لا يستهان بحجم التأثير على الرأي العام، وما يقوده الطلاب والمتضامنون مع القضية الفلسطينية، وإدانة الإبادة الجماعية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي بطريقة نازية، فقتلت ما يزيد عن 35 ألفًا وعشرات الآلاف من الجرحى والمصبين والنازحين، وتخلف ويلات إنسانية لا يمكن حصرها، في حرب همجية تخوضها لمدة تقارب 8 أشهر.
كان الصمت يسود الأوساط العالمية والعربية، ولم يحرك أحد ساكنًا لمدة تزيد عن خمسة أشهر باستثناء القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا على إسرائيل في محكمة العدل الدولية، وقدمت فيها عدلية هاشم، فضلًا عن قانونيين آخرين، أحد المرافعات ووصفت حرب إشرائيل بالإبادة الجماعية.
وعدلية من أبرز النساء اللوات يقدمن دعهمن ودفاعهن عن غزة بشكل مهني، وهي محامية من جنوب أفريقية وحقوقية وناشطة في الدفاع عن قضايا المهمشين وحقوقهم الاجتماعية والاقتصادية، عرفت بتعاطفها مع القضية الفلسطينية ونشاطها في رفض الاستيطان وفي الفعاليات الرافضة لممارسات الاحتلال الإسرائيلي عموما. وفي هذا التقرير إلقاء الضوء على دعم نساء بارزات لغزة، منهن فنانات معروفات في هوليود، وأخريات عارضات يتبابعهن الملايين، وأخريات أبدين دعمهن وحذفنها بعد ساعات، وبعض الداعمات هن أكاديميات مشتبكات مع الواقع الحقيقي، ويمارسن فعلًا ما ينظرن به في قاعات التدريس لطلابهن عن الحرية والعدالة.
جيجي وبيلا حديد: الحاضرات دومًا مع فلسطين
جيجي حديد، عارضة الأزياء المعروفة، ولديها أكثر من 78 مليون متابع ومتابعة على منصة إستغرام، والتي عرفت بمواقفها المساندة لفلسطين، وقد صرحت مرارًا بأنها ذات أصول فلسطينية وأنها تعتز بها، وقد نشرت حديد بيانًا أعلنت فيه أنه لا يمكن للناس الدفاع عن مظالم أخرى بينما يختارون "تجاهل القمع الفلسطيني".
"كان الأسبوع الماضي صعبًا جدا على وطني، في غزة. أريد فقط أن يعرف العالم الوضع في فلسطين".
وأما شقيقتها بيلا حديد، ولدينا ما يقارب 61 مليون متابع ومتابعة على إنستغرام، شاركت في احتجاج مؤيد للفلسطينيين في مدينة نيويورك، ونشرت صوراً ومقاطع فيديو للحدث قبل سنوات. كما نشرت بيلا عبر حسابها الرسمي على إنستغرام مقطعا غنائيا لطفل فلسطيني إلى جوار الأنقاض في غزة، وعلقت على الأغنية قائلة "كلماتك مسموعة، وتنطق بالكثير من الشجاعة والموهبة. نحن نحبك، شاهد حتى النهاية من فضلك". وأضافت "كان الأسبوع الماضي صعبًا جدا على وطني، في غزة. أريد فقط أن يعرف العالم الوضع في فلسطين".
وقد شاهدنا في أحداث سابقة تضامنًا من ممثلين وممثلات ممن يعتبرون أبطال وبطلات هولييود، من أمثال الفنانة الأمريكية الحاصلة على جائزة الأوسكار، فيولا ديفيس، وكذلك الممثلة في المسلسل العالمي "صراع العروش" لينا هايدن تضامنهما مع أهالي حي الشيخ جراح، وكذلك المخرجة السينمائية والتلفزيونية الفلسطينية ألكسندرا ميراي.
الاشتباك الحقيقي: الأكاديميا بين النظرية والواقع
ونفذت البروفيسورة الهولندية ثيا هيلهورست، إضرابا عن الطعام أمام برلمان بلادها للفت الانتباه إلى الهجمات الإسرائيلية على غزة والمجاعة فيها. وقررت هيلهورست، الأكاديمية في مجال المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار في المعهد الدولي للبحوث الاجتماعية بجامعة إيراسموس، بما سمته "وقفة صيام من أجل غزة" في مدينة لاهاي لمدة 5 أيام.
وأضربت هيلهورست عن الطعام للفت الانتباه إلى الهجمات الإسرائيلية على غزة والمجاعة هناك، وتواصل وقفتها أمام مجلس النواب. وقالت هيلهورست: "بينما كانت حياتي تسير بشكل طبيعي، أصبح من الصعب بشكل متزايد بالنسبة لي أن أشاهد الأحداث في غزة". وقالت هيلهورست إن إسرائيل هي المسؤولة الوحيدة عن الجوع، والوفيات المرتبطة بالمجاعة في غزة.
"توقفت عن الأكل من يوم الاثنين الماضي إلى يوم الجمعة لرفع مستوى الوعي حول الجوع في غزة"
وأضافت أنها شعرت بخيبة أمل بسبب استقبال الحكومة الهولندية الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ في البلاد في مثل هذه الظروف. وأكدت هيلهورست أنها واجهت صعوبة في مواصلة حياتها الروتينية، و"لهذا السبب، خطر في بالي القيام بالإضراب عن الطعام من أجل غزة".
وأردفت :"توقفت عن الأكل من يوم الاثنين الماضي إلى يوم الجمعة لرفع مستوى الوعي حول الجوع في غزة". وتابعت :"في الواقع، لقد بدأت هذا العمل بمفردي، لكني تلقيت الكثير من الدعم من زملائي منذ البداية. يأتي بعض الناس إلى جانبي للاحتجاج لمدة ساعة لدعمي، أعتقد أنه من المميز جدًا أن نكون هنا، إنه عمل سلمي، يجذب الأشخاص الذين تلهمهم هذه الفكرة لأننا جميعًا نشعر بالعجز". وتابعت: "إسرائيل راغبة في المضي قدمًا بعمليتها العسكرية، وتقول لا يهم إذا كان مليوني شخص جائعين طالما أننا قادرون على ضرب حماس"، لكن هذا يتعارض مع قوانين الحرب.
أما نويل مكافي، رئيسة قسم الفلسفة في جامعة إيموري بأتلانتا الأمريكية، وكارولين فوهلين، أستاذة الاقتصاد، فقد اعتقلتا على إثر مشاركتهما في احتجاج داعم لفلسطين. وتعتبر جامعة إيموري من بين أحدث الجامعات الأمريكية التي انضمت إلى حركة احتجاجية آخذة في التوسع في الولايات المتحدة. كما انضمت الأكاديمية إليزابيث دن، نائبة عميد جامعة إنديانا باكية إلى ظاهرات داعمة لغزة متضامنة مع الطلاب المحتجين، وقالت في كلمتها باكية: "هناك احتمال كبير أن يتم فصلي اليوم… لكني لا أستطيع الجلوس ومشاهدة ما يجري دون تحرك!".
ناشطات دعمن القضية ثم تراجعن
باريس هيلتون، ولديها أكثر من 17 مليون متابع ومتابعة على منصة إكس، نشرت سابقًا مقطعًا لفتاة فلسطينية باكية بعد قصف منزلها ومنازل أخرى في قصف جوي وكتبت "هذا يؤلم قلبي". ولباريس هلتون تأثير واسع في الأواسط الفنية وبين الجمهور العالمي عمومًا، وهي من مشاهير تلفزيون الواقع، ومن الذين دعموا القضية الفلسطينية على وسائل التواصل الاجتماعي ودعت إلى وقف الإبادة الجماعية.
ولكنها حذفت الفيديو وما نشرته بعد ساعات، ونشرت بعد ذلك تغريده تتضمن: "أرسل الحب والنور إلى العالم. والدعاء من أجل السلام لجعل العالم مكانًا أفضل للجميع. وكذلك كيندال جينر التي حذفت منشورًا على إنستغرام، تنتقد فيه أولئك الذين يناضلون من أجل النساء وشواذ جنسيا ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية والمساواة العرقية، ومع ذلك "اختاروا تجاهل الاضطهاد الفلسطيني".
أما الممثلة عائشة كاري، زوجة لاعب كرة السلة الأميركي ستيفن كاري، فقد حذفت تغريدتها الداعمة للفلسطينيين، واستبدلتها بإعادة نشر منشور يُحمل مسؤولية قتل المدنيين لمن وصفتها بالمنظمات الإرهابية في غزة. وألحقت كاري المنشور بتعليق قالت فيه "لست حمقاء، ولا تفعل ذلك، لقد تم تضليلي من قبل شخص مقرب لي، وقد حذفت المنشور فور إدراكي لذلك، من المؤسف أن يقوم أحدهم بتصويره وإعادة تداوله. أنا الآن أفهم الوضع بشكل صحيح".