تسكن في مخيمات اللجوء ومخيمات النزوح حوالي ٥٠ ألف سيدة حامل، ولا تتلقى أي خدمة خلال فترة الحمل يعانين من قلة الأدوية والمواد الغذائية، وهذا كله يأثر على الحمل، تقول إحدى السيدات: "انقصفوا تقريبًا كل الدور اللي حولينا، ما ضل حدا بالمنطقة والدار اللي جنبنا باللزق انقصفت ودارنا تضررت فاضطرينا نطلع من دار لدار. اليوم إن شاء الله بدي أولد، والله عانيت معاناة من جميع الجهات لا حمامات نظيفة ولا مدارس نظيفة ولا إشي.
حوامل في مراكز النزوح: قلة الحمامات وإنعدام النظافة
"لما إجيت أولد، بمية عافية إجا الإسعاف كان يقطع بنص الطريق أجا صار قصف ورجع ورحنا من مستشفى لمستشفى ومعاناة مش طبيعية، حكولي الحمد لله أنت بالأشهر الأخيرة لأنه صار عندي بكتيريا من الحمامات اللي مش نظيفة بالمدارس. مكان مكتظ مكان فيه ضغط كبير الصف فيه أكثر من ٢٠ شخصًا، الحمام بدك تستني طابور لحد ما ييجيك الدور. المي مش متوفرة قد ما يوفروا العدد الكبير بتقطع كثير".
وتروي أخرى: "لأول مرة أولد قيصري من التعب والإرهاق، بتبقي في غرفة الولادة وسامعة القذائف، يعني إنتِ خايفة من المخاض ولا خايفة من القصف الي برا أصلًا؟! مش قادرة أحميهم لا بره ولا جوه. يعني أنا لما بدي آجي أرضعها والله ما ينزللها حليب أصلا للبنت، طيب دوري كل البلد مش لقيالك علبة حلاوة إنك تعوضي البنت حاجة.صاروا يحكولي مع الخوف صار يروح المخاض، غير إنه بيجي شهداء بتسمعي صراخهم ببقى كل هاد توتر وخوف.
والده يعني توائم ولادتهم صعبة جدًا، إحنا من يوم ما اجينا ما إكلناش البروتين، كل أكلنا معلبات و مواد حافظة ما بتسمحش إني أرضع اتنين الوكالة تعطينا شوية معلبات بنضطر نبيعهن عشان نشتري علبة حليب للولاد، كنت مجهزة غرفة نوم وسرر وكسوة كاملة للبيبي، فتخيلوا أديش سبت ورايا ذكريات حلوة وتجهيزات و أواعي و العاب و أغراضي أنا حتى الآن ٣ شهور حرب حاسة حالي بصدمة".
أما آلاء أبو عودة، فتقول: "طبعًا معروفة أول فترة بالحمل تكون فترة صعبة فترة وحام في استفراغ .. ما فيش مية متوفرة دائمًا فش مكان صحي نظيف. في عنا بالمدرسة في وحدة ولدت، كتير شفنا معاناتها أديش عانت أديش صعوبة الطريق كانت عليها طلعت بنص القصف بالليل أخذوها على الحمارة ما أخذوهاش بطريقة مناسبة، بتمنى بكل دقيقة إنها تخلص الحرب ونعيش بظروف أحسن. ألد طفلي ببيئة مناسبة بظروف مناسبة ما كونش والدته بالظروف هذي".
وتقول أخرى: "حاصرونا عدلنا ثلاث أيام بدون مي بدون أكل بدون شرب عندي أطفال ثلاثة توأم، مش عارفين ندبر لهم مي للشرب عشان الحليب مش عشان الكبار عشان يعني خافو اتلمسوا، وهناك مجاعة مش عارفة إيش بدكم أكثر هناك الوضع سيء كثير فوق ما تتخيل".
إنعدام البامبرز وحليب الأطفال
إيمان المصري، وهي نازحة، تقول: "من القلة قلة البامبرز والحليب أعطي الرضاعة من صدري بس ما فيش إشي آكله اتغذى فيه لأرضع، سميت هاذ الولد ياسر ع اسم جده، الحين عمي مفقود ما ندراش عنه إشي، كان في معسكر جباليا والناس اتصلت علينا قالت أخذوه اليهود (الإسرائيليون) بس منعلمش إشي لحد الحين أنا سميت الولد ع اسمه، وان شاءالله يلتقوا مع بعض بالسلامة يا رب والبنات سميتهن تيا وليا
والولد هذاك إن شاءالله بس يجي بالسلامة نسميه محمد، هم رفاع كثير مع صقعه وريح وما فيش جاط أحممهم فيه زي إلي اشتريت لهم إياه في الدار بس ما حممتهمش، مسحنا تمسيح مطرح الميلاد يصير قصف كثير وأخاف من تفوت على الشباك وما بدي أحطهم هناك برضو عشان الباب صقعة، وريح تجي من الباب، بس أنا اليوم بطلت آكل عشان أوفر لأولادي بطلع من الساعة خمسة الصبح عشان ما أشوفهمش هي ثاني مرة أمسكهم هسا بالعشرة أيام ثاني مرة".
زاد الحمل كبير كبير الحين زاد علي أنا وأبوهم يعني هاي المسؤؤلية صح بنقدرش عليها بس الحمدلله نعمة من ربنا بنقدرش نفرط فيها بس بدنا الناسس تساعدنا إن شاءالله ، رحت ع المستشفى بكارة وحمار ، مسافة بعيدة من دير البلح للنصيرات بمستشفى العودة، كان مشوار صعب علي أنا في الشوارع في الطريق كان الحمار طالع نازل طالع نازل في المطبات إشي تعبني كمان وأنا رايح صايمة تعبت، يوم ميلادي كنت خايفة أخسر حدا من الأطفال يعني بقلولي بسبب الأكسجين إلي شميته، أنا كنت خايفة أخسر حد فيهم بس الحمدلله طلعوا كويسين، صح في واحد تعبان جدا صاحبته أمي بس حالته الجسدية تعبانة عنده الرئتين صغار، وبسحبش أكسجين كويس بس طلعوا لأنه أصلح من غيره طلعوا من الحضانة أصلح من غيره".