بنفسج

إما ناصرًا أو متخاذًا ولا مكان لمحايد : كيف أجدد همتي لنصرة غزة؟

الإثنين 27 مايو

قلّما مرت علينا "قضايا" لا يلتبس فيها الحق مع الباطل، أما هذه الحرب فالحق فيها بيّن والباطل كذلك، تحتشد كل القوى العالمية ضد ثلة قليلة رفعت راية " الجهاد"، حرب مجنونة وإبادة جماعية وتطهير عرقي بحق شعب أصلاني لا يُطالب إلا بالعيش بسلام على أرضه، ثمانية أشهر مرت ولم يرتوِ المحتل بعد من دماء الأطفال في غزة، نساء وشيوخ ذاقوا كل أنواع الحروب التي عرفتها ولم تعرفها البشرية، يحدث هذا في عصر ما بعد الحداثة، والتمركز حول الإنسان، وتأليهه ربما، بحقوقه ورفاهيته، غير أن الفلسطيني قبل كل هذا لا يُعد "بشرًا" أو " إنسانًا" ربُما، كما صّرح وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت في بدايات حرب طوفان الأقصى. وعليه؛ فلم يُعد هناك مكانٌ لمحايد، فإما أن تُكتب مناصرًا أو متخاذلًا، هكذا تحسب المعادلة.

لنُصرة غزة: معادلة ثلاثية الأبعاد

غزة أم القضايا وطرق نصرتها كثيرة منها المقاطعة الاقتصادية.jpg

ولنصرة غزة، معادلة ثلاثية الأبعاد، تبدأ بوضوح الرؤية، والاستعداد النفسي ومن ثم إيجاد الطرق والأساليب، وهُنا توضيح بسيط لآلية النُصرة وتفصيل أكثر لتفاصيل هذه المعادلة.

أولًا: -وضوح الرؤية: إما مناصرًا أو متخاذلًا

قلّما مرت علينا "قضايا" لا يلتبس فيها الحق مع الباطل، أما هذه الحرب فالحق فيها بيّن والباطل كذلك، تحتشد كل القوى العالمية ضد ثلة قليلة رفعت راية " الجهاد"، فإما أن تُكتب منصرًا أو متخاذلًا، ولا مكان لمحايد!

ثانيًا: أيام ثقال .. ولكن لا تبرح حتى تبلغ!

الاستعداد النفسي هو ثاني أركان هذه المعادلة، نعلم أنها أيام ثقال ترتفع فيها المعنويات وتهبط، نبكي ونمسح الدمع، نتابع الأخبار ونتحاشاها، غير أنّ ما لا خلاف عليه أنها أم القضايا اليوم، فيها يُبذل الوقت والمال، اجتمع على نصرتها كل أحرار العالم، فلماذا تغادر مقاعد النصرة؟ هل استعجلت النصر؟ أم أصابك الملل واليأس؟ أم أنك من أنك لن تبرح مكانك حتى تبلغ النصرة؟

ثالثًا:-ثق.. أنك لن تُعدم الوسيلة

إذا اتضحت الرؤية، ولم يتملكك العجز، فتيقن أنك لن تُعدم وسائل النصرة، من خفيفها حتى ثقيلها، بالنشر الإعلامي والدعم النفسي، والتعليق بعبارات التصبير والثبات، والمقاطعة الاقتصادية، السير في المسيرات، والتثقيف التربوي، وإخراس المشاهير الحمقى، وقائمة النصرة تطول يا صاحبي، وفيما يلي نقترح عليكم بعضًا من طرق ووسائل النُصرة.

طرق ووسائل مقترحة لنصرة غزة

الاستمرار في دعم قضية غزة واجب كل شريف وحر ومسلم.jpg

أولًا: لا تتوقف عن النشر: مرت أكثر من ثمانية أشهر على الحرب، فربما يهدأ التفاعل لدى الجماهير مع مرور الوقت، إذ يعتادون المشاهد، فما كان يبكيهم ويثير التأثر في أنفسهم لم يعد كذلك مع مرور الأيام، وهنا يقع على عاتقنا جميعًا من مؤسسات إعلامية ومنصات وجماهير وأناس عاديين تجديد الحماس والنصرة عن طريق النشر والمشاركة حتى لو كانت مشاهد صعبة للأطفال والنساء والمستشفيات وتدمير البيوت، أو تذكر القصص الإنسانية التي تروى يوميًا، إذ يساهم ذللك في توثيق جرائم الاحتلال أولًا، ومن ثم يحيل هذه المشاهد إلى قصص أصحابها أناس لهم حياة وأحلام وليسوا أرقامًا فقط، وهذا يستوجب الالتزام الأخلاقي بالتذكر اليومي، فهو واجب علينا وليس تفضلًا منا.

ثانيًا: مقاطعة مشاهير فارغة: خرجت حملات مقاطعة واسعة ومنتشرة، بدأها ناشطون عالميون من غير العرب، ومن ثم امتدت للفاعلين العرب. وأعلنوا عن أسماء المشاهير الذين تجب مقاطعتهم وهم نوعان: الذين يتعاطفون مع الاحتلال، والصامتون عن الحق، وكلاهما في التخاذل سواء، على قاعدة أن من منحهم الشرعية والثقة هم الجماهير، والجماهير قادرة عن حجب هذه الثقة لمن يخذلهم ولا يتحدث عن قضاياهم ويناصرها.

ثالثًا: المقاطعة ثم المقاطعة ثم المقاطعة: تتجدد دعوات المقاطعة باستمرار منذ بدء الحرب، ومرحلة سابقة لها، وتعمم المنتجات التي تدعم العدو، وقد لاقت الحملات قبولًا من الجماهير العربية والعالمية، وروج لها، فبات الأطفال قبل الكبار يعرفون أنواع المنتجات التي تجب مقاطعتها، فنحن لسنا مقاطعين فقط بل نستغني أيضًا عن كل منتج يدعم الاحتلال حتى لو دعمًا معنويًا.

رابعًا: التعبئة التربوية: أخبر أطفالك بكل ما يدور من حولهم من أحداث ولا تتردد في تعبئة ذاكرتهم وربطها بالقضية، واصطحبه في الاحتجاجات والمظاهرات واجعله شريكًا في المقاطعة. أشرك طفلك بالدعاء لغزة وأطفالها وقل لهم أن دعاءهم مستجاب. ليس الأطفال فقط وإنما كل فئات المجتمع التي تتكون بنيتها العقلية من المحمولات الدينية والوطنية التي تعلها تقف سندًا للمقاومة وأهلها.

وسائل نصرة غزة كثيرة منها الدعم النفسي وتكثيف النشر الإعلامي والتظاهر والمقاطعة.jpg

خامسًا: التثقيف حول القضية: يقع على عاتق المثقفين والمفكرين والمنظرين مهما كانت تخصصاتهم تكوين بؤرة تكوينية معرفية حول القضية الفلسطيينية وعلاقة المحيط الديني والعربي والإقليمي والعالمي بها، من خلال المحاضرات والمؤلفات ومنصات التواصل الاجتماعي، ولطالما تفاعل الناس مع المؤثرين منهم ويوجد أمثلة كثيرة دالة على ذلك.

سادسًا: التّبرع: تنتشر حملات التبرع في كل العالم لدعم الأسر في غزة بعد أن ضاق بهم الحال في جميع أنحاء القطاع بسبب الحصار الذي دام ويدوم حتى اللحظة، ومن واجنا الترويج لهذه الحملات سواء على المستوى المادي والعيني من ملابس وطعام ومعدات طبية وغير ذلك.

سابعًا: الدعم النفسي: كتابة التعليقات دعم النفسي للناس الي بتنشر يومياتها في الحرب: ربما نستهين بالتعليق والنشر لحسابات أهل غزة، ولكنها جد مؤثرة، وتحيل إلى التفاعل معهم وتذكرهم، وعيش معاناتهم بالمحاكاة.

ثامنًا: الدعاء: الدعاء الدعاء، وعدم التوقف من اللهج بالدعاء في كل صلاة وفي كل لحظة، عسى الله أن يكف عنهم البلاء، وأن يثبتهم وينصرهم، إنه على ذلك قادر. كما أن لدعاء الأئمة في المساجد تأثير كبير على نفوس الناس، كما شهدنا في رمضان، وها نحن في أعتاب أيام الحج ويوم عرفة تتلوها أيام التشريق وهي أيام يستجاب فيها الدعاء.