بنفسج

الشهيدة وأم الشهداء: الحاجة زهر هنية

الثلاثاء 02 يوليو

الحاجة زهر عبدالسلام أحمد هنية، أكبر أخوتها وأخواتها، شقيقة الشيخ إسماعيل هنية- رئيس المكتب السياسي لحركة حماس-، التي شهدت النكبة والنكسة وحروب غزة جميعها، في حياتها استشهد لها الإخوة والأبناء والأحفاد حتى رحلت هي شاهدة على الحرب لثمانية أشهر من الجوع والنزوح وألم الفقد على من رحلوا، وشهيدة ثمانينية على كرسيها المتحرك. 

استشهدة الحاجة زهر في استهداف لمنزل ابنها البكر ناهض الكائن في مخيم الشاطئ غرب غزة في 25 يونيو 2024، في مجزرة كان أغلبها من النساء والأطفال، رحلت الحاجة  (أم ناهض)،رفقة ابنها ناهض غازي هنية (أبو غازي)، وزوجته إيمان أحمد هنية (أم غازي)، وابنه (إمام مسجد الغربي) محمد ناهض هنية (أبو حمزة)، وإسماعيل ناهض هنية، ومؤمن ناهض هنية، وزهر ناهض هنية، وشهد ناهض هنية، وآمال ناهض هنية.

الحاجة زهر هنية: عمرها أطول من عمر الاحتلال 

عمرها أطول من عمر الاحتلال استشهاد الحاجة زهر هنية.jpg

الحاجة زهر هنية، كما يقال عمرها أطول من عمر هذا الاحتلال، وقد عاشت في هذه البلاد حروبًا كثير، وهجرتين، فهي من مواليد قرية الجورة المُحتلة، ولدت بتاريخ١١/١١/١٩٤٢. شهدت النكبة عام ١٩٤٨ وهُجرت مع والدها ووالدتها إلى قطاع غزة وكان عُمرها خمس سنوات وعاشت في مخيمات اللجوء منذ نعومة أظافرها مع والديها. 

لديها أربعةً من الأبناء، وهم ناهض، الذي استشهد معها وزوجته وأبناؤه التسعة، ثم ابنها هاني الذي أسر ابنه البكر مصعب خلال هذه الحرب، وابنها عوض الذي فقد زوجته أسماء، وعادل الذي استشهد في عملية اغتيال عام ٢٠٠٥ . وللحاجة أم ناهض ثلاث من البنات، ولهن من الحرب والآلام كل النصيب؛ ابنتها آمال فقدت حفيديها جمال وأميرة، ونوال فقدت حفيدتها تسنيم، الحافظة لكتاب الله، وزهدية زوجة عبد السلام، نجل إسماعيل هنية.

لديها أربعةً من الإخوة؛ وهم محمد ووليد وخالد، الذي استشهد في هذه الحرب نجله عبد الخالق وأحفاده محمد وخالد. وأخوها إسماعيل (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس) الذي فقد أبناءه الثلاثة، وهم حازم وأمير ومحمد، وأحفاده جمال ورؤى وأمال ومُنى وخالد ورزان وملاك، وقد توفيَ ثلاثة من إخوة الحاجة الشهيدة زهر وبقي إسماعيل. 

الشهيدة الثمانينية على كرسي متحرك

الاحتلال الإسرائيلي يستهدف الأخت الكبرى لرئيس المكتب السياسي اسماعيل هنية.jpg

لديها سبعة من الأخوات، ثلاثة منهن متزوجات في مدينة بئر السبع المُحتلة، وهم خلدية و ليلى وصباح الذي اعتقلها الاحتلال خلال هذه الحرب من منزلها، وأربع أخوات في قطاع غزة، وهن: سعدية التي فقدت أحد أحفادها وبيتها، ونعمة الذي فقدت زوجها الحاج إبراهيم وابنتها إلهام، وتمام الذي فقدت ابنها إسماعيل وزوجته وأبناءه،  وآخرهم شقيقتها كفى و جميعهم قصفت بيوتهم ونزحوا. 

عرفت الحاجة أم ناهض في كل مخيم الشاطئ، طيبة حنونة، جامعة لإخوانها وأخواتها والعائلة، فهي بمثابة الأُم باعتبارها الأكبر سناً في العائلة. تلقت خبر استشهاد الأقارب والأحفاد وأبناء شقيقها بالصبر والثبات لكن الفراق لوع قلبها، وهي المرأة المسنة التي أتعبها النوزج والمرض والجوع. 

الشهيدة: أم وجدة الشهداء 

عائلة اسماعيل هنية تقدم الشهداء من أبنائها وأحفادها.jpg

أول نزوح كان لها إلى بيت أخيها الأكبر خالد في حي الشيخ رضوان، وقد تعرض للقصف في بداية الحرب ونجت منه بأعجوبة، وبعدها نزحت إلى مستشفى الشفاء في ممرات العمليات وبقيت أربع ليالي على الكرسي المُتحرك في صحوتها وغفوتها بسبب ضيق المكان والظروف المفروضة، وبقيت في الشمال صامدة لم تتزحزح وكانت مُعرضة للنزوح المُتكرر و للجوع والقصف والتهديد، حيث أنها كانت تُعاني من ضعف عضلة القلب دون توفر العلاج ما أدى إلى تراجع حالتها الصحية.

بعد نزوحها لأكثر من ثمانية أشهر استقرت في منزل ابنها البكر ناهض الواقع في مُخيم الشاطئ إلى أن باغتتهم طائرات الحقد الصهيونية فجر يوم الثلاثاء تاريخ ٢٥/٦/٢٠٢٤، واستشهد  جميع من كان في البيت من الأبناء، والحاجة الأم والجدة والشقيقة، زهر هنية أم ناهض، رحمها الله وتقبلها.