بنفسج

شخصيات "دزني" المحببة لأطفالنا تدعم الاحتلال بـ 2 مليون دولار سنويًا

السبت 29 يونيو

أعلنت ديزني رسميًا بأنها تدعم الكيان الإسرائيلي بقيمة 2 مليون دولار سنويًا، ولا يخفى على أحد حملات المقاطعة العالمية التي تنتشر على صعيد:المنتجات الغذائية، مستحضرات التجميل، العلامات التجارية للملابس على اختلافها، المنظفات والمنتجات الاستهلاكية، القنوات الإعلامية والترفيهية، مثل نتفلكس، وغيرها من القنوات، وشركات الإنتاج العالمية وإستوديوهات مثل والت ديزني.

إذ ارتفعت الأصوات مطالبة بمقاطعة عدد من الإستديوهات وشركات الإنتاج الأمريكية الكبرى، التي تدعم الكيان الإسرائيلي في ظل القصف المستمر على قطاع غزة على مدار الأيام الماضية، وارتقى فيها أكثر من 35 شهيدًا، وآلاف الجرحى والمفقودين والنازحين، والبيوت المدمرة.

بعد الترويج للمثلية: دزني تعلن دعمها للاحتلال 

دزني تدعو للمثلية وتقتل أطفال غزة.jpg

وإذا كان إعلان ديزني صريحًا لدعمها الاحتلال من ناتج أرباحها، فإن ذلك يعني أنها تشارك في الحرب التي شتنها إسرائيل على غزة منذ السابع من أكتوبر، وهذا يعني كذلك أن ديزني ترقص على جراح أطفال غزة، وأن السلاح والمتفجرات التي تلقى على البيوت الآمنة إنما منبعها "ميكي ماوس" الذي كان حاضرًا في طفولتنا وذكريتها البرئية.

 وأن "إلسا وآنا" الفتاتان الجميلتان اللتان كبرنا على حكايتهما ورقصاتهما إنما هي وجه آخر لصرخة تخرج من قحف جوف طفل يبكي على أبيه الذي حُرق أمام عينيه! إنها تراجيديا ساخرة تلك التي تجعل فلة وأقزامها السبعة جزءًا من فهمنا للحياة والموت والصداقة والسعادة والخير والشر، وهي في تناقضها تفضي أرباحها وماكنتها الترفيهية إلى أطنان المتفجرات التي تحيل جسد طفل صغير كان يستغرق يومه مستمتعًا بعروض ديزي، إلى أشلاء يصعب لملمتها في كفّ اليد الواحدة.

وإذا كان دعم ديزني للاحتلال سبب ثان لمقاطعتها، فإن السبب الأول، بحسب التسلسل الزمني، وليس الأولوية للمقاطعة، هي أن ديزني أعلنت بشكل صريح، عبر مديرة المحتوى الترفيهي، أنها ستحول الشخصيات إلى شخصيات ذات ميول جنسية مختلفة بنسبة 50% بحلول نهاية العام.

 وأنه من الطبيعي أن تحتوي أفلامها وقصصها على الشخصيات المثلية! وأننا في عصر يتوجب فيه بانفتاح على قضايا الحريات والحقوق الشخصية. وديزني، تدخل معظم البيوت العربية ويشاهدها الصغار والكبار، وهي لا تعني فقط مسلسلاتها وأفلامها، وإنما احتفالاتها وبضائعها وحدائقها والكثير مما يخصها وتعبر عنه في مضامين موجهة للصغار والكبار في كل أنحاء العالم.

من هي والت ديزني؟

شخصيات دزني المحببة لأطفالنا تساهم في قتل أطفال غزة.jpg

شركة والت ديزني ( The Walt Disney Company)‏ والمعروفة باسم ديزني، هي إحدى شركات وسائل الإعلام والترفيه في العالم. أسسها الأخوين والت ديزني، في 16 تشرين الأول/أكتوبر، 1923، على شكل إستوديو لفن التحريك (الأنيمايشن)، وكما أنه أصبح واحداً من أكبر الاستوديوهات في هوليوود، وأصحاب أو مرخص لأحد عشر حدائق ملاهي والعديد من شبكات (التلفزيون) مثل هيئة الإذاعة الأمريكية (ABC) وإي إس پي إن. مقر شركة ديزني الرئيسي ومرافق الإنتاج الأولي فتقع في إستديوهات والت ديزني في بربانك، كاليفورنيا، وهي أحد عناصر مؤشر داو جونز الصناعي.

كيف تقاطع ديزني؟

لماذا علينا مقاطعة شركة دزني؟.jpg

لا نمارس المقاطعة قولًا وترويجًا فقط، ونحن نعلم مدى انتشار والت ديزني، إذ إن أكثر من 15 دولة عربية، على سبيل المثال، تبث برامجها باللغتين الإنجليزية والعربية. وهي منتشرة كذلك عالميًا عبر أفلامها ومسلسلاتها وبرامجها، وحدائق الترفيه المنتشرة كذلك، ومنتجاتها وبضائعها، وهنا أهم ما يجب فعله للمقاطعة كليًا، لديزني وإستديوهات هوليوود، وشركات الإنتاج الداعمة لإسرائيل:

لا تعمل في ديزني، لا تشترك في ديزني، قم بإلغاء Disney+ إذا كانت لديك، لا تشاهد أفلام ديزني، لا تزر حدائق ديزني الترفيهية لا تشتر بضائع ديزن، لا تشاهد برامج ديزني التلفزيونية.

إن أقل ما يمكننا فعله هو أن نقاطع كل إنتاجات الشركة من أفلام ومسلسلات وإلغاء إشتراكات المنصات، التي يعني كل اشتراك فيها وكل دولار يدفع لتجديد الدفع في قنواتها أو شراء تذكرة لحضور عروضها أو زيارة الأماكن التي تملكها، هو مال ملطخ بالدماء الفلسطينية. وبالفعل حصدت المقاطعة ثمارها كما حصل لفيلم Wish، عندما حقق إيرادات محبطة بشكل صادم في شباك التذاكر، وكذلك فيلم مارفل الذي حقق إيرادات أقل من المتوقع بكثير.

فك ارتباط الذهني بين أطفالنا وشخصيات دزني

شركة دزني تقتل أطفالنا في غزة وتدعم الاحتلال الإسرائيلي.jpg

لم يعد من الصعب مشاركة أطفالنا بحملات المقاطعة أو حملهم على اتخاذ قرار مقاطعة مشروب أو طعام كانوا يفضلونه، أو برنامج تلفزيوني كانوا يتابعونه بشغف، لأنه ببساطة يساهم بقتل الأطفال والنساء وإبادة شعب بأكمله، ولكن دعونا نجعل الأمر بسيطًا عليهم، عن طريق الآتي:

أولًا: المقاطعة ليست طعامًا وشرابًا فقط: وإنما مقاطعة في القيم والأفكار، فنحن نقاطع الأفكار التي تتنافى مع الشرع والثقافة والأعراف، وهم أمر قابل للنقاش مع الأطفال بنفس الطريقة التي اقتنعوا من خلالها لمقاطعة البرغر المفضل لديهم فقط لأنه يدعم الاحتلال.

ثانيًا: كن قدوة في مقاطعة البرامج الإعلامية والمرئية: بمعنى أنك يجب أن تلغي اشتراكك بالقنوات التي تدعم الاحتلال وألا تتردد في ذلك، إذ أن اتخاذ القرار القطعي أمام الأطفال يوصل إليهم فكرة الحسم، وهي آلية متبعة تربويًا عند إنشاء القواعد التي يعتاد عليها الأطفال أسرع من الكبار.

ثالثًا: توضيح العلاقات: عقل الطفل نيّر متفتح، ولكنه بحاجة إلى فهم العلاقة بين "موانا" فتاة الأفلام الجميلة وصاحبة المغامرات، والصاروخ الذي يزن أطنانًا، مستهدفًا الأطفال العزل والمواطنين الأبرياء. ولكن بلوغ عقل الطفل بمثل هذه المعادلة المركبة التي تمارسها أسواق رأس المال وعلاقتها بالسياسة الدولية وكيفية سيرها، ليس هو بالهدف الذي نروم إليه، واتباع الخطوات التي تبدأ بإبراز علاقته بفلسطين وفاعليته في هذه العلاقة، أي أن يعلم الطفل ممارسةً أن فلسطين تخصه وهي جزء من حياته اليومية وطعامه وشرابه ومشاهداته، شيئًا فشيئا سيتعلم الطفل كيف يبرز مواقفه اتجاه فلسطين واتجاه إسرائيل ومن يدعمها.

رابعًا: المدرسة: للمدرسة دور كبير في تفعيل أودار الأطفال في المقاطعة وإشراكهم فيها، والحاجة اليوم ملحة في إبراز القيم التربوية التي تظهر الحق حقا والباطل باطلًا، عن طريق المعلمين والتروبين، ومن خلال اللعب، والأدوات الفنية والمسرحية وغيرها.

يتأثر الأطفال بين عمر 8 وما فوق بمنصات التواصل الاجتماعي وخصوصًا سناب شات وتيكتوك، ونشر محتويات توعوية بخصوص المقاطعة الجماهيرية للمرئيات واللمواد الإعلامية له تأثير كبير.

"موانا": آن للحقيقة أن تنكشف

فيلم موانا يدعم الاحتلال.png

قبل يومين أطلقت ديزني التريلر لفيلم "موانا" الجزء الثاني، وهو فيلم يسلط الضوء على عادات وثقافات وتاريخ السكان الأصليين، وموانا هي بطلة رواية أحد أفلام ديزني الذي يحمل اسمها، سمراء، وأنتج في عام 2016. وُلدت موانا في جزيرة موتونوي وهي ابنة زعيم الجزيرة، أحبت موانا الإبحار منذ طفولتها إلّا أنّ والدها منعها مرارًا من ذلك. تهدد الجزيرة بسيطرة القوى الظلامية عليها وتُختار موارنا للإبحار في المحيط لتنقذ شعبها.

اختارها المحيط منذ طفولتها لتعيد قلب تيفيتي بعد أن قام ماوي بسرقته، ممّا أدى إلى انتشار الشرور والخراب في العالم.كانت موانا تبلغ السادسة عشر من العمر خلال أحداث الفيلم، وهي ذات عيون بنية مع حاجبين سميكين وشفاه وردية وشعر طويل أسود مموج، وقد اعتادت على الظهور بشعرها مسدلًا على ظهرها إلّا أنها كانت تربطه أثناء الإبحار فقط. جميع ملابسها مصنوعة من أوراق الشجر والريش ونبات البندانس وغيرها من الموارد الطبيعية المتوافرة في الجزيرة.

لماذا نستحضر مثال موانا، ونحن نتلقى إشعارات تدعونا لترقب الجزء الجديد من فيلم موانا، وحجز التذاكر لمشاهدته، في الوقت الذي نشهد فيه حرب إبادة على غزة وأهلها، وهم أصحاب الأرض وأصحاب الحق فيها، وسيطرة قوى الظلام الاستعمارية فيها غاشمة تطول البر والبحر والحجر والبشر، فكيف تعلمنا موانا، ابنة زعيم القبيلة، التي تبحر وتقاوم لدفع القوى الشريرة عنها وعن شعبها، وموانا إنتاج أيد استعمارية وتدعم الاستعمار، وهي مفارقة تدعونا إلى تفكير عميق، يحيل إلى أن المقاطعة هي واجب وليست ترفًا نمارسه.