السبت 23 سبتمبر
د. نهى عطير، من قرية فرعون جنوبي غربي طولكرم، حاصلة على الدكتوراه في القيادة التربوية من جامعة عمان، والماجستير في الإدارة التربوية من جامعة النجاح الوطنية، وبكالوريوس في الفيزياء، حاصلة على رتبة الأستاذ المشارك في التربية، تعمل باحثة وعضو هيئة تدريس في جامعة فلسطين التقنية خضوري، وعملت كمؤلفة للكتب المدرسية من الصف السادس وحتى الثاني عشر، إضافة لعملها في إعداد أدلة للمعلمين والمعلمات وللمهنين والأكاديمين، وحاليًا رئيسة قسم التأهيل التربوي ومنسقة برنامج ماجستير التعليم والتدريب المهني والتقني.
وتقود مشاريع إيراسموس الممولة من الاتحاد الأوروبي، في مجال تطوير العاملين في قطاع التعليم والتدريب المهني، وفي مجال تمكين الأكاديميين من تطوير المساقات العملية القابلة للتنفيذ في ثلاث بيئات تعلم وفق المنهج المعكوس، وفي مجال التبادل الافتراضي لتعزيز المواطنة العالمية والتواصل. كما تم تكريمها خلال العام الجاري بلقب شخصية السنابل الثقافية.
عملت مدققةً في جهاز الإحصاء المركزي في بداية التخرج، ثم عملت معلمة فيزياء، ثم مشرفة تربوية لمبحث العلوم العامة، وهي عضو في فريق تأليف المنهاج الفلسطيني الأول للعلوم. الدكتورة نهى التي اتخذت شعار الجد والاجتهاد سبيل لها لم تتوقف عن تطوير نفسها أبدًا تقول: "أنا اصنع الفرص بنفسي".
في العام 2010 وبعد نيلها للدكتوراه، حازت على منصب مدير دائرة البحث والتطوير التابع لوزارة التربية والتعليم، وكانت وظيفتها خلاله تطوير دراسات وتدريب كافة العاملين في وزارة التربية والتعليم. كما ترأست الشبكة العربية للتقييم التنموي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
تضيف د. نهى: "دائمًا كنت أبحث عن التميز في جامعة خضوري لم أتوقف عن العمل، بل أسست كلية الآداب وأصبحت عميدًا لها، وحصلت على منصب مديرة مركز الإبداع، إضافة لتطوير برنامج ماجستير التعليم والتدريب المهني في خضوري".
وعن رسالة الدكتوراه الخاصة بها تردف: "كانت بعنوان تقويم الآداء "بناء تصور مقترح لنظام متكامل في تقويم مديري المدارس الثانوية في فلسطين، وأعتبر نفسي قد نجحت في رسالتي إذ أشاد به 16 خبير، وقالوا بأنه قابل للتطبيق، حيث شكلت الوزارة فريق، وتم الاستفادة من النظام المطور بنسبة 80%.
شاركت د. نهى في العديد من المبادرات وأثبتت حضورًا قويًا فيها ومنها مبادرة 27 تجربة للبالون، إذ عملت رسومات وكتابات للطلاب في المساق التدريسي بشكل جذاب ويفتح الآفاق ويقدم المعلومة بطريقة سلسة. والتحقت بمبادرة مع اتحاد المعلمين النرويجين، إذ أشادوا بعملها وأفكارها وهذا أسعدها للغاية. إضافة إلى مبادرة إدخال التعليم المصغر المسجل على التدريب الميداني لطلاب التربية العملية التي تهدف لكسر حاجز الخوف لديهم.
تقول د. نهى: "طورت الأنموذج المتكامل في مساق التربية العملية في الجامعة، وألفت دليلًا لتنفيذه وتطبيقه عن طريق الأكاديميين في قسم التأهيل التربوي من 2018 حتى اليوم، إذ زودت الدليل بكافة نماذج وأدوات التقييم وكل ما يلزم من معايير ومقاييس متدرجة لتقييم الطالب المعلم تقييمًا شموليًا".
لم يكن عملها يقتصر على جانب معين فقد تنوعت في أعمالها ومبادراتها؛ فهي هي تثبت نفسها في الإشراف على العديد من رسائل الماجستير في مجال التربية والإدارة التربوية، كما تعمل مدربة على مستوى الوطن، ومقيمة تنموية، وميسرة لخبراء دوليين في مجال تدريب التربويين في المدارس والجامعات. وتقود فرق لتقييم تجارب ومشاريع دولية، وتكتب تقارير التقييم التنموي.
أما عن الجوائز التي حصلت عليها فقد نالت وسام المرأة القيادية (صانعة التغيير) في الوطن العربي لعام 2020، إضافة إلى ميدالية ذهبية عن مشاركتها البحثية المتميزة في ماليزيا.
ونالت شهادة تميز بحثي من جامعة اريزونا الحكومية من الولايات المتحدة حيث حصلت على منحة ما بعد الدكتوراه، وحازت على التميز نظير بحثها عن التعلم الناقل للخبرات عبر شاشات الإنترنت المفتوحة الافتراضية(Telepresence) بين مكانين تفصلهم آلاف الكيلومترات.
تبين د. نهى: "لقد عملت ميسرًا مع فريق من جامعة ماساتشوستيس لتدريب مدربي وميسري برنامج LTD الذي نفذته الوزارة بالتعاون مع الأميد إيست؛ وقدمت الكثير من المؤلفات التي يخرجها مركز السنابل، إضافة إلى أنني أنشر العديد من البحوث باللغتين في مجلات علمية محكمة ذات سمعة عالية على المستوى العالمي والعربي، في مجالات: السياسات، والقيادة التربوية، وأساليب التدريس، والتعليم المهني والتقني، والتقييم والتقويم التربوي وتقييم الأداء".
لا شك أن الطريق لم يكن ممهدًا بل اعترته الكثير من المطبات الحياتية، تقول د. نهى عن الصعوبات التي واجهتها: "أكبر صعوبة واجهتني في فترة عام 2000، الحواجز التي توضع بين طولكرم ورام الله إذ احتاج لساعات طويلة للوصول إلى رام الله والعكس، تعرضنا أنا وزملائي آنذاك إلى التنكيل من قبل قوات الاحتل.ال، أذكر في أحد المرات خرجت من منزل ظهر يوم الأحد لرام الله لاجتماع لمدة ساعتين وصلت لمنزلي في طولكرم في اليوم الثاني ظهرًا بسبب تضيقات الحواجز".
السيدة التي تحب عملها للغاية لم تنفك يومًا عن العطاء، تعطي ببذخ تساعد الغير كثيرًا، وأكثر ما يزعجها إنكار الجميل ممن ساعدتهم، إذ لم تكن تنتظر شكرًا بل تقديرًا لعملها. عرفت جيدًا كيف تكون معلمة مميزة؛ فالحزم واللين شعارها، وهذا ما حبب طلابها فيه، لم يكونوا يخبرونها بحبهم، ولكن تسمع من طلاب الكليات الأخرى "ياريتك درسيتنا"؛ فتعرف وقتها أن الزرع أثمر.
تؤمن د. نهى بأن ما دام إرادة هناك طريقة؛ وبأن السعادة قرار داخلي، وما دمنا نحاول، لنجد للوصول إلى الكمال. وتدعو المرأة لمساندة المرأة في كل الأحوال، وتطالب دومًا بالعدالة بين الرجل والمرأة وليست المساواة. وأخيرًا تختم حديثها بأمنياتها بأن تنال فلسطين حريتها وأن يحب الجميع بعضهم البعض للارتقاء والعلو بالحب.