تعتبر التغذية في مرحلة الطفولة المبكرة والمراهقة مصيرية لحياة الشخص في المستقبل، وتحدد خياراته منذ الصغر، وما تعوّد عليه من أنماط الطعام، مصير صحته عند البلوغ وفي سن الكهولة والشيخوخة؛ لذلك وجب على الأشخاص المسؤولين عن تغذية الأطفال والمراهقين الانتباه والحرص على تقديم أفضل نوعية من الطعام؛ تجنبًا للمشاكل الصحية في الصغر من السمنة، سوء التغذية، أو الأمراض التي تسببها قلة المناعة، وكذلك تجنبًا للمشاكل الصحية التي تظهر في الكبر تبعًا للعادات الصحية المغروسة منذ الصغر مثل: الضغط، السكري النوع الثاني، أمراض القلب وغيرها الكثير.
في مقال اليوم سنتحدث عن أهمية وجبة الإفطار المقدمة للأطفال قبل الخروج إلى المدرسة، وعن نوعية الإفطار المفضل تقديمها خلال وقت المدرسة، ودور الأهل والمدرسة في غرس مبادئ التغذية السليمة لدى أطفالنا.
وجبة الإفطار وأهميتها
قد أجريت دراسة على أطفال الروضة والمرحلة الابتدائية في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2005، كان الهدف منها دراسة تأثير وجود وجبة الإفطار قبل المدرسة على تحسن الأداء الفكري والبدني للطلاب من عدم وجوده، إضافة إلى دراسة نوعية الفطور المقدم، ما إذا كان لها تأثير أم لا، فتقسيم الأطفال إلى ثلاث مجموعات: المجموعة الأولى أطفال بدون وجبة إفطار، والمجموعة الثانية أطفال مع وجبة إفطار مكون من حبوب الصباح، والمجموعة الثالثة وجود إفطار مكون من الشوفان. كانت الوجبتان المقدمتان للأطفال متشابهتين بالطاقة، ولكن مختلفتان في العناصر الغذائية الرئيسة.
يؤثر الإفطار في المدارس كثيرًا على تركيز الطفل خلال الدوام الدراسي، وأيضًا على المساعدة في نموه العقلي والجسدي، إذا أحسنت الأم اختيار الأصناف المقدمة للطفل والعكس صحيح، فقد أجريت دراسة على أطفال الروضة والمرحلة الابتدائية في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2005، كان الهدف منها دراسة تأثير وجود وجبة الإفطار قبل المدرسة على تحسن الأداء الفكري والبدني للطلاب من عدم وجوده، إضافة إلى دراسة نوعية الفطور المقدم، ما إذا كان لها تأثير أم لا، فتقسيم الأطفال إلى ثلاث مجموعات: المجموعة الأولى أطفال بدون وجبة إفطار، والمجموعة الثانية أطفال مع وجبة إفطار مكون من حبوب الصباح، والمجموعة الثالثة وجود إفطار مكون من الشوفان.
كانت الوجبتان المقدمتان للأطفال متشابهتين بالطاقة، ولكن مختلفتان في العناصر الغذائية الرئيسة، بحيث يختلف الشوفان عن حبوب الصباح في احتوائه على كربوهيدرات معقدة، وألياف، بروتين، ومعادن تساعد على الهضم وعمليات الأيض. كانت نتائج الدراسة كما يلي: الأطفال بعمر 9 - 11 سنة، حفز وجود الإفطار لديهم الأداء الفكري وخاصة المهمات التي تحتاج أداء فكري بصري مركب. وكان مجرد وجود الإفطار، بغض النظر عن نوعيته، مؤثرًا على ذاكرة الأولاد والبنات معًا، بعيدة المدى، أما تغير نوعية الإفطار فقد أثر على الذاكرة قصيرة المدى بشكل إيجابي عند للبنات.
اقرأ أيضًا: الخبز الأسمر والأبيض.. من الرابح الأكبر؟
وقد كان وجود وجبة الإفطار لدى الأطفال من عمر الروضة لعمر 9 سنوات، مع الاهتمام بالنوعية المقدمة، مؤثرًا إيجابيًا على الأداء الفكري والبدني لديهم. وتختلف الدراسات حول أهمية وجود وجبة الإفطار من عدمه تبعًا لنوعية الإفطار المقدم للأطفال، على سبيل المثال، أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين تناولوا وجبات إفطار عالية الطاقة مقارنة بإفطار منخفض بالطاقة، أظهروا تحسنًا في الإبداع والتحمل البدني وفي الذاكرة قصيرة المدى، إضافة إلى ذلك فقد تبين أن وجبة الإفطار قليلة الدسم، عالية الكربوهيدرات المعقدة، تؤدي إلى تقليل التعب الشخصي مقارنة بالإفطار معتدل الكربوهيدرات غني بالدهون.
وكانت أفضل النتائج للإفطار الغني بالدهون الجيدة والألياف والكربوهيدرات المعقدة، بحيث ارتبطت هذه النوعية من الإفطار بتعزيز اليقظة الذاتية وتحسين الأداء المعرفي؛ بسبب تأثيرها على مستويات السكر بالدم. كما أن سلبيات عدم وجود وجبة إفطار قبل المدرسة تتمثل: تأخر الطفل في حل المشاكل. ذاكرة قصيرة المدى وتشتت وعدم تركيز. طاقة منخفضة خلال اليوم.
كيف تشجع طفلك على الإفطار من خلال المدرسة؟
يساعد الاهتمام بالتغذية السليمة وتنوعها في المدرسة الأطفال الانتقائيين في التعود على أصناف جديدة من الطعام، ويكمن دور المدرسة في تنشئة جيل صحي، وغرس القيم والعادات الصحية، واستغلال رغبة الأطفال في تقليد بعضهم البعض في الصغر بتقديم الطعام الجيد لهم وذلك عن طريق ما يلي:
| الإفطار الجماعي المنوع بالخيارات الصحية: فذلك يسمح للطفل بتجربة أنواع جديدة من الطعام مع أقرانه.
| تحضير أطباق صحية: من خلال فعالية الطبق الصحي، مع شرح طريقة تركيب الطبق وأهمية جميع العناصر الغذائية الموجودة به، بحيث يقسم الطبق الصحي إلى كربوهيدرات معقدة، بروتين، خضار، حصة فاكهة، وحصة ألبان.
اقرأ أيضًا: اقطعي الأبيضين: لحياة أكثر صحة لك ولعائلتك
| نشاطات لا منهجية: يشارك فيها الطالب في الشرح عن الطعام الصحي، واختيار أنواع من الطعام الجيد والضار للصحة لشرحها.
| توفير خيارات صحية في بقالة المدرسة لبيعها للطلاب: وحبذا لو كانت فقط للطعام الصحي، بدلًا من الخيارات السيئة المعروضة في بقالات المدراس من ساندويشات مليئة بالسعرات الحرارية والدهون الضارة والحلويات والعصائر الصناعية، وعوضًا عن ذلك تقديم وجبات صحية من ألبان وأجبان وخضار، وفاكهة مقطعة بأشكال جميلة، إلى جانب العصائر الطبيعية وغيرها الكثير.
أفكار للأمهات لإفطار صحي
ولا شك أن دور الأم يأتي مساويًا بالأهمية لدور المدرسة، وذلك بتحضيرها لعلبة الطعام المرفقة في الحقيبة للطفل، بحيث تتكون من ساندويشات صحية بعيدًا عن سندويشات الشوكولاتة والمرتديلا والنقانق، وإنما تختار وتخير الطفل بين وضع ساندويشات الألبان أو الأجبان أو الزيت والزعتر أو الحمص أو الأفوكادو أو زبدة الفستق العضوية بكميات مقبولة، ثم يرفق بجانبه الخضار المنوعة من الخيار، البندورة، الفلفل الملون، الجزر، وغيرها الكثير من الأنواع بحسب رغبة الطفل، بالإضافة لحصة الفاكهة.
اقرأ أيضًا: فوائد جمة.. خلف كأس من الشاي الأخضر
ويمكن أيضًا إضافة الجوز أو الكاجو الذي يحتوي على دهون جيدة للنمو العقلي للطفل، مع مراعاة عمر الطفل المقدم؛ كي لا تسبب له الاختناق. وينصح بعدم تقديم الحلويات بشكل يومي للطفل حتى لو كان أقارنه يمارسون ذلك السلوك، مع توعية الطفل بأضرار كثرة تناول الحلويات في المدرسة، وما تسببه من شبع مؤقت والجوع في ما بعد، إلى جانب السمنة، وعدم التركيز وكثرة الحركة، وعدم الحصول على عناصر غذائية مساعدة لنموه العقلي والجسدي، مع الاعتدال في ذلك دون الوصول للحرمان المفرط للطفل، فلا ننسى أن النفس البشرية ترغب ببعض الحلويات والمسليات، ولكن الهدف الرئيس ألا يكون بإفراط، مع وضع قوانين واضحة لتناولها.
ختاما، الطفل هو بذرة تزرعها العائلة والمدرسة ويحصدها المجتمع عند الكبر؛ لذلك من الضروري الاهتمام في تنشئة الطفل صحيًا؛ للحصول فيما بعد على مجتمع صحي متقدم في مجالات الحياة جميعها.