الأربعاء 17 مايو
إجابات كثيرة يمكنها أن تدور في دماغنا عند هذا السؤال، ماذا سأفعل! هل سأهرع إلى الدنيا أم سأُرمم شيئًا من الآخرة؟ لا بُد أن نُدرك كل يوم وليلة ومع هذه الظروف التي واجهتنا ونواجهها، أنها دنيا زائلة لا تسوى عند الله جناح بعوضة، نحن هُنا زائرون فلا بُد أن نكون ضيوفًا كِرام محسنين لينين؛ أن نُعمّر الأرض ونترك طيب الأثر.
الذين رحلوا في سن مُبكر آلموا قلوبَنا وأفجعونا، بمجردِ معرفتنا فقط أنه موت مُفاجئ أو أنهم صغار في السن. وكأن عقل الانسان منا مُبرمج على أن الموت للكبار فقط، ولكنها فعلًا سُنة الله التي لا تبديل لها. فكل من رحل قبلنا أهدانا رسالة تقول: "لا تُطيلوا قوائم أُمنياتكم، واعملوا الصالحات بكثرة، فالحياة قصيرة والآخرة دارُ البقاء".
كيف سنترك الأرض وماذا سيُقال حين نغادرها؟ هل سيذكرنا قومنا بالرحمة أم سينتهي ذكرنا بالساعات الأولى للمغيب؟ لا بُد أن نُحسن الغراس حتى إذا ما تقدم العُمر ووَهن العظم وتراجعت قوتنا الجسدية أن يكون على الاقل مقابلها قوة فكرية. تعهد لنفسك كل صباح أن تُنجز عملًا صغيرًا طيبًا، مهما كان هذا العمل، تكفي خطوة طيبة صغيرة نحو الأفضل. فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير الناس مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ). فاللهمّ طيّب الأثر، وبارك في العمر، واجعله عيشًا لا يخالطه كدر، وفي الختام جنة المستقر.