بنفسج

على أعتاب العمر: أطفال بأجساد مبتورة

الأحد 12 مايو

52 ألف امرأة حامل، و20 ألف طفل ولدوا منذ السابع من أكتوبر، 180 طفل يولد يوميًا في ظروف صعبة، بأوزان قليلة أدنى من المعتاد، وأمراض متعددة، وأمهاتهم النفاس والمرضعات بحالة من سوء التغذية والآلام المختلفة التي يعانينها بسبب تداعيات الولادة الصعبة في المستشفيات التي تفتقر إلى أدنى مقومات المؤسسات الطبية من المعدات والأدوات والنظافة؛ فهن يلدن في الممرات وفي الخيم والشوارع، ومن ثم لا يجدن رعاية صحية بعد ذلك، ولا التغذية المناسبة لهن، فإما يفقدن حياتهن، أو يعشن مع آلام لا تنتهي.

والأطفال الرضع يموتون كذلك بسبب الجفاف وسوء التغذية، أو بسبب الحر وانعدام الظروف الصحية، وبرز سبب جديد للموت في غزة منذ اقتراب فصل الصيف وهو الحر، إذ توفي 3 أطفال بسبب الحر في الخيام، وأعداد وفيات سجلت بسبب الخوف والهلع، وأخرى بسبب أمراض معوية وأوبئة انتشرت بين النازحين بسبب الاكتظاظ وقلة دورات المياه والماء غير الصالحة للشرب.

أطفال غزة في لغة الأرقام والإحصاءات

الطفل رشاد بترت ساقه بسبب صاروخ أطلقه الاحتلال الإسرائيلي على غزة.jpg

وقالت اليونيسف إن 30% من الأطفال في غزة يعانون من سوء التغذية، وأعلنت منظمة الصحة العالمية بوجود أكثر من 245 ألف حالة التهاب رئوي، و161 ألف حالة إسهال حاد، و70 ألف حالة جرب، و44 ألف حالة طفح جلدي، وأكثر من 6 آلاف حالة جدري مائي وأمراض الكبد الوبائي والأمبيا وغيرها من أواع البكتيريا والفيروسات التي يصعب التعامل معها في ظل فقر المؤسسات الصحية والأعداد الهائلة التي تتكدس في مخيمات النزوح في رفح.

يبلغ عدد الأطفال المصابين منذ السابع من أكتوبر حوالي 12 ألف مصاب إصابات مختلفة ومترواحة الشدة، تصل بعضها إلى بتر الأعضاء وتهتك العظام وغيرها من الإصابات الخطيرة التي يصعب علاجها داخل القطاع. وتسوء أوضاع الأطفال ذوي الإعاقة والحالات الخاصة من "سيندوم داون" والأطفال المتوحدين وأطفال الإعاقة الحركية، ومعظمهم يتعرضون لصدمة الحرب، ولا يستطيع ذويهم التعامل مع حالتهم الصحية خصوصًا النازحين منهم.

وفقد أكثر من 18 ألف طفل ذويهم خلال الحرب، فأصبحوا أيتامًا، منهم من فقد أمه أو أباه أو أمه وأباه معًا، وجزء من العائلة، ومنهم من فقد عائلته جميعًا فأصبح ناجيًا وحيدًا، من يعتني به أحد أقاربه أو أقارب أقاربه أو جيرانه أو عائلة تعتني به حتى يشاء الله من الوقت.

 أطفال بأطراف مبتورة 

الطفلة سمية ابوغليبة بُترت يدها بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة.jpg

الطفل كنان، وعمره 4 سنوات، أصيب إصابة خطيرة إثر قصف جوي، فبترت جزء من قدمه، ويقول ذويه بأن الأطباء أعلموهم بخطوره وضع قدمه وأنها مهددة بالتبر الكلي إذا لم يخرج لتلقي العلاج المناسب. يشابه حالته الطفل رشاد التي بترت قدمه هو الآخر بترًا كليًا، أما الأخرى فهي مغروزة بالمعدن من حدها إلى حدها، مما يسبب له ألمًا كبيرًا، ولا يستطيع الحركة بسبب ذلك.

أما حور أبو نصير فهي ناجية وحيدة، فقدت أمها وأباها وإخوتها، وبترت يداها وأصابع يدها الأخرى، ولم يتبقى لها إلا إحدى قريبتها للاعتناء بها في وضع صحي خطير يهدد حياة حور.شام الهولي كذلك، وعمرها 8 سنوات، تقول شام إنها تتمنى أن تركب يدًا، وأن تعود للعب وأن تمشط شعرها، فقدت شام 3 من أفراد عائلتها، إثر قصف استهدفهم في دير البلح.

وسمية أبو غليبة وعمرها 10 سنوات، قالت سمية "شفت إيدي مقطوعة وراي"، وبالفعل، أصيب سمية بشظية تسببت بقطع يدها بشكل مباشر في الوقت التي استشهد في القصف 3 من أولاد عمها، وأصيب هي إصابة خطيرة، وترقد في المستشفى حتى الآن. أما الطفل كنان عايش، وعمره 10 سنوات، فاستشهدت أخته وأصيب هو وأخوه. يعاني كنان آلامًا لا يستطيع النوم أو الهدوء بسببها؛ إذ تهتكت يده وأصيب جسده بكامله بالشظايا.

أطفال بأطراف مبتورة الطفل كنان كايد.jpg

وبعد أن دمر الاحتلال منزله وفقدانه عشرة من أفراد عائلته، أصيب الطفل الرضيع سند العربي، سنة وأربعة شهور، إصابات بليغة قطب فيها وجهه أكثر من ٢٠٠ قطبة وفقد يده اليمنى ويده اليسرى مهددة بالبتر، ندوب وبتر وكسر، إصابات في الوجه والرأس والبطن والأطراف، يده مغرزة بالمسامير البلاتينية ولا يتوقف عن البكاء من شدة الألم، وعائلته تناشد لعلاجه كي لا يفقد يده الثانية، أو تعود ملامح وجهه الذي لم يبصر إلا عالمًا ظالمًا.