"شو ألبس لما اروح استقبله طب شو أجبله هدية.. ست سنوات معتقل بدي أجيب هدايا لكل السنوات هدولا".  أنا سارة حمارشة خطيبة الأسير المحرر ياسين حمارشة، أذكر تاريخ اعتقاله جيدًا ففي 28 أكتوبر من العام 2017 اُعتقل وظل معتقلًا حتى الثامن من نيسان 2023، يا إلهي حين حان اللقاء رجف القلب وأدمعت العينان، وبقيت واقفة أنتظر أن أركض نحوه لأعوض سنواتي التي نغص عليها الفراق. 

نعم سيزول اللوح الزجاجي اللعين ونلتقي وجهًا لوجه عن قرب، سنتحدث بكل ما نريد بعيدًا عن غرفة الزيارة في السجن لن يفصلنا الهاتف الصغير، سأسمع صوته عن قرب. لقد حاول ياسين طوال سنوات اعتقال أن يدعمني نفسيًا ويخفف عني وطأة القلق والانتظار. 

ياسين الحنون كما أحب أن أنعته كان في كل زيارة يسأل عن كل شيء يخصني لا ينسى أي شيء، كنت أنتظر بفارغ الصبر أن ينال حريته لنستطع أن نفعل كل ما مُنعنا من فعله، سنأكل المشاوي سويًا في ليلة صيفية تحت نور القمر، سنحكي عن ليالي البعاد والفرقة، وسنبني آمالنا للمستقبل. نسعى أن نتزوج في أقرب وقت ممكن ونزيل البعاد الثاني وهو وجودي في الأردن.

أول ما فعلناه حين خرج من السجن قمنا بتحضير حفلة صغيرة لنحتفل بخطبتنا التي تأخر الاحتفال بها لسنوات، وضع في يدي خاتمه وأنا كذلك.  وعبر لي عن عدم تصديقه أنه حرًا خارج أسوار السجن، يرى الشمس والسماء عن قرب.