بنفسج

قصتي.. آلاء فقها

الأربعاء 17 مايو

أن ترتبطي بأسير ليس بالأمر الهين، فعليك أن تتعلمي الانتظار جيدًا، والصبر أكثر، والأمل أكثر وأكثر، فلولاه لفقدنا عقولنا من لوعة الاشتياق والحزن على أعوامنا التي انقضت ببطئ السلحفاة. أنا آلاء فقها من قرية كفر اللبد قضاء مدينة طولكرم، اعتُقلت في عام 2018 لمدة شهرين ونصف الشهر، أما خطيبي الأسير المحرر عبد الرحمن رشدان من قرية عينبوس قضاء مدينة نابلس، فقضى حياته كلها في معتقلات الموت الإسرائيلية، ١٩ عامًا كانت الأقسى، ولكن الله يصبرنا بطريقة مدهشة.

أن ترتبطي بأسير ليس بالأمر الهين، فعليك أن تتعلمي الانتظار جيدًا، والصبر أكثر، والأمل أكثر وأكثر، فلولاه لفقدنا عقولنا من لوعة الاشتياق والحزن على أعوامنا التي انقضت ببطئ السلحفاة. أنا آلاء فقها من قرية كفر اللبد قضاء مدينة طولكرم، اعتُقلت في عام 2018 لمدة شهرين ونصف الشهر، أما خطيبي الأسير المحرر عبد الرحمن رشدان من قرية عينبوس قضاء مدينة نابلس، فقضى حياته كلها في معتقلات الموت الإسرائيلية، ١٩ عامًا كانت الأقسى، ولكن الله يصبرنا بطريقة مدهشة.

شاءت الأقدار أن نرتبط، وافقت على الزواج وأنا سعيدة، ولكن ما نغّص فرحتي وجوده داخل الأسر. لم نلتقط صورًا عديدة لعقد قراننا، كان ناقصًا من دون وجوده، ولكننا أعلنا الفرح عندًا في السجان. لحظة اللقاء الأولى لا تضاهي أي فرحة أخرى، أول رؤية لنا كانت في زيارة له وهو داخل المعتقلات، وخخطنا ليوم الفرحة الكبرى يوم تحرره، ففي ١٣ يونيو من العام الجاري، كان اللقاء بدون قيود ولا حواجز، شعور الحرية لا يمكن وصفه خاصة بعد غياب 19 عامًا. يا الله على لحظة التقاء العين بالعين. أدمعت عيناي، كنت أود أن يقف العالم عند تلك اللحظة.

لأخبركم قليلًا عن فترة اعتقالي التي كانت شهرًا ونصف الشهر، ولكني تعلمت خلالها ما لا يمكنني تعلمه في حياتي كلها، التقيت الأسيرات، وعايشت الحياة معهم من منظور آخر. أسأل الله أن التقيهن جميعًا خارج أسوار السجن. عبد الرحمن فور خروجه أراد أن يمشي في بلدته ليرى التغييرات التي حصلت خلال غيابه، كان يتخيل بالأسر كيف صارت وكيف تغيرت؟ كان يشتاق للمشي دون قيود، وبدون أن ترافقه قوات النحشون. منذ أن تمت خطوبتنا جهزت أشياء عديدة، حاولت أن أشاركه كل التفاصيل، لكن بعض الأمور أنجزتها لوحدي بسبب ضيق الوقت واقتراب موعد الزفاف.

يبهرني اهتمامه بتفاصيلي، يحرص على التواجد في مناسباتي حتى وهو بعيد، في ذكرى ميلادي طلب من أهله الحضور بهدية منه، فسعدت للغاية. كل ما أتمناه أن نعيش حياتنا القادمة بسعادة وأمان، بعيدًا عن تنغيصات الاحتلال. ونسأل الله أن يكرم جميع أسرانا بالفرج العاجل، وبمثل هذه الفرحة قريبًا.