بنفسج

قرية قالونيا: الأهل والسيرة والرواية

الأحد 06 اغسطس

لم ينسها أهلها منذ أن غادروها مجبرين بعد النكبة، فكيف تُنسى أشجار الصنوبر على مداخل القرية، وعيون الماء المتناثرة في أرجائها، واسمها الذين ينطقوه باللكنة المقدسية، رحل الأناس الأصليون، وظل التاريخ يتغنى بأهل قرية قولونيا وبمعالم القرية وموقعها الاستيراتيجي، حتى جاءت النكبة حين هاجمت القوات الصهيونية القرية؛ فدمرتها وسرقتها بالكامل، وبنت عليها مستوطنة في محاولة لطمس التاريخ، وهل طمس؟ منذ ذاك اليوم وحتى هذا يعلم الفلسطينيون جيدًا من صاحب الأرض بالحجة والدليل، وبأسماء العائلات التي كانت تقطن هناك. هنا نتعرف على قرية قولونيا بالقدس.

قرية قالونيا: السيرة والتاريخ

يوجد فيها العديد من عيون الماء وهذا منحها قيمة أكبر، ما يقارب 12 عين ماء منها عين الليمونة، عين الشامية، عين العصافير، عين البيارة، وعين الجوز. وإن أهم ما يميز قرية قولونيا إلى جانب عيون الماء والمكان الخلاب هو الموقع الجغرافي الحيوي، كونها تقع ما بين القدس ويافا، وهذا جعلها نقطة التقاء وتواصل، فوقعت عيني المناضلين عليها لتصبح مركزًا لتجمعاتهم، وأبرز من اتخذها كنقطة لقاء عبد القادر الحسيني.


تقع قرية قالونيا إلى الشمال الغربي من القدس وعلى بعد ستة كيلومترات منها، وهي على سفح تل، وترتفع عن سطح البحر مقدار 650 مترًا. لربما يكون اسمها غريبًا بالنسبة لك قولونيا وتأخذ وقتًا في تفكيكه، لكن هي أصلها لاتيني "كولونيا" ومعناها هو مستعمرة.

تبلغ مساحة أراضي القرية الجبلية التي تغمرها الأشجار 4844 دونمًا. قولونيا لم تكن وحيدة في أراضيها، بل امتدت بجانبها أراضي قرية بيت لفتا، ودير ياسين، والقسطل، وعين كارم، وغيرها العديد من أراضي القرى. من الشمال تحيطها "خربة بيت مزة" التي تُعرف بآثارها، ومن الجانب الآخر "خربة بيت طلمة".


اقرأ أيضًا: الأماكن الأثرية في فلسطين: شهادة على أحقية الأرض


يوجد فيها العديد من عيون الماء وهذا منحها قيمة أكبر، ما يقارب 12 عين ماء منها عين الليمونة، عين الشامية، عين العصافير، عين البيارة، وعين الجوز. وإن أهم ما يميز قرية قولونيا إلى جانب عيون الماء والمكان الخلاب هو الموقع الجغرافي الحيوي، كونها تقع ما بين القدس ويافا، وهذا جعلها نقطة التقاء وتواصل، فوقعت عيني المناضلين عليها لتصبح مركزًا لتجمعاتهم، وأبرز من اتخذها كنقطة لقاء عبد القادر الحسيني، إضافة إلى القوات العسكرية اللاحقة التي اعتبرتها مكانًا استراتيجيًا.

ويشار إلى أن الجيش الروماني عسكر فيها، عندما حوصرت القدس على يد طيطس. ولم تكن قرية قولونيا تدفع ضرائب كباقي القرى، بل أنها صُنفت منطقة حرة لا يُدفع بها. إن المساحات الشاسعة في قالونيا مليئة بأنواع عدة من الأشجار كالحمضيات وغيرها، وتقسم أراضيها إلى أربعة أقسام هي الجنائن، الكروم، جدر البلد، الموارس.

احتلال قرية قالونيا

قرية قالونيا1.webp
فعالية من أهالي قولونيا في ذكرى احتلال القرية 

بمجرد ذكر قولونيا بين القرى المجاورة يُذكر أنها معروفة بزراعة اللوزيات، وكروم العنب، وأشجار الرمان الذي تزين القرية، وساعدت عيون الماء الكثيرة في القرية على ازدهار الزراعة. كان في القرية مدرسة واحدة، في بيت السيد إسماعيل خليل، ثم تبرع أحد من عائلة الغليظ بقطعة أرض لبناء مدرسة عليها لتصبح مرجعًا لأبناء القرية، وبذلك تكون المدرسة الرسمية لديهم، وكان أيضًا يوجد مكان لتحفيظ القرآن.

لم تسلم قرية قالونيا من إجرام القوات الصهيونية التي داهمت القرية ومسحتها في غضون وقت قصير في 11 نيسان/أبريل عام 1948 هاجمت قوات البلماح القرية، ودمرت المنازل، واستشهد العديد، وتسبب في لجوء أهالي القرية لأماكن أخرى، وبهذا وقعت القرية الجبلية بيد الاحتلال. بعد احتلالها وسنوات من التهجير، لم تبق قرية قولونيا على حالها، هُودت منازلها بالكامل ولكن بقي جزء في الجهة الجنوبية الغربية، لا يقطنه ساكنيه الأصليين بل تحول لعائلات يهودية.


اقرأ أيضًا: إرث عباسي في الرملة: ماذا تعرف عن بركة العنزية؟


ومن المعالم الشاهدة على أحقية الأرض للفلسطينيين هي كنيس بُني عام 1871، إضافة إلى عيون المياه الذي يحاول الاحتلال إتلافها، تحولت قرية قولونيا إلى مستوطنات لليهود؛ فأقيمت على قمة الجبل مستوطنة "موتسا"، وفي الجهة المقابلة مستوطنة "مفسيرت تسيون".