الأربعاء 05 يوليو
وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}.. كأي فتاة صغيرة كان يصيبني الفتور في مرات، فكنت أصبر نفسي أني سأكون من حافظات كتاب الله ولا فخر أعظم من هذا، فأعود لحماسي وهمتي الدائمة، حين بدأت الطريق بدأتها في الصف الأول الثانوي بحفظ سورة البقرة كان حفظها عبارة عن تحدي في المدرسة وفزت به، ولم أفكر أن أكمل حفظ القرآن وقتها، ولكن في السنة الأولى من الجامعة شاء الله أن أصبح من المدوامين على حفظ كتاب الله.
أنا ضحى عبدالله أبلغ من العمر 23 عامًا، أدرس الإعلام في جامعة النجاح الوطنية، في السنة الأولى ألتحقت بملتقى القرآن الكريم بالجامعة، وبفضل الله كانت رحلة يسيرة أتممت خلالها الهدف الذي نويته منذ تسجيلي بالملتقى.
كان يومي الجامعي لا يخلو من حفظ آيات من كتاب الله، كنت أحرص حرصًا تامًا على أن يمر اليوم إلا وأنا منجزة ولو شيء يسير، في أوقات الانتظار افتح مصحفي، بين المحاضرات، في المواصلات، بأي مكان كان لا يهم، يكفيني أن يكون مصحفي برفقتي. كنت أهمل في دراستي أحيانًا وأفضل تخصيص الوقت لحفظ كتاب الله. كنت أجد في الوقت بركة وفي الدراسة توفيق على الرغم من عدم اهتمامي بها.
لا شك أن المرء يحتاج في كل خطوة في حياته من يضعه على بداية السلم وليصعد هو الباقي بمجهوده، لقد كان ملتقى القرآن الكريم نقطة ضوء في حياتي لأكمل حفظ كتاب الله، ابدأ الحفظ مع المشرفة ثم أخضع للجنة لتسميع ما حفظت وليعطونني الدرجة النهائية.
أما عن عدد ساعات الحفظ لم أكن اهتم بحسابها، وبالأصل كل فترة تختلف عن الأخرى، فترات الانشغال تختلف عن فترات الامتحانات مثلًا، وفي أيام أخرى يصيبني الفتور قليلًا ولكن سرعان ما أشحذ همتي. آيات القرآن الكريم كلها أحبها بلا استثناء، آية "وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ" تواسيني في أيامي الصعبة. وأحب سورة القصص للغاية.
خلال رحلتي الطويلة مع كتاب الله كانت أمي الجندي الخفي الذي يدفعني للأمام، تُسمع لي قبل أن أخوض الامتحان النهائي، تهتم بأن ترفع معنوياتي وتهيأ لي الأجواء للحفظ، والشكر موصول لمشرفاتي اللواتي كن معي خطوة بخطوة. نهاية، أطمح أن يثبت القرآن الكريم في قلبي بالفهم والتفسير وتثبيت المتشابهات أكثر، وأأمل أن أختم كتاب الله ختمات أخرى فلن أتوقف عند ختمة واحدة. وأدعو كل من يود خوض هذا الطريق أن يبدأ وسيعنيه الله ويطرح في وقته البركة.