بنفسج

قصتي.. مرح عبد الغفور

الأربعاء 17 مايو

ما بنتوقع تجيبي معدل عال"، كنت أعلم أن هذا توقع البعض لي، لا أعلم لماذا، ولكنه كان توقعهم، ضايقني الأمر ولكن لم أعطه مساحة من تفكيري. كان الرد بأنني حصلت على معدل 99.6، حين ظهرت لي رسالة المعدل، كنت أقول قبلها: "والله معدل عالي وبتشوفوا"، وإذ بهاتفي يلمع برسالة المعدل، صرخت وقفزت من مكاني، كانت الصرخة الأجمل، وسجدت لله شكرًا وحبًا. أنا مرح عبد الغفور، كان هذا العام صعبًا مليئًا بالقلق ولا سيّما حين اندلع العدوان الإسرائيلي على غزة، فتسبب في فشل جدولي الدراسي، وعدم قدرتي على الدارسة بتركيز، كنت أشاهد مقاطع أبناء الشهداء وأبكي، فأنا أتأثر كثيرًا بكل تلك المشاهد، وهذا أثر على نفسيتي جدًا.

ما بنتوقع تجيبي معدل عال"، كنت أعلم أن هذا توقع البعض لي، لا أعلم لماذا، ولكنه كان توقعهم، ضايقني الأمر ولكن لم أعطه مساحة من تفكيري. كان الرد بأنني حصلت على معدل 99.6، حين ظهرت لي رسالة المعدل، كنت أقول قبلها: "والله معدل عالي وبتشوفوا"، وإذ بهاتفي يلمع برسالة المعدل، صرخت وقفزت من مكاني، كانت الصرخة الأجمل، وسجدت لله شكرًا وحبًا.

أنا مرح عبد الغفور، كان هذا العام صعبًا مليئًا بالقلق ولا سيّما حين اندلع العدوان الإسرائيلي على غزة، فتسبب في فشل جدولي الدراسي، وعدم قدرتي على الدارسة بتركيز، كنت أشاهد مقاطع أبناء الشهداء وأبكي، فأنا أتأثر كثيرًا بكل تلك المشاهد، وهذا أثر على نفسيتي جدًا.

فكان والدي يخبرني أنه لا داعي البكاء ما عليك سوى التفوق وأن تهدي كل الشهداء وذويهم نجاحك الباهر، بتشجيع والدي الدائم كانت تعود عزيمتي، فواصلت الدراسة في العدوان تحت أصوات الصواريخ والانفجارات التي كانت تدك غزة بأكملها، جلبت نماذج امتحانات سابقة وبدأت أنعزل عن الواقع، وأغرق بين الورق وأجيب على كل سؤال بتمعن، لم يكن لدي خيار آخر ، فإرداة النجاح كانت أقوى من الحرب بعنفوانها. وبعد انتهاء العدوان كانت الامتحانات الوزارية على الأبواب، عدت سريعًا من جديد لجدولي الدارسي ووقفت من جديد لأحقق ما أريد.

حين يداهمني اليأس في بعض اللحظات، كنت أحاول عدم ترك نفسي ليأسي وللملل، أحدث أصدقائي، أطلب من أمي أن نخرج قليلًا لتغيير الجو، وكان لها الفضل أن تخرجني من توتري في العديد من المرات، فكل الحب لها ولوالدي على ما قدماه لي من دعم وتشجيع.

هل توقعت؟ لا لم أتوقع تمامًا كان توقعي معدل فوق 98%، ولكن بفضل الله نلت الأعلى، كانت عقدتي الرياضيات لم نكن على علاقة جيدة، أناكفها وتناكفني، فأصر على الحصول على الدرجة الأعلى فيها بالرغم من علاقتنا السيئة، كانت فرحتي الأكبر حين تخلصت من امتحان الرياضيات، كان كالهم على قلبي. أنصح كل طالب في الثانوية العامة بأن يدرس بذكاء ولا يهمل، وليعلم نقاط ضعفه ويقويها.

انتهى العام بحلوه ومره، وما زالت جملة والدي تتردد في عقلي "إنت يا مرح بتجيبي بدون ما تدرسي كثير وتجتهدي بتجيبي 98، فما بالك وإنت درستي واجتهدتي وتعبتي؟" كان هذا بمثابة تشجيع لي ومن أعظم ما قيل لي. وعن حلمي المستقبلي كنت أرى نفسي في كلية الطب، وها أنا أحقق مرادي.