السبت 22 يوليو
أنا مش مصدق حلم الليالي الغالي خلاص اتحقق".. كنت أثق تمام الثقة بالله عزوجل بأنني سأنال ما أريد 99.6 كان الهدف بالنسبة وها أنا نلته بجدارة، لم أستوعب عند نطقي للمعدل، نظرت في وجوه عائلتي واحدًا واحدًا أطبع اللحظة في عقلي جيدًا، لتكون زادًا لي في مستقبلي، كلما يأست ظهرت وجوههم أمام عيني لتقول لي: هيا يا علا انجحي تفوقي أكثر.
أنا علا أبو تيلخ من غزة حاصلة على معدل 99.6، لم يكن الأمر سهلًا أبدًا، كان لزامًا عليَّ أن أكون بقدر المسؤولية التي وقعت على عاتقي، فالعائلة تنتظر تفوق باهر. منذ بداية العام وضعت نصب عيناي التفوق، كنت حريصة على تنظيم وقتي الدراسي، كنت أعود من مدرستي احسب بالدقائق وقت الاستراحة ثم أركض نحو غرفتي للدراسة، ابدأ بالمواد العلمية واترك الأدبية للنهاية، أوازن جيدًا بين المواد فلا أهمل مادة على حساب الأخرى، ولم أكن أهتم لعدد الساعات بقدر الإنجاز في نهاية اليوم.
لا شك أنني كنت على خلاف مع بعض المواد لكنني تجاوزتها وتفوقت بها، عقدت اتفاقية الصلح بيني وبين مادة اللغة الإنجليزية والعربية، ومنحتهما اهتمام أكثر، فقد كانت المواد العلمية الأقرب لقلبي من المواد الأدبية. أجزم أنني نجحت في الجدول الذي وضعته أمامي، نفذته بحذافيره، وهنا أنوه إلى أن تنظيم الوقت هو السر في التفوق.
حقيقة أنا من أولئك الذين يقدسون العائلة واللمات العائلية، فأنتظر اجتماعنا في الليالي المنعشة لأشاكس أشقائي، وأدعو الله أن يديم علينا نعمة جلسات العائلة، في الثانوية العامة كانوا يتجمعون بدوني، وهذا أثر فيَّ للغاية، بينما كنت أدرس أفكر يا تُرى ماذا يفعلون! هل يفتقدوني! سرعان ما أعود لما بين يدي وأخبر نفسي بأنها: "هانت".
"محظوظ من تدعمه عائلته".. لم تكن عائلتي تسألني عن إنجازي الدراسي بقدر سؤالهم عن حالتي النفسية، فكنت أنا أولًا وصحتي النفسية، بغض النظر عن الإنجاز والتفوق، يكفي أن أكون بخير أمامهم فهذا بحد ذاته رضا بالنسبة لهم. كنت أؤمن دائمًا أن "تعويضات الله مذهلة وتستحق الانتظار".. وها أنا أنال ما أريد بفضله. لم أحدد بعد أي تخصص سأدرس، مترددة ما بين الطب وتخصص الفيزياء، سأفكر وأرى المناسب وأحقق الأحلام التي أود.