الأربعاء 17 مايو
رحمة ضياء؛ صحافية وكاتبة مصرية، تكتب في مجال البيئة، عمر عملها في الصحافة عشر سنوات. تخرجت في كلية الإعلام جامعة القاهرة في عام ٢٠١٢. حصدت عدة جوائز صحفية، أبرزها: جائزة هيكل للصحافة العربية، وجائزة الصحفي الواعد الدولية، وجائزة خيري شلبي للعمل الروائي الأول لعام ٢٠١٢، وجائزة النادي الدنماركي الإعلامي عن تحقيق أجريته عن مصانع الأسمنت، وجائزة من معهد جوتة في عام ٢٠١٩.
اختارتها مجلة نساء من مصر ضمن قائمة ٥٠ سيدة مُلهِمة لعام ٢٠١٩، وكُرِّمت في إطار حملة ٢١ سيدة مصرية مُؤثِّرة لعام ٢٠٢١. نُشرت لها مجموعةٌ قصصية "رقصة مع الرومي"، ومؤخرًا فازت روايتُها "النقشبندي" بجائزة خيري شلبي للعمل الروائي الأول عام ٢٠٢١.
تقول لبنفسج: "أحببت الكتابة منذ طفولتي، وما زلت محتفظة بالقصاصات الورقية التي كنت أخط عليها نصوصي، واخترت مجال الصحافة لأنه الأقرب لعالم الكتابة، في أول سنوات الجامعة تدربت في جريدة الدستور، وكان أول موضوع اكتبه عن امتحانات الثانوية العامة في مصر بالشراكة مع محمد توفيق مشجعي الأول والذي اعتبره الآن الأب الروحي لي".
في مجموعتها القصصية الأولى، والتي تعتبر نفسها وقتها لم تكن ناضجة في الكتابة بما يكفي، وكانت متعجلة لإصدار كتاب، جمعت في تلك المجموعة كل كتاباتها وأصدرتها للنور. واجهت صعوبات مهنية اعترضت طريقها تكمن في أن مهنة الصحفي ليس بها استقرار، وشروط القيد في نقابة الصحفيين مجحفة، بسبب ضرورة أن يكون الصحافي عاملًا بجريدة ورقية لكي يحصل على العضوية، وهذا إجحاف للصحفيين العاملين بالمواقع الإلكترونية.
لا تذكر رحمة الموقف الذي ضايقها للغاية حين تقدمت لعمل ما تقول: "في مرة نجحت مقابلة عمل، وقُبلت، وإذ بالمسؤولين عنه علموا بأنني حامل، فرفضوا توظيفي بسبب الحمل، وهذا كان مزعجًا بالنسبة لي، فالحامل من الصعب قبولها في بعض الأماكن، فاقتنعت بعدها العمل المستقل بعيدًا عن الوظائف الثابتة التي تأخذ أكثر مما تُعطي".
تكمل: "في العام ٢٠٢٠ تفرغت أكثر للكتابة، وأردت أن أصدر كتابًا جديدًا، فأخذ مني الكتاب عامًا ونصف العام من التحضير. اخترت شخصية سيد النقشبندي ليكون موضوع روايتي لسيرته الغنية وشخصيته الفريدة، وكوني أحب الابتهالات التي كان ينشدها، فأردت أن أتعرف أكثر عليه، قرأت في الصوفية، وبحثت في المراجع القديمة، كانت هناك عدة قراءات عنه، خفت أن أتوه في الكتابة ويتيه القارئ معي، تعمقت أكثر، وبحثت كثيرًا ليصبح لي نتاج أدبي عن المنشد الشهير".
الرواية التي عرفتنا على المنشد النقشبندي بصورة روائية، جسدت البطلة نصرة الأحداث، وهي لديها طفل تشعر دومًا بأنها لم تفعل شيئًا في حياتها. أرادت أن تبحث عن معنى لحياتها، فتقرر أن تبدأ في كتابة رواية عن النقشبندي. سافرت إلى طنطا حيث بلده، لكنها تصاب في حادث يغير لها حياتها. وتلتقي بالنقشبندي التي تدور بينها وبينه حوارات عديدة في إطار روائي.
مزجت رحمة بين الجانب التوثيقي لسيرته والجانب الخيالي، فتناولت رحلته الحياتية منذ الطفولة وحتى الوفاة، والتحديثات التي واجهته، وعلاقاته، وأفكاره، كما عرفتنا على الصوفية.
في اقتباس لها تقول رحمة في روايتها: "عَلاقتي بالكتابة علاقة معقدة.. أوقات تنهال عليَّ الكلمات حتى تغمرني وتفيض من حولي فأجدني أسكبها في كل شيء، دفاتر العمل، فواتير الكهرباء والسوبر ماركت، حتى المناديل الورقية لا أرحمها فاملؤها بكلماتي، وربما ألقيت بها بعدها في القمامة، المهم أن أُخرِج طنين الكلمات من رأسي، وأحيانًا أخرى تمر علي شهور أعجز عن كتابة سطر واحد؛ لذلك لم آخذ مسألة الكتابة على محمل الجد من قبل، ولكن حين نفدت من جعبتي الحيل، بقيت الكتابة ورقتي الأخيرة قبل إعلان الهزيمة".
وعن المواقف التي لا تنساها رحمة، تضيف: يوم احتفالية جائزة هيكل للصحافة التي حصدت فيها المركز الأول. فوجئت بأن زميلي الأول في عالم الصحافة وشريكي في البدايات أحمد الليثي فاز معي، سعدت بأن اجتهادنا أنا وهو توج بجائزة". لقد نالت رواية النقشبندي إعجاب النقاد، واستحسان كل من قرأها، وفي حفل توقيعها حضرت فرقة مولاي التي تنشد ابتهالات النقشبندي، وقدم المنشد الأساسي فيها ابتهال مولاي، سعدت بهذه اللفتة جدًا.
تنصح رحمة كل من لديه هدف أن يجتهد للوصول له ولا يقف عند حد معين، بل يستمر بتطوير نفسه، وتطمح أن تقدم أعمال أخرى جيدة مستقبلًا. تختم حديثها لبنفسج بأقرب ابتهال تحبه للنقشبندي: من لي سواك ومن سواك يرى قلبي ويسمعه".