بنفسج

قصتي.. رغد القواسمي

الأربعاء 17 مايو

"بسم الله، رغد شو عملتي بأختك؟ وفي إيديك؟ مالها يلا ع الدكتور"، بالكاتشب، وجوز الهند، والقرفة، والنشا، ربما بهذه التشكيلة المتناثرة حولي، يظنني أتحدث عن وصفة طعام أخذتها من شيف بارع، ولكنها مجرد ألوان تشكيلية بالنسبة لي. بدأت بالتجربة على وجه شقيقتي الصغرى، فأصبح وجهها فنًا تشكيليًا سينمائيًا خالصًا، أو من يراه يقول: " يا للكارثة، شو هاد اللي بوجه البنت". فأرد بكل سلاسة: "مكياج سينمائي من نوع خاص، وأضحك".

"بسم الله، رغد شو عملتي بأختك؟ وفي إيديك؟ مالها يلا ع الدكتور"، بالكاتشب، وجوز الهند، والقرفة، والنشا، ربما بهذه التشكيلة المتناثرة حولي، يظنني أتحدث عن وصفة طعام أخذتها من شيف بارع، ولكنها مجرد ألوان تشكيلية بالنسبة لي.

بدأت بالتجربة على وجه شقيقتي الصغرى، فأصبح وجهها فنًا تشكيليًا سينمائيًا خالصًا، أو من يراه يقول: " يا للكارثة، شو هاد اللي بوجه البنت". فأرد بكل سلاسة: "مكياج سينمائي من نوع خاص، وأضحك". بعد أختي، قررت التجربة من جديد على يدي، وبعد عدة محاولات، رأتني والدتي بعدما انتهيت من النقش السينمائي على يدي، وصُدمت مما رأت، وإذ بها تقول: "يلا ع الدكتور". فأخبرتها بالحكاية. حقيقة، لقد كان مشهدًا صادمًا وقاسيًا على والدتي. فمنظر اليد كان متقنًا لدرجة اعتقدت أنه أصابني مكروه.

بدأت التعلم عن طريق اليوتيوب، وما زلت أطور نفسي من خلاله. أنا رغد القواسمي، أبلغ من العمر 21 عامًا، أدرس التصميم الداخلي. حكايتي مع المكياج السينمائي بدأت منذ ست سنوات، وكنت أول فنانة سينمائية في فلسطين، دخولي في المجال كانت صدفة بحتة، بسبب حبي للاستكشاف والتجربة، ومشاهدتي للفيديوهات المنوعة عنه عبر الإنترنت، وفضولي لمعرفة تقنيات المكياج السينمائي.

لأعرف لكم المكياج السينمائي؛ هو فن يستخدم أدوات، ربما غذائية بسيطة مبتدئة، أو اصطناعية، نضعها على الوجه أو أي مكان، نحصل من خلالها على تأثيرات سينمائية، سواء كدمات في الوجه، أو جروح، أو دماء، ونستخدم أيضًا أدوات تجميلية؛ كريمات، أو زيوت، لنبدأ بالعمل على تفاصيل الوجه أو غيره، حتى نصل لنتيجة متقنة، فمثلًا نرسم على الوجه هذا المكياج، فيصبح الوجه مخيفًا مرعبًا، من يراه يصدق أن صاحبه قد أُصيب لا محالة. ولكنه السر المستخدم في أفلام الرعب والخيال العلمي.

يحتاج عملي من 30 دقيقة وحتى 3 ساعات، وذلك حسب ما أفعل، نحن في فلسطين ينقصنا الأدوات المتطورة التي يجب أن أستخدمها في عملي، إضافة إلى سعرها المرتفع، لذلك أعتمد على منتجات المطبخ، وبأقل الإمكانيات.

أكبر تحدي واجهني خلال الست سنوات في عالم المكياج السينمائي، هو تقبل الأشخاص لمثل هذا النوع من الفنون، أو حتى إدراجه ضمن أنواع الفنون، كما أن الأسعار الباهظة للأدوات شكّل عائقًا بالنسبة لي. أرى بأن مجتمعنا يحتاج إلى توعية بأهمية المواهب، وتعزيزها ودعمها، بعيدًا عن اعتبارها مضيعة للوقت.

بدأت، حديثًا، العمل في مجال تصميم الإكسسوارات اليدوية الصنع، من نقش الأشكال المرعبة، والجروح العميقة في اليد والوجه التي يخاف الناظر إليها فور رأيتها، إلى نقش الجمال القابل للارتداء، كلاهما فن، ولكن كل منهم يصب في اتجاه مختلف، صنعت في مشروعي إكسسوارات بألوان جذابة للفتيات، من رسم على السلاسل أو الميداليات، وغيرها العديد.

أسعى أن يكون مشروعي علامة تجارية مميزة يتحدث عنها الجميع، وربما سأتخصص في تصميم المجوهرات أكثر، أحاول أن أنمي مهاراتي في كل شيء؛ اللغات، الفن، والقراءة. أغلب وقتي مقسم بين الدراسة والعمل. لم يخلُ طريقي من المحبطين الذين يقللون من شأني، وكان الحل التغاضي ثم التغاضي، والسير قدمًا نحو الحلم. وأنصح كل من لديها حلم أن تستمر باللحاق بأحلامها، ولا تستمع للمحبطين، كل طريق صعب، نعم، ولكن الصعب في سبيل ما نحب يهون.