الأربعاء 05 يوليو
"ملابس العيد، إكسسوار، شنطة صغيرة".. هذه كانت ذخيرتي الجميلة لأيام العيد الهانئة التي أنتظرها بفارغ الصبر كل عام، حماسي للعيد لم يكن عاديًا أبدًا، أنتظر صلاة العيد لأركض نحو الساحات، وأكبر مع أصوات التكبيرات، يغمرني الحنين لكل هذه المشاعر النقية التي تتراجع بمرور الزمن وضغوطات الحياة.
أنا زينب الأغا، أعود معكم بذاكرتي لأعوام عديدة، والذكرى التي تتوارد لذهني فور سؤالي "هل تذكرين موقف طفولي حدث في عيد ما؟ فأرد بابتسامة: نعم نعم، أذكر جيدًا حين ذهبت للتنزه مع عائلتي وأقاربي وسقطت من على الأرجوحة، فقضيت ذلك اليوم في المشفى، ومن يومها أعاني الخوف من مدن الألعاب.
كبرت نعم، وما زلت أذكر العديد من ذكريات الطفلة زينب، التي كانت العيدية بمثابة ثروة كبيرة لها، ورؤية الأضحية من أجمل اللحظات، والانطلاق نحو المرح مع أبناء الجيران كنز كبير. يكتمل جمال العيد بالحلويات والشوكولاتة، ولكن بالنسبة لي لا يكتمل إلا بالفسيخ والسماقية، فلا شيء يعلو فوق حبهما، حيث اعتادت والدتي على تجهيزهما ليلة العيد، وفي عيد الأضحى جرت العادة أن نتناول في الصباح طبق الكبدة واللحمة المقلية، أما وجبة الغذاء عبارة عن الفتة الغزاوية باللحم.
الآن تغيرت الطقوس قليلًا ولكن ثوابت العيد باقية، اختلف الأمر من جهة أنني أصبحت ربة منزل ومسؤولة عن تجهيز نفسي وبيتي أيضًا للعيد، فأجد أن حماسي للعيد يقل تدريجيًا كلما تقدمت في العمر. أحن لكل المشاعر الجميلة التي كانت تملأ قلبي في طفولتي، للعيدية من أبي وأشقائي، ولحماسي الذي لا يتوقف ليلة العيد، وكل عام وأنتم بخير.