندية الرياضية التقليدية لأحافظ على رشاقتي ولياقتي. في عام ٢٠١٨ التحقت بنادٍ لرياضة الجيوجتسو، ولكني لم أنتظم فيه، ظللت ل ٣ سنوات ألعب بشكل متقطع لأنه دائمًا كان لديّ رفيقة واحدة في اللعب تتبدل كل فترة بسبب انقطاع التي سبقتها وأنا أظل محكومة لهذا الأمر حتى جاءت لحظة الانتظام والتدريب الفاصل.

 في البداية رياضة الجيوجستو هي شكل من اشكال الدفاع عن النفس ولكن دون أي ضرب بتاتا حيث تعتمد على إخضاع الطرف الآخر والتحكم به، لذلك سُميت الرياضة اللطيفة استحدثها مقاتلي الساموريا للدفاع عن انفسهم في حال سلبت منهم أسلحتهم وعتادهم. تعلم الرياضة أصحابها كيف يمكنهم من خلال درايتهم التامة عن جسم الخصم كيف يخضعوه عبر السيطرة على مفصل معين من مفاصلة أو خنقه.

بدأت القصة حين قرر المدرب أحمد الخفش نقل هذه الرياضة لفلسطين، وهي رياضة غير موجودة بتاتًا حتى أنه الشخص الوحيد الذي كان يمارس هذه الرياضة في فلسطين تعلمها في الخارج، وكان كلما أراد أن يحصل على فن جديد فيها يذهب إلى الأردن أو البرازيل لاستكمال تعليمه فيها، لذلك عندما قرر أن يستحدثها هنا. عُرض علي الأمر بدعوى أنني مميزة ووجدت رفيقة لي في اللعبة، وكان هناك شاب يمارس الحركة الرياضية أمامنا، ونحن نطبقها بدورنا، وهكذا حتى نتعلم الرياضة رويدًا رويدًا.

كان لا بدّ أن أتطور أكثر حتى أصبح مدربة، فكنت أذهب إلى الأردن للتدريب، وبعد ثلاث شهور منوالتدريب المتواصل والمكثف حصدت الحزام الأزرق بعد امتحان قتالي شاق استغرق مني ساعة ونصف الساعة. بالنسبة لي هذه الرياضة مميزة ورائعة جدًا على عدة أصعدة؛ أولًا على صعيد الدفاع عن النفس، فهي تفيدني جدًا كفتاة، ففي حال تعرضي للسقوط، أو ما شابه، أستطيع الدفاع عن نفسي بكل قوة، وهي رياضة أنصح بها كل فتاة حيث تعلم صاحبها القدرة على الاتزان، وتقلل من التوتر، وتعلم الصبر بشكل كبير، لذلك لها بعد كبير على شخصية الفرد نفسه.  أتمنى من كل قلبي أن ينجح هذا المشروع وتصبح رياضة منتشرة في فلسطين ومتاحه في أي وقت ومكان وزمان للفتيات خصوصًا.