لم تكن فلسطين بالنسبة لنا مجرد جغرافيا وتاريخ ووطن نعيش فيه، بل علاقتنا أكبر من ذلك بكثير، هي رفيق أبدي لا فكاك منه نشكو له الأوجاع، نعيش معه لحظات السعادة، نحن نحب البلاد حب لم يعهده أحد، في كل محفل نتغنى بالبلاد، نقسم أننا سنظل فيها لأخر نفس فينا، نحاول بكل الطرق أن نضع القضية الفلسطينية في المشهد الدولي، فها هي أفلامنا الوثائقية تجوب العالم لتروي الحكاية معنا، لتصف مأساة الفلسطيني على الحواجز، والاضطهاد الذي يتعرض له، تصف مشاهد النكبة بآلامها، وماذا يعني القتل الممنهج لإزالة الفلسطيني من الوجود. نعرض هنا 4 أفلام وثائقية تحكي فلسطين.
فيلم الهدية
تدور أحداث الفيلم الذي أخرجته فرح نابلسي، حول حياة الفلسطيني على الحواجز الإسرائيلية التي تضطهد الفلسطينيين وتحرمهم من التحرك بأريحية داخل وطنهم؛ فهذه حكاية بطل الفيلم يوسف الذي ينوي شراء هدية لزوجته من بيتونيا، فيضطر المرور على الحواجز الإسرائيلية برفقة ابنته ياسمين.
يخوض الأب الفلسطيني وابنته عذابات الحواجز والتفتيش والانتظار الطويل، ويمكن خلال رحلتك المليئة بالأحداث أن يباغتك جنود الاحتلال موجهين السلاح نحو رأسك؛ فتسقط صريعًا على الفور، عند خروجك عبر الحواجز تحمل روحك على كفك.
تدور أحداث الفيلم الذي أخرجته فرح نابلسي، حول حياة الفلسطيني على الحواجز الإسرائيلية التي تضطهد الفلسطينيين وتحرمهم من التحرك بأريحية داخل وطنهم؛ فهذه حكاية بطل الفيلم يوسف الذي ينوي شراء هدية لزوجته من بيتونيا، فيضطر المرور على الحواجز الإسرائيلية برفقة ابنته ياسمين.
يخوض الأب الفلسطيني وابنته عذابات الحواجز والتفتيش والانتظار الطويل، ويمكن خلال رحلتك المليئة بالأحداث أن يباغتك جنود الاحتلال موجهين السلاح نحو رأسك؛ فتسقط صريعًا على الفور، عند خروجك عبر الحواجز تحمل روحك على كفك؛ ففي أي لحظة قد تنقلب رحلتك للتسوق إلى مأساة.
اقرأ أيضًا: مآذن القدس.. عمارة تفوح بعبق التاريخ الإسلامي
يعود يوسف وابنته بعد شراء الهدية لزوجته نور التي جاء بها في عيد زواجهم، جلب لها ثلاجة وبعض حاجيات المنزل، وفي أثناء المرور على الحاجز تحامل يوسف على آلام ظهره واستمر بالطريق، فبعدما رفض صاحب العربة التي تحمل الثلاجة الولوج نحو الحاجز، سحب يوسف الثلاجة واضعًا فيها أغراضه حتى وصل لنقطة قريبة، فرفض الجيش إدخال الثلاجة، فصارت المشادة بينه وبين الجيش، وإذ بياسمين تدفعها نحو الأمام لتتجاوز البوابة.
اصطياد الأشباح
في الفيلم الوثائقي "اصطياد الأشباح" صورة مختلفة عن الأفلام الوثائقية، فقد أصرّ المخرج على بناء سجن يشبه مركز تحقيق المسكوبية الذي اعتقل فيه هو، ليكون عمله متكامل الأركان، ويصبح البناء الجديد موقعهم الثابت طوال أحداث الفيلم، ولربما يبدو الإعلان الذي بدأ به الفيلم غريبًا نوعًا ما "نود أسرى محررين لتمثيل تجربتهم في السجن".. لا يقبل البعض أن يعيشوا مشاعر القهر والاضطهاد من جديد حتى ولو بصورة تمثيلية. ولكن يوجد من توافد قادمًا لخوض تجربة تمثيلية يحاكي فيها حياة المعتقل والتحقيقات القاسية، فما بين السجان والأسير تتمحور الفكرة.
إن اصطياد الأشباح من إخراج المخرج الفلسطيني رائد أندوني، وتدور أحداثه في مركز تحقيق المسكوبية، ليبين حجم الأسى الذي يتعرض له الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ولأن أفضل من يمثل التجربة هو من خاضها استعان المخرج بأسرى سابقين لينجح في إيصال الصورة للمشاهد، كون خير من يوصل الإحساس بحذافيره هو من عاش في مراكز التحقيق الإسرائيلية، لم يكن الأسرى محترفين في التمثيل، ولكن صدق الحالة جعل تجربتهم التمثيلية ناجحة.
اقرأ أيضًا: في التاريخ والهوية والقضية... 5 روايات تحكي فلسطين
المخرج أنطون ترك للأسرى المحررين المشاركين في الفيلم حرية الانسحاب منه في أي وقت كان، وجلب لهم طبيبًا نفسيًا يقدم لهم النصائح خوفًا عليهم من الانتكاس النفسي أثناء استرجاع مشاهد التعذيب الذين تعرضوا لها. وقد انسحب أسير محرر بعد بدء تصوير الفيلم، وتعرض آخر للاعتقال من جديد. تجدر الإشارة إلى أن اصطياد الأشباح حاز على أفضل فيلم وثائقي في مهرجان برلين السينمائي في العام 2019.
لاجئ منذ الميلاد
إنها لمفارقة حزينة أن تولد على أرضك ولا تستطيع رؤية الطرف المقابل لذات الأرض، لأنك ببساطة لاجئ قبل الميلاد. هذا الفيلم يروي حكاية الطفل تامر الذي يحلم أن يرى البحر الواقع خلف جدار الفصل العنصري، تامر البالغ من العمر 11 عامًا يقيم في مخيم الدهيشة، يخبر والده بإنه يود رؤية البحر عن قرب، فيحاول الأب تحقيق حلم ابنه الذي من المفترض أن يزور بحر البلاد دون تصاريح أو تنغيص، لكن الاحتلال القائم نغص أماني الأطفال البسيطة.
في مشهد مؤلم بفيلم لاجئ قبل الميلاد، يقف تامر وصديقه خلف الجدار، ويرسمون خريطة فلسطين ويبدؤون بتفنيد المدن الواقعة خلف الجدار والممنوعين من دخولها. تتوالي الأحداث حتى يحقق حلم تامر برؤية البحر والسباحة فيه.
فيلم فرحة
يجسد فرحة أحداث النكبة الفلسطينية عام 1948، ليكون مرجعية جيدة لمن يود تخيل المشهد العام وقت النكبة؛ وتنكيل العصابات الصهيونية بالفلسطينيين. كانت المشاهد في فرحة قاسية مبكية تدلل على قلة حيلة الفلسطيني الذي يتعرض للتطهير العرقي. في بداية الفيلم وقفت فرحة في عرس صديقتها والنساء من حولها يغنين الأغاني التراثية، ويرتدين الثوب الفلسطيني، ثم يناديها والدها ليعطيها ورقة قبولها بالمدرسة، ولكن حماسها لالتقاط الورقة لم يبق، فداهمت المكان عصابات اليهود وأصوات القذائف تتعالي، وأهل البلدة يركضون للهروب من الموت المحقق.
اقرأ أيضًا: أهازيج تراثية.. أصل الأهزوجة وحكايتها
لم تقبل فرحة التحرك دون والدها الفدائي فيحبسها في قبو المنزل بغية الحفاظ على حياتها، وهي تنادي عليه "بابا خذني معك". فلم يكن من الأب إلا تحكيم عقله وإلا سيودي بحياة ابنته نحو الهاوية. بقيت فرحة في القبو تشعر بالاختناق، توقد القنديل، وتحاول الصبر على العطش والجوع، وإذ فجأة يظهر الجار أبو محمد وزوجته الحامل التي أصابها آلام المخاض، فلم يكن لديه خيار إلا الاحتماء وزوجته بمنزل أبو فرحة ليولد زوجته في مشهد مؤثر، وكل هذا وسط مراقبة فرحة للمشهد، وإذ بالعصابات الصهيونية تداهم البيت وتقتل الرجل وزوجته وترمي المولود في العراء.