الإثنين 24 يوليو
"عمري ١٨ سنة واسمي على اسم خالي الأسيــ.ـر وإذا كان عندي أمنية في الحياة فأمنيتي إني أشوف خالي وألتقي به". أنا إسلام وشاحي من قرية مثلث الشهداء قضاء جنين ولست أنا صاحبة القصة فصاحبها الأسيــ.ـر إسلام وشاحي المحكوم بالسجن ٣١ عامًا.
في العام ٢٠٠٢ تم اعتقال الأسيــ.ـر إسلام وشاحي وحكم عليه بالسجن حينها ١٩ عامًا، وكان من المفترض أن تنتهي محكوميته عام ٢٠٢١ ولكنه حمل على عاتقه الدفاع عن كرامة زملائه الأســ.ـرى.
ففي عام ٢٠٢١ تم قمع أســ.ـرى سجن النقب بوحشية والمساس بكرامتهم، مما دفعه للانتفاض لإخوانه فطعــ.ـن سجان صهيـ.ـوني وأصابه بجراح وفور العملية تم الاعتـ.ـداء عليه بوحــ.ـشية ونقله للعزل لمدة عامين. عانى خالي في العزل من الضرب والتنكيل ومنع الزيارة طوال تلك الفترة، وتم الحكم عليه عام ٢٠٢٣ ب ١٢ عامًا إضافيات مما يجعل مجموع حكمه 31 سنة.
منذ الصغر كنت أنا إسلام ابنة أخت هذا الأسيــ.ـر البطل أتحولق مع أطفال العائلة حول جدتي وأمي أو إحدى خالاتي، لأستمع لأحاديثهم عن خالي بكل شغف وأشعر بالحبور أن اسمي على اسمه. لطالما كنت أتلهف للمكالمة التي أتكلم فيها مع خالي رغم انعدام الأحاديث، ولكن كان شيء عظيم بالنسبة لي أن أستمع لصوت هذا البطل.
كنت دائمًا أكتب له بأناملي الصغيرة رسائل وردية محاولة أن أضيء ظلمة السجن عليه، وكبرت على هذا المنوال، وكبر حب خالي بداخلي وأمنيتي أن ألتقيه يومًا. فترة العزل التي مر بها خالي كانت عصيبة على العائلة كثيرا حيث انقطعت أخبار خالي وصوته وسبل التواصل معه لذلك كنت أبذل كل جهدي، كل اثنين حتى أتحدث معه عبر الإذاعة وأخبره بآخر الأخبار وكم نحن جميعًا باشتياق له. في كل اجتماع عائلي لا بد لجدتي أن تذكره وتتمناه معنا، ولم تأتي سيرته يومًا إلا بالخير ويجمع الجميع على طيبة قلبه وعزة نفسه وإبائها .
كانت نكسة كبيرة لكل من يحبه بعد تجديد حكم آخر له، فلطالما حلمت جدتي وخالاتي وأمي وكل العائلة باحتضانه في ربوع الحرية دون قيد أو سجـ.ـون أو زجاج عازل، وإلى حينها نقول سيطيب كل شيء وتعود الحياة لصورتها الأصلي ولن يخذلك الله يا خالي فالرحمن لا يخذل عباده واعلم أن الأسـ.ـر ابتلاء لا يستطيع رفعه عن الأسيــ.ـر إلا رب العباد.