الأربعاء 05 يوليو
لا تزال بهجة العيد حاضرة في كل عام نعيشه، تتجدد البهجة وتأنس الروح حبًا لأفضل أيام الله. كبُرنا وكبرت معنا أماني كثيرة، فقد كان أكبرها شراء ملابس العيد وانتظار الليل الطويل حتى يتبين الفجر وتكبيراته وابتهالاته. أنا فاتن الحميدي، حين أعود بذاكرتي للعيد قبل عشرين عامًا أو أقل، أول ما يخطر على بالي هو ابنة خالتي التي كانت دائمًا برفقتي في العيد، فقد كنا نقضي ساعات النهار على "المراجيح" والبقالات الصغيرة، حتى يرهقنا التعب.
ومع مرور الوقت ازدادت المسؤولية وأصبحنا نعايش الأطفال حولنا ونرى أنفسنا فيهم، نعم لقد كبرت حقًا.. لكني لم أكبر على اللعب مع الأضحية أو انتظار العيدية على استحياء. كبرنا وعرفنا مكيدة "هات العيدية أخبيها"، وحين بلغت ال 26، انتقلت من "هات العيدية أخبيها"، إلى الجملة نفسها مع حذف الكلمة الأخيرة.
أما عن أطباقنا الشهية; ففي عيد الفطر يتربع الفسيخ على المائدة، تليه الشوكولاتة والحلويات والعصائر، أما عيد الأضحى فجُل الوقت يمضي في تجهيز الأضحية وذبحها في "حاكورة" المنزل، إلى أن ننتهي بعد عصر اليوم الأول منها، ثم نأخذ قسطاً من الراحة. وبالرغم من ضجيج العيد و"لخمته" كما يقولون إلا أن التجمعات العائلية فيه تزيده بهجة، ومهما ازدادت أعمارنا يبقى الشوق إلى العيد يتجدد ككل عام وبنفس اللهفة الأولى، حيث حب الله والأُنس بأحب أيامه.