بنفسج

قصتي.. مرح خالد

الثلاثاء 29 اغسطس

كلُّ لذات الدنيا لا تساوي نداء منادٍ :"اقرَأ وارقَ ورتِّل كما كُنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا فإنَّ منزلتَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرؤُها". لو عشنا في كنَفِها مع القرآن لكفتنا وكفانا اللهُ بالقرآن. لقد دعمنى الأحبة خلال رحلتي ويوجد ثلاثة لا أنسى معروفهم والِداي حفظهما الله وأكرمهما بحُلل النور والكرامة مَن رسموا ليَ الطريق، لأمضي قُدُمًا ورسَّخوا في نفوسنا المبادئ الطيبة النقية. منذ الصغر بدأ والدِي بتعليمي أحكام التلاوة والتجويد، وكانت والدتي هي مَن تسمّع لي محفوظي الأول، أو أقولُ هيَ مَن كانت تحفظني الآيات.. أذهب إليها ركيكة الحفظ وأرجع به راسخًا قبل أن أسرده على محفظتي. وأدين بالفضل لملتقى القرآن الكريم في جامعة القدس والذي احتضنني منذ أولى خطواتي الجامعية كطالبة ومشرفة فتعلّمنا أكثر مما علّمنا، وانتهلنا من خيره الوافر. ثم يعود الفضل لرفيقات القرآن اللواتي كن خير داعم.

"في آخر أيام ختم القرآن الكريم، سمعت سورة الواقعة دون أخطاء وهاد شي جديد عليا، فاستغربت المسمعة إنه ولا غلطة، فقالت بضحكة شو الدعوة! فقلت السورة ترافقني في صلاة قيام الليل فحفظتها عن ظهر قلب". أنا مرح خالد، أدرس الهندسة المعمارية في جامعة القدس. لقد كانت نشأتي في بيتٍ يُحبُّ ما يحبُّه الله، ويبغضُ ما يبغضه -وللَّه الفضل والمنة- فكانت مائدةُ القرآن.

عندما أنهيتُ الثانوية العامة كنتُ أحفظ ستة أجزاء من القرآن الكريم، ولمَّا التحقتُ بالجامعة أخذتُ عهدًا على نفسي ألا أتخرجَ إلا بشهادتين؛ شهادتي الجامعية مع حفظ القرآن الكريم. وبالفعل أكرمني الله تعالى بكرامة القرآن، وها أنا مقبلة على عامِ تخرجي من الجامعة. في يومُ عرفة - التاسع من ذي الحجة للعام ١٤٤٤ هـ - كانت نهاية البداية وبداية النهاية؛ إذ لا نهاية مع القرآن!

حفَّتنا بفضل الله بركات المكان والزمان والقرآن في باحات المسجد الأقصى، مشاعر متضاربة لا يعرفها إلا من ذاقها، ثقيلة جدًّا على قلبٍ يحملُ القرآن لولا أن يتولاه الله برحمته.. "إنَّ وليّيَ اللَّهُ الذي نزّلَ الكتاب".

ولاية الله لك على قدر صلتك بالقرآن، آيةٌ لطالما هدأتنا مرارًا مع كل قولٍ ثقيل نزداد به "إنَّا سنلقي عليك قولًا ثقيلًا"، مؤنسةُ الطريق، وطريق الصالحين، وآيةُ الختم مع سورة الأعراف. لم تكن الطريق محفوفةٌ بالورود، فكما يزيد الإيمان وينقص، فكذا نشاطُ الحفظ له شرَّة، وله وفترة كنتُ أتجاوزها بتذكير نفسي بعظيم الأجور وما عند الله،

كلُّ لذات الدنيا لا تساوي نداء منادٍ :"اقرَأ وارقَ ورتِّل كما كُنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا فإنَّ منزلتَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرؤُها". لو عشنا في كنَفِها مع القرآن لكفتنا وكفانا اللهُ بالقرآن. لقد دعمنى الأحبة خلال رحلتي ويوجد ثلاثة لا أنسى معروفهم والِداي حفظهما الله وأكرمهما بحُلل النور والكرامة مَن رسموا ليَ الطريق، لأمضي قُدُمًا ورسَّخوا في نفوسنا المبادئ الطيبة النقية.

منذ الصغر بدأ والدِي بتعليمي أحكام التلاوة والتجويد، وكانت والدتي هي مَن تسمّع لي محفوظي الأول، أو أقولُ هيَ مَن كانت تحفظني الآيات.. أذهب إليها ركيكة الحفظ وأرجع به راسخًا قبل أن أسرده على محفظتي. وأدين بالفضل لملتقى القرآن الكريم في جامعة القدس والذي احتضنني منذ أولى خطواتي الجامعية كطالبة ومشرفة فتعلّمنا أكثر مما علّمنا، وانتهلنا من خيره الوافر. ثم يعود الفضل لرفيقات القرآن اللواتي كن خير داعم.

أخيرًا.. رسالتي لكل مَن لم يبدأ رحلة الحفظ بعد، استعينوا بالله واصدقوا السعي وابدؤوا بالآية تلوَ الآية، ولا يكن همكم الحفظ في عام أو عامين فالمهم أن نحيا ونموتَ على الطريق واللهُ يُتِمُّ لنا أجر ما بدأناه.. وأقول لحفظة القرآن الكريم أخلصوا النوايا وتعاهدوا القرآن مرات ومرات، اللهَ اللهَ في حفظكم وما حملتم في صدوركم، اتقوا الله في كتابه واحفظوا حدوده كما حروفه وتخلقوا بأخلاقه. أسأل الله أن يعيننا على صَون أمانة القرآن، حفظًا ومعاهدةً وعملًا وتعلُّمًا وتعليمًا.