الأربعاء 17 مايو
المكان مليئ بالحافظات، أنظر يمنة ويسرة فأجد كل منهن ترتل القرآن الكريم. رأيت الفتيات الصغيرات والأمهات، كل الأعمار هنا جاءت لتكون مع صفوة الحفاظ، وها أنا يبدأ دوري للتسميع والترتيل، كنت متحمسة انظر لساعتي تارة، وألقي نظرة حولي تارة أخرى، ثم دقت ساعة الحسم في تمام السادسة والنصف صباحًا لأبدأ بالتسميع، منذ وقتها وأنا أسمع عن غيب سورة تليها آية دون انقطاع، ست ساعات لن يفصلهن فاصل وأنا أُسمع كتاب الله بحب ورضا، وشعور بالامتنان يغرمني، أذاقه لكل العاكفين على حفظ القرآن الكريم.
علاقتي مع حفظ القرآن الكريم بدأت في التاسعة عشر من العمر، ولكن البداية الفعلية التي عكفت فيها على حفظه كاملًا في عمر ال ٣٥، واستغرقت عملية الحفظ والتثبيت ثلاث سنوات، كان جدولي اليوم عبارة عن حفظ ١٠ صفحات ما قبل النوم وتثبيتها ما بعد الفجر وهكذا، وحين أنهي ٥ أجزاء، أتوقف عن الحفظ وأثبت القديم وأسمعه للمحفظة.
مرت الأيام وأنا سعيدة بحفظ كتاب الله، أحببت كل آيات القرآن ولكن الآية الأقرب إلى قلبي هي (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير). الرحلة الطويلة تحتاج لرفيق تستظل بظله، يأخذ بيدك حين تيأس، أنا أمي كانت الداعم الأول لي تليها محفظتي.
"من ذاق حلاوته عرف" لحفظ لقرآن لذة وشعور جميل لا يضاهيه أي شعور آخر في الدنيا، لمن يريد أخذ الخطوة، ابدأ، كل ما تحتاجه النية والدعاء بالتيسير، ثم خصص الوقت لذلك. وأخيرًا، أطمح أن يكون العام القادم تسميع لحافظين القرآن بعدد أكبر وأن يكون في باحات المسجد الأقصى.